أخبار الآن | الإمارات العربية المتحدة – arabnews

قبل أيام، أعلن التحالف العربي في اليمن الاثنين اعتراض وتدمير 4 صواريخ و 6 طائرات بدون طيار “متفجرة” أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية. ومن جهتهم، أعلن الحوثيون أنهم تمكنوا من إصابة منشأة نفطية كبيرة في جازان جنوب المملكة.

الهجوم الفاشل هذا سلط الضوء على برنامج طهران الصاروخي الضخم وكيفية استخدام النظام الإيراني لترسانة الأسلحة ووكلائه في بثّ الفوضى بجميع أنحاء الشرق الأوسط.

وكان تقرير العام 2019، الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ومقره الولايات المتحدة، قال أنّ “ترسانة الصواريخ الإيرانية تشكل تهديداً صارخاً للمملكة العربية السعودية والمنطقة الأوسع”، مشيراً إلى أنها “كانت جزءاً من سياسة إيرانية العدوانية”.

ويدير الحرس الثوري الإيراني هذه الترسانة، وبتكلفة باهظة تقدّر بمليارات الدولارات سنوياً، تعتبرُ كفيلة بتسريع انهيار الاقتصاد المحلي، كما يقول الخبراء أن “صواريخ إيران موجودة بين أيادٍ خطيرة”.

وشكّل مدى الصواريخ الإيرانية من حوالى 300 كلم إلى 2000 كلم وما فوق، تحدياً فريداً للمملكة العربية السعودية، وهو أمر يشكل تهديداً أيضاً للدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في حين أن هذه الصواريخ تشكل تهديداً كبيراً للدفاعات الجويّة في أي دولة.

ويقول إيان ويليامز، نائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي التابع لـ”CSIS” أنّ “القدرة على التغلب على أي دفاعات جويّة، كانت جزءاً محورياً من الاستراتيجية الإيرانية”.

ومع تحوّل علاقات إيران مع جيرانها والولايات المتحدة إلى حالة سيئة وخروج وضعها الاقتصادي عن السيطرة، أصبح النظام الإيراني منشغلاً بشكل متزايد ببقائه. وبحسب ويليامز، فإن “إيران تستخدم صواريخها كوسيلة لإبراز القوة، ويبدو ذلك في هجماتها الصاروخية في العراق وسوريا والمملكة العربية السعودية”.

وخلال السنوات الأخيرة، كانت طهران تقوم بتحديث ترسانتها، وتخطو خطوات كبيرة في زيادة دقة صواريخها. ويقول الدكتور كريستوفر بولان، أستاذ دراسات الأمن في الشرق الأوسط بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي أن “طهران تعتمد بشكل متزايد على استخدام وتصدير الصواريخ البالستية لوكلائها في جميع أنحاء المنطقة”. 

ولفت إلى أن “إيران زودت العديد من الجهات التابعة لها، مثل الحوثيين وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله في العراق، بقدرات صاروخية متقدمة جرى استخدامها لضرب أهداف في السعودية وشمال إسرائيل والعراق على التوالي”.

وقال بولان أنه “في استراتيجية الأمن القومي الإيراني، هؤلاء الوكلاء هم عنصر أساسي في الردع”. ففي هذا العام، كانت كتائب “حزب الله” العراقي، مسؤولة عن سلسلة من الهجمات الصاروخية في البلاد، بما في ذلك هجوم قتل جنديين أمريكيين وعسكري بريطاني. كذلك، فإن محاولة الحوثيين الأخيرة لضرب المملكة العربية السعودية، تكشف عن التكتيكات التي لا تزال تتبعها طهران حتى يومنا هذا.

من جهته، يقول المحلل صمويل هايكي  أنّ “إيران غالباً ما تعمل في المنطقة الرمادية بين الحرب والسلام”، موضحاً أن “هذه الاستراتيجية تساعد إيران على تعزيز أهدافها الأمنية، بينما لا تثير بالضرورة انتقاماً مباشراً، كما أنها خلقت حالة من عدم اليقين في كيفية ردّ الخصوم”.

ومع هذا، فإنّ بولان يرى أنّ “التهديد الصاروخي الإيراني لا يُمكن إنكاره بل التخفيف منه فقط”، موضحاً أنّ “الخطوة الأولى بدأت بالفعل وهي تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي لدول الخليج العربي”، كما أشار إلى أنّ “الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تلعب دوراً محورياً في ضمان سلامة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي”.

وقال: “ينبغي على الولايات المتحدة أن تواصل تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي الوطني الفردية للحلفاء الإقليميين، وأن تكون هذه بمثابة الرادع الأساسي للضربات الصاروخية الإيرانية”.

فهد الشليمي: الشراكة الصينية – الإيرانية ستزيد من عدوانية النظام الإيراني

قبل أيام وأمام البرلمان الإيراني أعلن وزير الخارجية جواد ظريف عن اتفاق مدته 25 عاماً بين إيران والصين، ومن دون أن يذكر التفاصيل ظهرت في تسريبات مختلفة، وتدور حول التعاون الأمني ​​والعسكري والاقتصادي بين البلدين.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

إيران: أرسلنا صندوقي الطائرة الأوكرانية الأسودين إلى فرنسا