أخبار الآن | الولايات المتحدة – nytimesDW

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن 3 مسؤولين أمريكيين، أنّ “الولايات المتحدة اعترضت بيانات إلكترونية تظهر تحويلات مالية كبيرة من حساب مصرفي تسيطر عليه وكالة المخابرات العسكرية الروسية إلى حساب مرتبط بحركة طالبان الأفغانية”.

ولفتت الصحيفة في تقرير جديد إلى أن “هذه البيانات كانت من بين الأدلة التي دعمت الاستنتاجات بأن روسيا عرضت سراً مكافآت لاستهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان”. ووفقاً لـ”نيويورك تايمز”، فإن “الإستنتاجات خلصت إلى أن التحويلات المالية كانت جزءاً من برنامج مكافآت، كشف عنه معتقلون أثناء استجوابهم”. وأوضحت أنّ “المحققين حددواً أسماء عدد من الأفغان المرتبطين بالبرنامج الروسي، ومن بينهم وسيط مسؤول عن توزيع الأموال يعتقد أنه موجود حالياً في روسيا”.

إلى ذلك، فقد تحدث مسؤولون أفغان هذا الأسبوع، عن سلسلة من الأحداث التي تتوافق مع رواية المخابرات، مشيرين إلى أنّ “العديد من رجال الأعمال الذين يحولون الأموال من خلال نظام “الحوالة” غير الرسمي تم اعتقالهم في أفغانستان على مدى الأشهر الـ6 الماضية، ويشتبه في أنهم جزء من عصابة من الوسطاء الذين يعملون بين وكالة المخابرات الروسية، والمعروفة باسم GRU وحركة طالبان”.

القضية تتفاعل

وبحسب الصحيفة، فقد “عززت عمليات اعتراض البيانات الإلكترونية النتائج التي تم الحصول عليها من الاستجوابات، مما ساعد في تقليل الخلاف السابق بين المحللين ووكالات المخابرات حول مصداقية المعتقلين. ومع هذا، فقد أدت الإفصاحات إلى إضعاف تصريحات مسؤولي البيت الأبيض أن المخابرات كانت غير متأكدة للغاية من القضية من أجل إطلاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتفاصيلها”.

وحالياً، فإن هذا الملف يشهد تفاعلات كبيرة، خصوصاً لناحية تقرير سابق لـ”نيويورك تايمز” الذي يقول أنّ “ترامب تسلّم اعتباراً من شباط/فبراير بلاغاً خطياً حول هذه المكافآت الروسية”. التقرير هذا يتناقض مع ما صرّح عنه البيت الأبيض في وقت سابق بأن “ترامب لم يكن على علم بهذه التقارير” كما أنه لم يتسّلم أي شيء من هذا القبيل، في حين أن مصادر أخرى تشير إلى “ترامب لا يقرأ بانتظام التقرير اليومي الذي يرفع إليه ويفضل الاعتماد على وسائل إعلام محافظة للاطلاع على أبرز القضايا اليومية، لكن يتم تبليغه من قبل مسؤولي الاستخبارات شفوياً بالتطورات 3 مرات أسبوعياً تقريباً”. ومع هذا، فإن معلومات أخرى قالت أنّ البيت الأبيض كان على علم بالتقارير الإستخباراتيّة منذ العام 2019.

إلى ذلك، فقد نفى مجلس الأمن القومي بشدّة هذه المعلومات المُدرجة في التقارير الإعلامية. وقال مستشار الأمن القومي روبروت أوبراين في بيان: “خلال الأيام الماضية، كتبت نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى عن ادعاءات متعلقة بجنودنا في أفغانستان. ولأن المجتمع الاستخباراتي لم يتمكن من التأكد من صحة هذه الادعاءات، لم يتم إبلاغ الرئيس ترامب بها”. وشدد على أن “الإدارة مستعدة للرد في حال ثبتت صحة التقارير”.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني أن “عناصر مارقة في الاستخبارات، سرّبت معلومات حول مكافآت روسية مزعومة لمقاتلي طالبان مقابل استهداف القوات الأمريكية في أفغانستان”، محذرة من أنّ “هذه التسريبات تعرض أرواح الجنود الأمريكيين للخطر”. وقالت: “هؤلاء ضباط مارقون داخل المخابرات يعرضون أرواح جنودنا للخطر. من المرجح جداً أننا لن نتمكن من الحصول على إجماع بشأن هذه المعلومات بسبب ما تم تسريبه إلى صحيفة نيويورك تايمز”.

وأضافت: “أشار كل من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية واستخبارات الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية إلى الضرر الذي يحدثه هذا التسريب، ليس فقط على سلامة قواتنا، وهو أمر بالغ الأهمية، ولكن أيضاً على قدرة الولايات المتحدة على تجميع المعلومات من حلفائنا”. ولفتت إلى أنّ “ترامب يقرأ التقارير، وهو مطّلع بشكل دائم ويبلغ بقضايا الاستخبارات. الرئيس هو أكثر شخص مطّلع على الأرض بشأن التهديدات التي نواجهها”.

