أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (حصري – أجرت المقابلة kelly kasulis)

لسبب أو لآخر ، لم يستحضر “سيو غاي بيونغ” فرضية الإخفاق، حين صمم على الفرار، فكان همّه منصَبا بالأساس على التخلص من القمع والتجويع.

مغامرة “بيونغ” صاحب الخمسين عاما، في الفرار من كوريا الشمالية قد تتماثل مع الكثير من الروايات، غير أنها استثنائية في دواعيها وفي مجرياتها.

البداية، كانت عندما ضبطته السلطات الكورية الشمالية يستمع  إلى البث الكوري الجنوبي على أثير الإذاعة، فقد كان وقتها البث لإذاعات أجنبية محظورا لمدة فاقت 50 يومًا.

على خلفية ذلك، تعرض “بيونغ” للاستجواب من قبل أفراد الأمن وعلى إثرها راودته فكرة الفرار ، فقرر  الهرب إلى شمال شرق الصين، أين قضى هناك حوالي عام وثلاثة أشهر .

 “سيو غاي بيونغ” من “جمعية الهاربين الكوريين الشماليين ” يكشف حقيقة ما يجري داخل كوريا الشمالية

كانت الجغرافيا أرحب عندما كانت اختصاصا تخرج به “بيونغ” في الجامعة، لكن تلك الجغرافيا باتت أضيّق حين عزم على الفرار نحو حياة أفضل .

ففي عام 1993، تخرج “بيونغ” في جامعة في كوريا الشمالية بعد سنوات قضاها يدرس اختصاص الجغرافيا، قبل أن يصير باحثا.

بعدها بعام، عمّت المجاعة أرجاء البلاد، فلم يعد مرتّبه كباحث يكفي لسداد حاجاته اليومية، مما اضطره إلى التكسب من وراء نشاطات تجارية أخرى مثل بيع الفِطر والأسماك.

هذا المسار الذي سلكه “بيونغ” كغيره من الكوريين الشمالين وإن كان يراه البعض مألوفا، فقد كان مسارا شائكا و محفوفا بالمخاطر.

بعدما تلاشت محاولات التقارب بين بيونغ يانغ وواشنطن، باشرت وسائل إعلام حكومية كورية شمالية حملة دعاية تحسبا لمواجهة طويلة مع الولايات المتحدة الأمريكية 

استهل مغامرته، بالسفر إلى بلدة حدودية قريبة من نهر “تومين” على الحدود مع الصين، مستغلا  أقاربه في الصين لتجاوز الحدود.

وبمساعدة ” سمسار طرق”، تمكن “بيونغ” من دفع رشى لبعض الجنود المرابطين على الشريط الحدودي بغية تسهيل مروره.

المرور ليس متيسرا كما يظن البعض، فحسب “بيونغ” لا يقبل الجنود رشوة تقل عن 2000 ون كوري شمالي مع تعليل مقنع بأنك في زيارة لأهلك في الضفة الأخرى.

ما إن تخطى “بيونغ” الحدود مع الصين، كان ينتظره شوط آخر من مغامرة لا تقل مشقة، فكانت البداية باختباء دام قرابة عام ونصف مرورا بعبور صحراء شاسعة قبل الوصول إلى كوريا الجنوبية.

كوريا الشمالية تلاحق المعارضين والسياسيين المنشقين، وتحاول قرصنة هواتفهم للسطو على بياناتهم السرية والتجسس على مكالمتهم

في بلدة صينية صغيرة، مكث “بيونغ” أربعة أشهر مع قريبته ، قبل أن ينتقل إلى قرية أخرى ليقضي بها فترة دامت عاما .

كان يتعين عليه أن يتوارى عن الأنظار بسبب اقامته غير الشرعية في الصين، استعداد للسفر مرة أخرى عبر صحراء “جوبي” ودخول منغوليا.

وبفضل مساعي سفارة كوريا الجنوبية بمنغوليا، تمكن “بيونغ” من دخول كوريا الجنوبية ووصل إليها بحلول يوليو/تموز 2001.

قصة بيونغ هي واحدة من بين آلاف القصص التي لم ترو، لكوريين شمالين أفلحوا في الفرار من بلدهم وآخرين أخفقوا، فكان مآلهم السجن والتعذيب.

ما حقيقة ما يجري داخل كوريا الشمالية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي؟ وماذا عن عقوبة الإعدام في كوريا الشمالية هل تمر عبر مسار قانوني في القضاء أم أنها تخضع لضوابط أخرى؟

في تقريرٍ جديد ترقبوه قريباً على “أخبار الآن”.

 

إقرأ أيضا:

حصري – لماذا يلجأ الكوريون الشماليون إلى الهرب من بلادهم؟ وما هي قصة “سيو غاي بيونغ”؟