أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة (بسمة الكريبي)

المال يجعل المستحيل ممكنا في الجيش الكوري الشمالي..وإذا كان لديك المال فيمكنك ايضا ان تفلت من اي عقوبة مهما كان نوعها..هذا وجه من بين عدة وجوه حقيقية داخل الجيش الكوري الشمالي يسعى النظام إلى إخفائه بما أوتي من وسائل

الترهيب والقوة.

عسكري منشق في العشريني من عمره، فر الى الجارة الجنوبية في ديسمبر 2017 وفي جعبته الكثير من الحقائق المروعة عن الجهاز الحكومي الأقرب والأكثر تنفيذا لأوامر الزعيم، ولعل أهمها تفشي ظاهرة الفساد والرشاوى داخل الجيش بالإضافة إلى

الفقر والجوع والظلم أثناء الخدمة العسكرية.

“روه تشول مين” الذي كان يشتغل في الجيش في المنطقة المنزوعة السلاح ليس هو الأول والأخير الذي فضّل الهروب عن البقاء في الجيش..وإنما وعلى مدار السنوات الماضية، فر ما يقرب عن  33 ألف كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية منهم ربات

البيوت والتجار وحتى بعض الدبلوماسيين والضباط، هرب معظمهم عبر الصين، بسبب قمعهم من قبل النظام السياسي بينما انشق 20  تقريبا عبر المنطقة المجردة من السلاح شديدة التحصين أثناء الخدمة في الجيش وذلك وفقا لما ذكرته وثيقة

حكومية كورية جنوبية.

ماذا تخسر كوريا الشمالية إذا ما استمرت على سياساتها المتعنتة؟

و لئن تنوعت أسباب الهروب والانشقاق عن الجيش الكوري الشمالي فإن تفشي الفساد والاضطهاد هو أبرز ما تحدث عنه المنشق الكوري الشمالي.

الذي اشار إلى أن  الضباط يقومون ببيع الأرز المقدم للوحدة في سوق مجاورة، ويقتصر إطعام الجنود عصيدة الذرة فقط. كما يتم إجبار الضباط على الذهاب إلى الحقول لإنجاز المهام المستحيلة، وهي جمع 100 بيضة للحشرات في غضون ساعتين،

لأن الضباط يبيعون البيض في السوق، لاستخدامه في الطب الصيني.

ولعل العامل الرئيسي وراء انشقاق الجنود هو الاعتداء الوحشي عليهم، واتهامهم زورا بسرقة بالونات الأرز، التي يرسلها منشقون في كوريا الجنوبية، وتعرضهم للضرب من قبل رؤساء الوحدات العسكرية.

الهروب إلى كوريا الجنوبية لم يقتصر على الجنود فقط بل تجاوز ذلك ليشمل سكان كوريا الشمالية ، خوفا من بطش النظام في البلد و يحملون بيونغ يانغ المسؤولية في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مثل التجويع المتعمد، والحرمان من الحقوق

الإنجابية قسريا، والإجهاض والوأد القسري، وتجربة الأسلحة الكيميائية على ذوي الاحتياجات الخاصة.

كوريا الشمالية التي يبدو أنها في وضع لا تحسد عليه بعد سلسلة الفضائح التي يسربها في كل مرة المنشقون، تواجه ما اسمتهم بالخونة بمحاضرات تحريضية في جميع انحاء البلاد تهدف إلى إثارة العداء العميق تجاه المنشقين الذين فروا من كوريا

الشمالية إلى الجارة الجنوبية،  وبيانات تحريضية حول “معاقبة المنشقين باسم الشعب”.

في إطار سياسة تدارك الأوضاع، تعمل كوريا الشمالية جاهدة على إحكام قبضتها لقمع المنشقين من خلال شرائها أجهزة التنصت على الهاتف من الخارج لمراقبة مكالمات الهاتف ولعل الأهداف الأولى للمراقبة الحكومية وفق المراقبين ستكون على

أولئك الذين يعيشون في المناطق الحدودية، بما في ذلك أفراد أسر المنشقين وعابري الحدود غير الشرعيين.

وبالرغم من أن قبضة كيم جونغ أون متغلغلة في الجيش الكوري الشمالي، المؤسسة العليا للنظام، فإن القوات المسلحة في بيونغ يانغ وفق المتابعين لهذا الملف الحيوي تتعفن من الداخل، وتعاني من الفساد والقرارات الاستراتيجية التي تنقل الأموال

إلى الأسلحة النووية والبحوث الصاروخية بدلاً من إحكام السيطرة على قواتها وإنعاش شعبها…فهل تصمد سياسة الزعيم أمام انفلات الجيش وفساده؟ وهل تنجح بيونغ يانغ في السيطرة على المنشقين وأهاليهم داخل ترابها وخارجها؟

مصدر الصورة: REUTERS

إقرأ المزيد:

كوريا الجنوبية تحذر الشمال: نراقب تحركات جيشكم.. وكل الخيارات مفتوحة