أخبار الآن | سول – كوريا الجنوبية (حصري)

لم يكد وقت طويل يمضي على فرض عقوبات اقتصادية عليها، حتى بدأت تظهر مؤشرات تنذر بتهاوي اقتصاد كوريا الشمالية وتبرز ارتدادات ذلك على المستوى المعيشي للأفراد.

هذا الوضع تفاقم أكثر بسبب سياسة نظام ارتكز على قواعد خاطئة لرسم توجهات البلد سياسيا اقتصاديا، نجم عن هذا الخيار توسع رقعة الفقر والبطالة بشكل متسارع بالبلد .

على الرغم من عدم وجود أي تغييرات كبيرة في الاقتصاد الكوري الشمالي والحياة اليومية بشكل عام ، يقول “سيو غاي بيونغ” في مقابلة مع أخبار الآن إن العمل أصبح أكثر صعوبة على الأشخاص العاديين.

 “سيو غاي بيونغ” من “جمعية الهاربين الكوريين الشماليين “يروي قصة هروبه من كوريا الشمالية

حتى الأنشطة التجارية وعمليات البيع والشراء ، يراها “بيونغ” معقدة، بسبب العقوبات الاقتصادية. ومع ذلك ، فإن أسعار السلع تبقى مستقرة، ولكن ذلك راجع إلى انخفاض الاستهلاك وكثرة اللوائح بشأن الإنفاق.

وحسب “بيونغ” أن هناك عروض لائقة من المنتجات الطازجة وغيرها من السلع التي يستهلكها الناس، لكن ، مقابل ذلك، تفرض الحكومة مزيدا من الضرائب والرسوم على المواطنين.

وبسبب برنامجيها البالستي والنووي المحظورين، تخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية عديدة، طوّقت نشاطات تجارتها الخارجية وكبلت أبرز صادراتها، مما كان له الأثر البالغ على كافة المجالات المتصلة بالإقتصاد.

وفي نظر “بيونغ” أن الصناعة هي القطاع الأكثر تضررا من العقوبات الاقتصادية وأشار إلى هذه الصناعات التي اعتادت تصدير المنتجات من كوريا الشمالية باتت نحقق ربحًا صفريًا .

ورغم امتلاك كوريا الشمالية بعضًا من أفضل المصايد والمنتجات في العالم ، لكن كل هذا لا يتم تصديره إلى دول أجنبية مثل الصين ، لذلك يحاول العاملون في هذه الحقول العثور على طرق أخرى لكسب المال، على حد قول “بيونغ”.

 “سيو غاي بيونغ” من “جمعية الهاربين الكوريين الشماليين ” يكشف حقيقة ما يجري داخل كوريا الشمالية

العطب الذي مسّ اقتصاد كوريا الشمالية تزامن مع أعطاب أخرى ألحقت أضرارا بمؤسسات حيوية أخرى منها مؤسسة القضاء، فاستحالت  إلى لسان ينطق بأحكام الإعدام وأداة في يد النظام.

كغيرها من الدول، تتوفر كوريا الشمالية على قوانين مؤسسات قضائية بشكل رسمي، لكن عندما يتعلق الأمر بالمحاكمات التي تنطوي على عقوبة الإعدام، يؤكد “بيونغ” أن الأحكام تكون متحيزة للغاية مع النظام وضد المدعى عليه.

فضلا عن ذلك، قد يكون هناك محامون ، لكنهم ليسوا في الواقع للدفاع عن الشخص المتهم – إنهم مجرد لسان حال بالنسبة للحكومة، لذا فإن النظام القضائي هو في الحقيقة مجرد أداة للنظام.

ووفق “بيونغ” فإن المحاكمات تحدث بسرعة كبيرة. فهناك أشخاص قتلوا رميا بالرصاص لمجرد التحدث علنا ​​ضد الحكومة أو انتقاد “كيم جونغ أون” وأحيانا يُطلق النار على الناس لأفعال من هذا القبيل.

على قساوة الوضع، يتطلع الكوريون الشماليون إلى أن تتحسن ظروف البلد من خلال الانفتاح على العالم بدءا بالتخلص من قيود الإشتراكية ومن ثمة المضي نحو مستقبل أفضل.

كوريا الشمالية تلاحق المعارضين والسياسيين المنشقين وتحاول قرصنة هواتفهم للسطو على بياناتهم السرية والتجسس على مكالمتهم

وفي اعتقاد “بيونغ” أن انفتاح كوريا الشمالية على بقية العالم سيكون مفيدًا للبلد لكن ثبت بالفعل أن الطريقة الاشتراكية لم تنجح في كوريا الشمالية.

ويضيف أن الكوريين الشماليين ليسوا أقل ذكاءً أو موهبة من الآخرين في جميع أنحاء العالم. إنهم يريدون أن يعيشوا حياة أفضل ، ويحلمون بحياة أفضل ، ويريدون أن تنفتح بلادهم على بقية العالم.

ذهنية النظام الكوري الشمالي تبدو أنها ماضية في اتجاه قد يحشر البلد في نفق ضيق بشكل خارج إرادة مواطنيه ولا ينسجم مع طموحاتهم، أقصاها العيش في بلدهم بكرامة .

 

إقرأ المزيد:

تفاصيل مثيرة عن طريقة هروب الكوريين الشماليين من بلادهم.. قصة الهارب “سيو غاي بيونغ”