أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (HKFP)

أصبحت الرّموز التّعبيرية التي تمثّل الشخصيات والثقافة الإيغورية متاحة على منصة الترّاسل تيليغرام كمبادرة من الإيغور المشتّتين في البلدان النّاطقة باللّغة الروسية للتّعريف بهذه الفئة أكثر.

بينما يعاني الإيغور في الصين من هجمات غير مسبوقة على أبسط حقوقهم كبشر، يتمتّع المنتشرون منهم في البلدان الناطقة بالروسية (يقدر عددهم بنحو 350 ألف شخص معظمهم في كازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وأوزبكستان) بحرية تعبير أكبر نسبيًا، كما يستطيعون الدفاع عن حقوقهم.

وتنشر مجموعة تسمى Biz Uyghurlar (نحن الإيغور) في روسيا، معلومات حول سياسة وتاريخ وثقافة الإيغور، ومعظم ما تنشره باللغة الروسية على موقعها على الإنترنت.

رموز تعبيريّة للإيغور تعزز المقاومة الثّقافية على شبكات التواصل

امرأة من الإيغور ترتدي قبعة تقليدية تسمى دوبا (دوپپا في الإيغور). على ذراعها مكتوب Qizlar küchlük ، مما يعني “قوة الفتيات”/ Global Voices

 

في أواخر يونيو (حزيران)، أطلقت المجموعة أيضاً مبادرة لتعزيز حضور الإيغور على الإنترنت من خلال إصدار مجموعة من الملصقات لمنصة تيليغرام، والتي حظيت بشعبية خاصة في دول ما بعد الاتّحاد السوفياتي. لفهم ما دفع الشتات الإيغوري في روسيا إلى الاِنخراط في وسائل التواصل الاجتماعي، تحدث موقع “غلوبال فويسس” إلى ريجينا أويغور، منسقة مشروع الملصقات.

من أين اِستلهمت فكرة تصميم ملصقات على تيليغرام للاِحتفال بالإيغور وثقافتهم؟

في الواقع فكّرنا في هذا منذ مدّة طويلة، كان علينا فقط العمل على تطويرها. هدفنا الأول هو تعريف مستخدمي الإنترنت بثقافة الإيغور الثّرية، هدفنا الثّاني هو توصيل رسالة اِجتماعية خاصّة، بما أنه في أيّامنا هذه، وفي موطننا الأصلي، أصبح الإيغور ضحايا مجازر، أمّا البقية المشتّتون في دول ما بعد الاِتّحاد السّوفياتي، يتعرّضون للضّغط والتّمييز العنصري، لذلك نأمل أن تملأ هذه الملصقات قلوب الإيغوريّين بالأمل والاِعتزاز بثقافتهم وتاريخهم. نريد أن يرى بقية المستخدمين ملصقاتنا وأن يتداولوها وأن يهتمّوا بثقافتنا. حقيقة عدم وجود شيء من هذا القبيل من قبل هي ما دفعنا وحفّزنا لتطويرها. دائما ما نريد أن يتمكّن الإيغوريون الذين يستعملون منصّات باللغة الروسية مشاركة عناصر من ثقافتهم مع الآخرين.

رموز تعبيريّة للإيغور تعزز المقاومة الثّقافية على شبكات التواصل

رجل من الإيغور يعزف على إحدى الآلات التقليدية/ Global Voices

 

هل تعلمين عدد الأشخاص الذين قامو بتحميلها؟

حتى 30 حزيران (يونيو)، قام 437 شخصاً بتنزيل ملصقاتنا وتم استخدامها 1.028 مرة. كانت متاحة منذ 26 حزيران ولكنّها كانت جاهزة قبل ذلك بكثير. أردنا أن نوفّرها على منصات مختلفة، لكننا قررنا في النهاية إطلاقها أولاً على تيليغرام، للحصول على تعليقات من المستخدمين. إذا أراد الناس منا أن نضيف رموز معينة، ملابس تقليدية، إلخ، فسنقوم، وبعد ذلك نخطط لإتاحتها على منصات أخرى.