وقبل ذلك، كان البيت الأبيض أعلن أنّ “أجهزة الاستخبارات لم تعتبر هذه المعلومات جديرة بالثقة”، لكنّه عاد وقال، يوم الإثنين، إنّ “أجهزة الاستخبارات كانت منقسمة حيال تقييمها لمدى صدقيّة هذه المعلومات ولهذا السبب لم يتمّ إطلاع ترامب عليها”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولَين لم تكشف هويتهما أن “هذه المعلومات وردت في نسخة خطية من التقرير اليومي الذي يرفع للرئيس، في أواخر شباط/ فبراير”، في حين أنّ شبكة “CNN” أكّدت ذلك، لكنها نقلت عن مسؤول قوله إن “الوثيقة أعدت في وقت ما في الربيع”.

كذلك، أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” بياناً في هذا الشأن. وقالت رئيسة الوكالة جينا هاسبل، إن “تقويم التقارير الاستخبارية الأولية غالباً ما يتطلب جمع مزيد من المعلومات والتحقق من صحتها”، موضحة أن “الوكالة تطلع المسؤولين الأمريكيين المعنيين وحلفاء واشنطن على هذه التقارير الأولية، حتى قبل التأكد من صحتها”. الأمرُ هذا يتعارض مع تصريحات البيت الأبيض أن ترامب لم يطلع على التقارير، التي تتحدث عن تمويل روسيا عمليات استهداف جنود أميركيين في أفغانستان.

من جهته، علّق وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر على السجال الدائر بشأن الملف، مؤكداً أنّ “بلاده تأخذ جميع التهديدات المحتملة ضد عسكرييها أيا كانت على محمل الجد”.

وفي تغريدة عبر “تويتر”، أوضح إسبر أنه “لا يملك حالياً أدلة تدعم تأكيد صحة المزاعم المتعلقة بأنشطة خبيثة من قبل عناصر روسية ضد قوات بلاده في أفغانستان”، مشيراً في بيان مرفق بالتغريدة إلى أنه “وجميع المسؤولين في سلسلة القيادة العسكرية، ملتزمون بتوفير أفضل المعلومات الاستخباراتية والتسليح ومعدات الحماية للقوات في الميدان، فضلاً عن منحهم السلطات اللازمة للتعامل مع أي تهديد قد يواجههم”.

مطالبات بالرّد على روسيا

وإزاء هذه القضية، فإنّ الضغوط تتزايد، خصوصاً بعد عدم جلاء الحقيقة المرتبطة بمعرفة ترامب بهذه التقارير. وفي حال كان ذلك قد حصل، فإن هناك العديد من المطالبات للتحرّك. ومع هذا، فقد شدّد الجمهوريون على ضرورة الرّد بحزم على روسيا، وقد دعا البعض إلى “إدراجها على لائحة الدول الراعية للإرهاب”. وقال السيناتور الجمهوري توم تيليس: “إذا صحت هذه التقارير الاستخباراتية التي تقول إن روسيا قدمت مكافآت لقتل جنود أمريكيين، فيجب التعامل معها على أنها دولة راعية للإرهاب”. كذلك، حثّ السيناتور الجمهوري تود يونغ، الرئيس على سحب الدعم لضم روسيا إلى مجموعة السبع، وفرض عقوبات مباشرة على بوتين ووزير خارجيته لافروف.

إلى ذلك، أعرب الديمقراطيون عن قلقهم من أنّ “يكون البيت الأبيض يتجنّب إبلاغ ترامب بأمور يُحتمل أن تزعجه”، معتبرين أنّ “من شأن هذه القضية المرتبطة بتهديد القوات الأمريكية، أن تمثل مشكلة لأمن البلاد”.

في غضون ذلك، ناقش وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مع كبير مفاوضي “طالبان” الملا عبد الغني برادر، عبر تقنية الفيديو، “تزايد الهجمات على القوات الحكومية في الآونة الأخيرة، إضافةً إلى بحث ملف السلام والإفراج عن السجناء”. وجددت “طالبان” التزامها احترام اتفاق خفض العنف الذي وقّعته نهاية فبراير/شباط مع الولايات المتحدة.

بريطانيا تؤكد

إلى ذلك، أكّد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الثلاثاء، أنه “اطلع على معلومات استخباراتية أمريكية تفيد أن روسيا قدّمت مكافآت مالية لمقاتلين مرتبطين بحركة “طالبان” مقابل قتلهم جنوداً أمريكيين في أفغانستان”. وقال والاس، في جلسة استماع للجنة الفرعية للدفاع في مجلس العموم، رداً على سؤال حول المكافآت الروسية المزعومة: “أنا على علم بالمعلومات الاستخباراتية”، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: “لا يمكنني التعليق على مسائل الاستخبارات سوى القول إننا نتخذ كثيراً من الإجراءات للدفاع والتأكد من أن جنودنا هم في أمان عند انتشارهم”.

 

بعد إقرار الصين قانون الأمن القومي.. ما هي تبعاته على هونغ كونغ؟

في قرار غير مسبوق متجاهلا دعوات الغرب, أقر البرلمان الصيني تشريعا للأمن القومي في هونغ كونغ , ما يمهد الساحة أمام تغييرات في المستعمرة البريطانية السابقة هي الأكبر منذ عودتها للحكم الصيني قبل قرابة 23 عاما.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

ألمانيا تعيد هيكلة وحدة قوات خاصة لمواجهة تطرف اليمين