أخبار الآن | أمريكا (ديلي بيست)

كشف تحقيق أجراه موقع “ديلي بيست” الإخباري عن قيام روسيا بإدارة حملة تضليلة “واسعة النطاق” على منصات التواصل الاجتماعي، تضمنت أخبارا مزيفة كان من أبرزها أن فيروس كورونا تم زرعه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح جائحة تضرب العالم.

ويقول الموقع الأمريكي، إنه من خلال العمل مع باحثين من شركة Graphika لتتبع المعلومات المضللة، تم العثور على ما لا يقل عن 20 تقريرا إخبارياً تضمن معلومات مزيفة تم الترويج لها من قبل أكثر من 40 شخصية مدعومة من الكرملين عبر عشرات المنصات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال Ben Nimmo، مدير التحقيقات في Graphika: “تبدو هذه عملية تضليل روسية نسميها (Infektion)، وهي تعمل منذ سنوات، حيث يتم استخدام منصات التدوين عبر الإنترنت كنقطة بداية، ويتم زرع قصص كاذبة استنادًا إلى وثائق مزورة أو تسريبات لم تحدث أبدًا”.

وأضاف الباحث التقني: “يبدو أن القصص المزيفة مصممة غالبًا لإثارة التوترات بين الدول الأوروبية، أو بين أوروبا والولايات المتحدة، لكنها كانت بشكل عام خرقاء للغاية بحيث لا يمكن تصديقها”، وفق تعبيره.

تمكن الباحث التقني مع مجموعة من الباحثين الآخرين، من تحديد مقالات وشخصيات مزيفة عبر حملة Infektion  في عام 2019، والتي تستخدم التزوير والمقالات المزيفة استناداً إلى شخصيات خيالية للترويج لموسكو وأهدافها، وعلى ذات الخطى، حدد موقع ديلي بيست شخصيات ومقالات مزيفة تستخدمها روسيا أيضاً تعود إلى عام 2016، وهي تضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تظهر أن عمليات روسيا التضليلية لم تتوقف، بل استمرت، وامتدت إلى بلدان أخرى.

وعمد القائمون على الحملة التضليلية، إلى تزوير رسائل ولقطات شاشة في محاولة للتدخل في الانتخابات في السويد ولاتفيا، وروجوا لنظريات مؤامرة حول رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلاقته بأوكرانيا، وكان آخر عمل لهم إدعاء أن فيروس كورونا تمت هندسته من قبل البنتاغون وتم إطلاقه من مختبر في كازاخستان.

نظرية المؤامرة

في الوقت الذي اجتاح فيه كوفيد-19 الصين وبدأ بالانتشار في العالم، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات في فبراير ومارس الماضيين، من أن روسيا كانت تدعي أن الفيروس تمت صناعته من قبل الولايات المتحدة. وفي إحاطة إعلامية في فبراير، كشف مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية فيليب ريكر، عن حملة تضليل تقودها موسكو حول فيروس كورونا المستجد.

لم يقدم الدبلوماسيون الأمريكيون أي تفاصيل أخرى، ولكن قبل أيام قليلة من إحاطة ريكير، ظهرت قصة وهمية تحمل بصمات مروجي الشائعات الممولين من قبل الكرملين. القصة التي تم نشرها لأول مرة على مدونات باللغة الروسية من قبل شخصيات مزيفة، ألقت باللوم على تفشي COVID-19 على الولايات المتحدة عبر أحد المختبرات الممولة من واشنطن في مدينة ألماتي بكازاخستان.

ويعد مختبر ألماتي وفقاً لموقع ديلي بيست، جزءًا من جهود منع الانتشار التي تمولها الولايات المتحدة والتي تهدف إلى توفير عمل ثابت لعلماء الأحياء في كازاخستان، التي كانت موطنًا لبرامج الأسلحة البيولوجية السوفيتية. ويبدو أن مؤلفي القصة المزيفة يهدفون إلى إطلاق مخاوف حول التمويل الأمريكي للمختبر. ومن الجدير بالذكر أن هذه القصة، تم تداولها باللغة الروسية فقط.

في سياق متصل، أشارت شركة FireEye للأمن السيبراني إلى حملة تضليل نسبتها إلى منصات روسية، تضمنت أخبارا تتبنى نظرية المؤامرة، وبأن الولايات المتحدة طورت الفيروس في أحد مختبرات الأسلحة في آسيا الوسطى.

ألعاب التجسس والانتخابات

من يقف وراء نظريات المؤامرة حول كورونا، هو وفق الراجح فريق يتصل بشكل مباشر بروسيا، ويعمل وفق ذات الآلية التي كانت فرق التضليل أبان حكم الاتحاد السوفيتي تعمل بها، والتي سعت وقتها إلى إلقاء اللوم على تفشي فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” في ثمانينيات القرن الماضي، على مختبر أبحاث للأسلحة بيولوجية يتبع للجيش الأمريكي.

ووفقًا لنيمو، تعمل فرق التضليل عادةً وفق ثلاث مراحل، المرحلة الأولى يتم فيها تزوير المستندات لتعزيز رواياتهم وزرعها على منصات تدوين صغيرة وغامضة مع حسابات تستخدم مرة واحدة فقط تم إنشاؤها في يوم النشر ولن يتم استخدامها مرة أخرى مطلقًا، والمرحلة الثانية يترجم المؤلفون المقالات المصاحبة للتزوير إلى لغات عدة، مثل الروسية والإسبانية والألمانية، كما يبدأون بنشر قصص مزيفة، أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فتكون عبر نشر مروجي الشائعات المقالات المزورة عبر منصات أكبر مثل Facebook و Twitter، وغالبًا ما ينشؤون المزيد من الحسابات ذات الاستخدام الفردي للقيام بذلك.

ويؤكد الموقع  في تقريره أن منصات ترويج الشائعات في روسيا، كان لها دور كبير في الترويج لشائعات تتعلق بقضايا أخرى مثل زيارة رودي جولياني إلى أوكرانيا، وانتخابات السويد عام 2018، والعلاقة بين أمريكا وأوروبا، وملف التجارة بين واشنطن وبكين وقضايا أخرى تتعلق بالصراع في شبه جزيرة القرم.

أقرأ أيضا:

65 مليار رسالة مضللة عن كورونا عبر واتساب.. كيف يمكنك تجنب الأخبار الكاذبة؟