أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري)

اثنان من كبار الضباط السابقين في جهاز المخابرات السوري، أو فرع أمن الدولة سيئ الصيت، سيمثلان الخميس أمام القضاء الألماني في مدينة كوبلينز بعد توجيه تهم لهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. 

الضابطان هما أنور رسلان، وإياد الغريب، وكلاهما كانا يعملان في فرع المخابرات ٢٥١، أو فرع الخطيب في دمشق الذي كان يختص بقضايا معتقلين ذوي ملفات مهمة. 

رسلان، وهو الأرفع رتبة، يواجه تهماً بارتكاب ٥٨ جريمة قتل، واغتصاب واعتداء جنسي والإشراف على تعذيب أكثر من ٤ آلاف شخص بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٢. 

الغريب، الذي كان يعمل بإمرة رسلان، يواجه تهم اختطاف وتعذيب ٣٠ شخصاً على الأقل في عام ٢٠١١، وتسهيل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. 

تمّ حتى الآن الاستماع إلى شهادة ١٦ شخصاً منهم تسعة أشخاص يمثلون هيئة الادعاء. 

لين معلوف، مديرة مركز الشرق الأوسط في منظمة العدل الدولية قالت إنّ “المحاكمة خطوة تاريخية في السعي إلى تحقيق العدالة لعشرات الآلاف من الذين اعتقلوا بلا ذنب وعُذبوا وقُتلوا في سجون الحكومة السورية ومراكز الاعتقال.” 

وكان الرجلان فرّا من النظام ولجآ إلى ألمانيا في ٢٠١٤. أُلقي القبض عليهما هناك في فبراير ٢٠١٩؛ ووجهت لهما التهم رسمياً في أكتوبر ٢٠١٩. 

القضائية العالمية

تعمل ألمانيا بموجب ما يُسمى بـ (الولاية القضائية العالمية Universal Jurisdiction) وهو قانون يتيح للدول التحقيق في جرائم تتعدى حدودها بغض النظر عمّن قام بهذه الجرائم أو من المتضرر منها. وبهذا يمثل هذا القانون أداة لملاحقة الجرائم التي يتمتع مرتكبوها بحصانة في دولهم. 

أنور البني

ويبرز في هذه القضية اسم الحقوقي السوري المخضرم أنور البني الذي كان أول من تعرّف على رسلان عندما التقاه صدفة في متجر في ألمانيا. البني كان سجيناً لدى فرع الخطيب وكان رسلان أحد سجّانيه. 

في حديث مع صحيفة The National الإماراتية، قال البني: “من خلال هذه المحاكمة سنظهر للعالم حقيقة هذا النظام، وأن النظام هو المسؤول عن هذا. وسيُحاكم كل المسؤولين المتورطين في جرائم ضد الإنسانية.” 

مصدر الصورة: Reuters

للمزيد: داخل سجون التعذيب السرية السورية: كيف سحق بشار الأسد المعارضة