أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

لم تتوقف آلة الدعاية الصينية عن شن حملاتها ضد دول انتقدت فشل بكين في ادارة ازمة فيروس كورونا وتسببها في تصديره للعالم. كما لم تتوان في استهداف منتقدي سياستها في الداخل من خلال تغذية الرأي العام المحلي بالكراهية ضدهم.

بالموازاة، يحظى صحافيون أو برامج تلفزيونية أجنبية بالترويج عبر وسائل الإعلام الحكومية بالصين ومنصات التواصل الاجتماعي لثنائهم على جهود الصين وانتقاد الدول الأخرى، كما كان الحال مع الأمريكيان “تريفور نوح” و”جيري كوال” .

أما من يحاول نشر حقيقة ما يجري داخل الصين وتوثيق اليأس والبؤس والحياة اليومية في مذكراته على الإنترنت ، فقد يتعرض لهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، مثلما حدث مع أحد سكان ووهان المنكوبة معروف باسم “فانغ فانغ” .

الصين تريد تغيير صورتها لدى الرأي العام بعدما طاردتها التهم بمسؤوليتها في تصدير الفيروس للعالم

هذا جزء من الجانب المظلم من سياسة الصين الدعائية المنتهجة منذ ظهور فيروس كورونا، كشفت تفاصيله للعلن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقاريرها الأخيرة.

وبحسب الصحيفة فإن آخر هذه الحملات، وقوف الصين وراء نشر رسائل بثت الذعر بشأن فيروس كورونا في الولايات المتحدة، عبر رسائل نصية مزيفة ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن عددا كبيرا من الرسائل المزعجة ظهرت على هواتف ملايين الأمريكيين ومواقع التواصل الاجتماعي في شهر مارس، مضمونها أن إدارة ترامب على وشك اغلاق البلد بأكمله بسبب تفشي كورونا.

أضافت انه على مدار 48 ساعة، انتشرت الرسائل على نطاق واسع لدرجة أن مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض خرج عن صمته وأصدر إعلانا عبر تويتر مفاده أن الرسائل مزيفة.

وقدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن عملاء صينيين ساعدوا في دفع الرسائل عبر المنصات ، وفقًا لستة مسؤولين أمريكيين تحدثوا لـ”نيويورك تايمز”.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الهدف الواضح لنشر رسائل الإغلاق المزيفة يتماشى مع نوع من التضليل الذي يفضله الممثلون الروس، ألا وهو بث الفوضى وتقويض الثقة بين الأمريكيين في الحكومة الأمريكية.

منظمة مراسلون بلا حدود تنتقد الصين بسبب رقابتها على الصحافيين منذ تفشي الفيروس

على المستوى الداخلي، تعمل الصين على قمع كل الأصوات التي تتعارض مع سياساتها، إذ اختفى ثلاثة صحفيين نشروا مقاطع فيديو من ووهان في الأسابيع الأولى من تفشي المرض, ويعتقد على نطاق واسع أنهم محتجزون لدى الحكومة.

وفسرت بعض المصادر ذلك بأن الحزب الشيوعي كان يسعى الى الحفاظ على صورة إيجابية لدى الصينيين لفترة طويلة غير أن هذه الواجهة كُسرت أثناء تفشي الفيروس في أواخر يناير وفبراير .

وكثفت آلة الدعاية هجماتها على أي شخص تجرأ على التشكيك في طريقة تعامل الحكومة مع الوباء، كما استخدمت مزيجًا من الأكاذيب والحقائق الجزئية لشن هجمات عبر الإنترنت ضد الأفراد والدول التي تنتقد الصين، ووفقا لـ”نيويورك تايمز”.

أضافت أن آلة الدعاية الصينية عززت من حجم نشاطها لتوصيل رسائلها التي تشمل جميع وسائل الإعلام الرسمية الصينية ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعية في البلاد.

 

إقرأ أيضا:

بومبيو: على الصين فتح مختبراتها للتفتيش بشأن كورونا