من الذي اِبتكرها وبناءً على أيّ معطيات؟

عمل عليها كفريق مجموعةٌ من الفنّانين متعددي الأعراق، وبدأت العملية باِختيار مشاعر ووضعيّات من الحياة اليومية للإيغور: سعيد، متمرد، راضٍ، متفاجئ، في الحب. وطوّرتُ هذه الأفكار ثم تحولت إلى رسومات بفضل فريق الفنّانين. ثمّ تمّت مناقشتها وتحريرها. إنّ الفهم العميق لتاريخ الإيغور واِختلافات ثقافاتهم هو ما ساعد على اِبتكارها.

رموز تعبيريّة للإيغور تعزز المقاومة الثّقافية على شبكات التواصل

رجل من الإيغور يأكل طبق لاجمان/ Global Voices

 

على مرّ تاريخنا، تغيّرت تفاصيل معينة لأزيائنا الوطنية بشكل متكرر، ما يعكس ثقافة مناطق مختلفة. لهذا السبب عندما قمنا بتطوير ملصقاتنا، لم يكن هدفنا تمثيل العواطف فقط، بل التّعريف بجميع الاختلافات في عرقنا، لذلك ترتدي شخصيّاتنا قبعاتٍ وملابس مختلفة. أردنا أيضًا توضيح جوانب مثيرة للاهتمام من تقاليدنا: مثل حبنا للشاي مع الحليب واللغمن، المعكرونة الشهيرة عندنا والمصنوعة يدوياً، والصيد مع النسور الذي كان شائعاً في القرن الماضي، وموهبتنا الموسيقيّة، وما إلى ذلك. سنواصل توسيع مجموعتنا حين نحصل على مزيد من التعليقات من المستخدمين.

ماهي فحوى مشروعكم وموقعكم على الإنترنت؟

بدأ هذا المشروع كتجربة في عام 2015، كمجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي. الحقيقة، كإيغوريّين ناطقين باللغة الروسية ويعيشون في دول ما بعد الاِتّحاد السوفياتي، نعرف تاريخنا العظيم، ونهتمّ بثقافتنا الغنيّة، كما نشيد بتقاليدنا المتوارثة. لكنّ الأوضاع السياسية عزلتنا عما يتداول من معلومات عن موطننا الأصلي. كلّ ما كنّا نراه من أخبار في وسائل الإعلام الغربية هو اِنتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ. في عام 2015، كان هناك عدد قليل جداً من المواقع التي تنشر محتوى مثير للاهتمام حول الشخصيات والأحداث العامة في شينجيانغ.

رموز تعبيريّة للإيغور تعزز المقاومة الثّقافية على شبكات التواصل

أحد الرموز التعبيرية المصممة لتمثيل رجل من الإيغور يرتدي ملابس تقليدية/ Global Voices

 

ولذلك قرّرنا أن نعمل على هذا المحتوى في عامي 2015 و2016، من دون الخوض في السّياسة فهناك ما يكفي من هذا النوع من الأخبار في مواقع عدة. قُوبلت هذه الفكرة بشكل إيجابي، وتمكنا من تطوير مشروعنا بفضل الدعم النشط من جمهورنا. تغير الوضع في عام 2017، عندما ظهر رئيس الحزب الجديد لشينجيانغ، تشن كوانجو وبدأ حملته القمعية التي تهدف إلى تدمير الهوية الوطنية للإيغور. ثم ظهرت أنباء عن الضغط الصيني على مجتمعات الإيغور في آسيا الوسطى. قررنا تجاهل الرقابة التي تخنق الإيغور في الصين وفي دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، وبدأنا في ترجمة ونشر محتوى حول اِنتهاكات حقوق الإنسان.

مصدر الصورة: GETTY IMAGES

إقرأ أيضاً

إيغور المنفى يقاضون الصين أمام ”الجنائية الدولية“