أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (فرانس 24)

يقول خبراء إن الهجمات الوحشية التي أودت بحياة ما يقرب من 300 شخص في أقل من شهرين جعلت داعش التنظيم الأكثر رعباً في الساحل، متغلبين على تنظيم القاعدة.

تشهد المنطقة الهشة الشاسعة الواقعة على الحافة الجنوبية للصحراء تمرداً متصاعداً من قبل الجماعات المتشددة، ابتداءً من مالي في عام 2012 ثم امتدت إلى النيجر وبوركينا فاسو.. حتى وقت قريب، كانت تلك الجماعات تسفك الدماء تحت راية القاعدة.

ولكن الآن تم تجاوز موقع القاعدة لصالح تنظيم داعش الإرهابي، الذي ينتشر في غرب إفريقيا بعد تراجعه في سوريا والعراق.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في قمة تجمع فرنسا وحلفائها الخمسة في منطقة الساحل أن داعش يحتل مساحات شاسعة من الصحراء الكبرى، بينما قال رئيس بوركينا فاسو على فيسبوك إن داعش ظهر كعدو رئيس لنا، وعلينا أن نركز كفاحنا ضده”.

وبينما قلل الجميع من شأن داعش هناك ارتفاع كبير في قوته التي ظهرت للعالم أجمع بعد كمين بالقرب من قرية تونجو في النيجر عام 2017 أودى بحياة أربعة من القوات الخاصة الأمريكية وأربعة جنود نيجيريين.

يتزعم التنظيم عدنان أبو وليد الصحراوي، الذي تتحدر أصوله من الصحراء الغربية، حيث يعود تاريخه في التشدد إلى القتال في جبهة البوليساريو، والذي يهدف إلى إنهاء السيطرة المغربية على الصحراء الغربية، أصبح قائداً لحركة الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا، التي اندمجت بعد ذلك مع مجموعة يقودها المتطرف الجزائري أحادي العين مختار بلمختار، ثم انفصل عن بلمختار ليعلن ولاءه لداعش ، وهو ما اعترفت به المجموعة في عام 2016.

منذ ذلك الحين وحتى عام 2018 ، أعد داعش الأساس لتكوينه، وتجنيد الموالين له وجمع الأموال، ووضع جذوره في منطقة تلتقي فيها حدود بوركينا ومالي والنيجر، وفي عام 2019 أعلن استعداده لاحتلال تلك المنطقة الحدودية، وقد أدى ذلك الوقت الذي قضاه في التدريب إلى أكثر الهجمات دموية في تاريخ التمرد بمنطقة الساحل، والتي تم تنفيذها جميعاً على مسافة 200 كيلومتر (120 ميلًا).

يستخدم داعش ما يسمى بـ “النواة الصلبة” لتعزيز انتشاره، شأنه في ذلك شأن الجماعات المتطرفة الأخرى في الساحل، حيث يستخدم المقاتلين “المخصصين” لتعزيز صفوفه.. حيث يوجد لكل مقاتل مدرَّب التطرف ، يوجد اثنان أو ثلاثة من الوكلاء الحلفاء يتم تعيينهم للعملية فقط”، وبحسب خبراء أمنيين فإنه يستخدم الصيادين والمجرمين والمهربين الذين يعرفون جيداً التضاريس المحلية.

في عام 2019 التحقت بـ “داعش” جماعة إرهابية منشقة عن جماعة بوكو حرام النيجيرية، حيث استغل داعش ذلك في الدعاية لنفوذه.. وجعله هذا ينتشر بسرعة بما في ذلك في معاقل القاعدة السابقة.

يقول البعض إن أسباب انتشار داعش في منطقة الساحل معقدة ويصعب فك شفرتها، لكن تنبع جزئياً من حقيقة أن التنظيم الإرهابي يتمتع بالكثير من الاستقلال الذاتي للأفراد والمجموعات التي تنضم إليه”.

اقرأ المزيد:

فرنسا ودول الساحل يأملون بأن تواصل واشنطن دعمها