أخبار الآن | الولايات المتحدة – nymag

نشرت مجلة “نيويورك” الأمريكية تقريراً جديداً، طرحت فيه تساؤلات عمّا إذا كانت الحرب ستندلع بين إيران وإسرائيل، وذلك في أعقاب التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة.

وبدأت المجلة بتسليط الضوء على “سلسلة من الحرائق والانفجارات التي وقعت في عدد من المنشآت المدنية والعسكرية الإيرانية، بما في ذلك المجمعات الرئيسية لإنتاج الصواريخ في البلاد”، وأضافت: ” في حين أن عدداً قليلاً من هذه الحوادث قد يكون عرضياً، يشير التوقيت والأهداف المحددة إلى أن بعضها على الأقل كان نتيجة استهداف خارجي، وترفع هذه الهجمات احتمال نشوب صراع في الشرق الأوسط قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة”.

ولفتت إلى أنه “بعد انفجار في مجمع نطنز لتخصيب الوقود النووي في مطلع الشهر الجاري، والذي ربما يكون قد عرقل تقدم إيران نحو انتاج رأس نووي لأشهر أو سنوات، قال مسؤول استخبارات بالشرق الأوسط حينها إن إسرائيل تقف وراء هذا الهجوم”.

وأوضحت أنّ “السياسي الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، اتّهم رئيس الموساد يوسي كوهين ضمناً بأنه المصدر الذي سرب هذه المعلومة، مما يشير إلى أن تسريب الخبر كان جزءًا من حملة كوهين لخلافة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لرئاسة حزب الليكود”.

وبحسب “نيويورك”، فإنّ “كوهين ليس وحده من سرب هذه المعلومات أو أكدها، إذ صرح مسؤول دفاع إسرائيلي سابق لموقع “إنسايدر” أنه من المعروف بشكل عام في دوائر المخابرات الإسرائيلية أن بعض هذه الأحداث كانت عمليات استخبارية إسرائيلية”.

ومع هذا، فقد ذكرت المجلة الأمريكية أنّ “مسؤولاً استخبارتياً بالإتحاد الأوروبي أكّد هذه المعلومات أيضاً، ووصفها بأنها جزء من حملة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني”.

وأشارت المجلة إلى أنّ “إسرائيل ليست وحدها من تقوم بتنفيذ هذه الهجمات، فقد أعلنت مجموعة منشقة من الجيش وقوات الأمن الإيرانية تطلق على نفسها اسم فهود الوطن عن قيامها بشن هجوما على منشاة نطنز النووية، وقد أرسلت المجموعة رسالة إلكترونية لقناة “بي بي سي” بعد وقت قصير من وقوع الحادث وقبل أن تضج به وسائل الإعلام العالمية، مؤكدة أنها هاجمت المنشاة كجزء من حملة مستمرة ضد المواقع الاستراتيجية الإيرانية”.

وأضافت: “تضمنت رسالة المجموعة بعض التفاصيل التي تتماشى مع حقيقة الانفجار، ما يشير إلى أن أصحاب البلاغ كانوا على علم مسبق بالهجوم، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بعمليات مشتركة ضد إيران مع عناصر محلية مناهضة للنظام”.

ولفتت إلى أنّ “هذه التسريبات من أجهزة المخابرات العسكرية الإسرائيلية تؤكد أن وقوف إسرائيل وراء هذه الهجمات مرجح جداً، مشيرة إلى أن “إسرائيل بشكل عام واحدة فقط من خصوم إيران الإقليميين الذين يمتلكون قدرات استخباراتية لشن هجوم بهذا الحجم على مثل هذه المنشأة الحساسة”.

ويمر النظام الإيراني بحالة من الضعف الشديد بسبب الأزمة الاقتصادية نتيجة العقوبات الأمريكية وتفشي فيروس كورونا، مما أدى إلى اشتعال الاحتجاجات الداخلية نتيجة تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة إلى مستويات قياسية أمام الدولار، وترى إسرائيل أن هذا الضعف فرصة لتراجع طموحات طهران العسكرية والنووية، وفقاً لـ”نيويورك”.

اندلاع حرب

وتوضح المجلة أنّ “سياسة إسرائيل الحالية تجاه إيران تُعرف باسم “الحملة بين الحروب”، فهي تحاول الحد من قدرة إيران على تهديدها من خلال ميليشياتها في سوريا ولبنان والعراق، كما تهدف هذه الإجراءات التي تتخذ في فترة قصيرة قبيل اندلاع الحرب إلى منع إيران من إنشاء مواقع استراتيجية بحال اندلاع نزاع مباشر تتوقعه إسرائيل”.

وتوسعت هذه الحملة على مدى السنوات القليلة الماضية بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يشارك نتانياهو اهتمامه بضرورة تغيير السياسة الإيرانية، لكنه يفضل عدم تدخل الجيش الأمريكي مباشرة في هذا المشروع. ويعتقد مراقبون، بحسب المجلة، أن “الفترة الحالية هامة بالنسبة لإسرائيل، قبل أن تأتي الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم بأي مفاجئات، تغير سياسة واشنطن الخارجية المتبعة، لذلك تسعى إسرائيل لتحقيق أكبر ضرر ممكن بطهران”.

ومع هذا، فقد كشفت أن “هذه العمليات يمكن أن تتصاعد إلى حرب شاملة، كما تظهر تقارير غير مؤكدة أن إيران تستعد للرد عسكرياً ضد إسرائيل والولايات المتحدة انتقاماً بعد هذه الهجمات”.

وأكد المسؤول الأوروبي الذي تحدث لموقع “انسايدر” أن “الخطة الإسرائيلية هي إثارة رد فعل إيراني يمكن أن يتحول إلى تصعيد عسكري طالما ترامب في منصبه، بينما شكك خبراء أن تقوم طهران بأي رد عسكري على هذه العمليات بسبب حالة الضعف التي يمر بها النظام”. كذلك، أوضحت “نيويورك” أنه “على الصعيد السياسي يرى نتانياهو أن الحرب مع إيران هي أداة تؤدي إلى تعويمه داخليا، بالمقابل فإن القادة العسكريين يعتبرون الحرب مع إيران خطوة لإعاقة تطوير  برنامج الأسلحة النووية والصواريخ البالستية”.

وإلى جانب هذا، فقد ذكرت المجلة أنه “إذا استمرت إسرائيل في هجماتها على المنشآت العسكرية الإيرانية على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، فإن احتمال نشوب الحرب سيرتفع، ولم تستبعد أن يكون هناك مفاجأة مدمرة في الشرق الأوسط خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم”.

فهد الشليمي: الشراكة الصينية – الإيرانية ستزيد من عدوانية النظام الإيراني

قبل أيام وأمام البرلمان الإيراني أعلن وزير الخارجية جواد ظريف عن اتفاق مدته 25 عاماً بين إيران والصين، ومن دون أن يذكر التفاصيل ظهرت في تسريبات مختلفة، وتدور حول التعاون الأمني ​​والعسكري والاقتصادي بين البلدين.

 

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

بعدما جرد رجال شرطة من أسلحتهم.. القبض على “رامبو” الألماني