أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة

اعتقلت شرطة بكين أستاذا متقاعدا لأنه أدلى بتعليقات ربطت فيروس كورونا بالحزب الشيوعي الصيني، واتهمته بإثارة المشاكل، وغالبا ما تستخدم هذه التهمة لاستهداف منتقدي النظام السلميين.

“تشين تشاوتشي” وهو أستاذ سابق في جامعة بكين تناول بالنقاش عبر الإنترنت أصل جائحة فيروس كورونا ، وقال إنه ينبغي وصفه بأنه “فيروس الحزب الشيوعي الصيني”، بدلاً من الفيروس الصيني.

ونقلت “إذاعة آسيا الحرة” عن أحد مصادرها أن “تشين” تم استدعاؤه للاستجواب في مركز شرطة “هايديان” ثم احتجزوه وتحققوا من محتويات هاتفه الخلوي , وأخذوا جهاز الكمبيوتر الخاص به أيضًا.

وقال محامي ” تشين” إن الأخير يرفض الاعتراف ولن يعترف بالذنب , لأنه يعتقد أن ما كتبه على الإنترنت يجب أن يخضع لحرية التعبير وبالتالي فهو قانوني.

تقرير استخباراتي يكشف أن فيروس كورونا مصدره مخبر ووهان

يأتي اعتقال ” تشين” وسط رد فعل عنيف من قبل سلطات إنفاذ القانون الصينية ، ضد أي شخص ينتقد تعامل الصين مع وباء فيروس كورونا بعد ظهوره في ووهان.

وقبل أيام، حكم بالسجن 15 عاما على “شين جيرين” وهو صحافي صيني عمل في بعض أهم وسائل الإعلام الرسمية، ودين بتحقير الحزب الشيوعي الحاكم والحكومة، بحسب وكالة فرانس برس.

ووثقت شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان الصينية 897 حالة بين 1 يناير و 26 مارس تتعلق بمستخدمي الإنترنت الصينيين الذين عاقبتهم الشرطة بسبب منشوراتهم وتصريحاتهم عبر الإنترنت .

وما زالت “ليانغ يان بينغ”، وهي أستاذة في جامعة “هوباي” ، قيد التحقيق منذ دعمها لـ”فانغ فانغ”، الذي كتب يوميات ووهان منذ ظهور الوباء.

وفي وقت سابق، تم استهداف أطباء ووهان، بينهم “أي فين” و”لي ون ليانغ” ، اللذان توفيا بسبب الفيروس في السادس من فبراير، فضلا عن احتجاز سبعة عمال طبيين آخرين واستجوابهم .

كما شنّ مؤيدو الحزب الشيوعي الصيني مثل “الوردي الصغير” و”جيش الخمسين سنتاً”، حملات إساءة على المدرسين المتقاعدين في جامعة “هاينان” والشاعر الشهير “وانغ شياوني” .

تقرير منظمة مراسلون بلا حدود انتقد بكين بسبب رقابتها المشددة على الصحافيين

وقال أحد أساتذة علم الاجتماع “، لـ”راديو آسيا الحرة”، إن هناك حملة سياسية متجددة على الصعيد الداخلي تستهدف الأكاديميين والمثقفين الصريحين.

وفي اعتقاده أن الأمر لا يتعلق فقط بتقييد الكلام ، بل يهدف إلى التخلص من الأشخاص الذين يعبرون عن آراء معارضة، وشبه ما يحدث بالحملات السياسية العشوائية إبان الثورة الثقافية .

ولم تتوقف ممارسات السلطات الصينية عند هذا الحد، إذ شرعت بترهيب ومضايقة الراغبين في مقاضاة حكومتي “ووهان” و”هوباي” لفشلهما في نشر معلومات عن الفيروس في الوقت المناسب .

وبحسب بيان لجنة حقوق الإنسان الصينية فإن السلطات ضغطت على الضحايا والعائلات للتخلي عن السعي للحصول على استشاري قانوني عبر الإنترنت أو إجراء مقابلات إعلامية أو الاتصال بمحامين.

تحاول الصين تغيير صورتها لدى الرأي العام الدولي والتنصل من مسؤوليتها عن انتشار فيروس كورونا

وجاء في بيان اللجنة أن ست عائلات على الأقل فقدت أحبائها بسبب الفيروس وامرأة شفيت منه أجبروا على التخلي عن الدعاوى القضائية تحت تهديدات ومضايقات شديدة.

وتواجه الصين انتقادات واسعة النطاق لقمعها كل محاولة بحث عن كيفية بدء انتشار الوباء في ووهان, مثلما حدث مع العديد من الكتاب والصحافيين.

وانتقد مسؤولون في أميركا ودول أوروبية، منها فرنسا وبريطانيا وما يقرب من عشرين دولة إفريقية تصرفات الحزب الشيوعي الصيني، بشأن إخفاء أصول فيروس كورونا .

ورأى خبراء أن الحزب الشيوعي الصيني كان يسيطر بشدة على حرية التعبير في البلاد، لكن في الفترة الأخيرة أصبحت هذه القبضة خانقة أكثر، في ظل تطورات هذه الأزمة .

 

إقرأ أيضا:

الصين تحذر ..العداء الدولي تجاهنا يتصاعد وقد نضطر للمواجهة