أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

تواصل الحكومة الصينية انتهاكاتها ضد مسلمي الإيغور المقيمين في إقليم تشينجيانغ غرب الصين. بداية بتطبيقات التجسس المجبرين على تحميلها على هواتفهم، والكاميرات التي تسجل البيانات البيومترية للأشخاص في الشوارع، والزيارات “أو الاقتحامات” المفاجأة لمنازل الإيغور من عناصر تابعين للحكومة الصينية، وسحب جوازاتهم لمنعهم من السفر “الهرب” إلى الخارج من جحيم القمع الذي يُمارس عليهم، والقائمة تطول.

إلا أن المعتقلات “أو مراكز إعادة التثقيف/التأهيل” كما تطلق عليها الحكومة الصينية، رفعت سقف الانتهاكات إلى حد بعيد، فبسبب الاعتقالات التعسفية لمسلمي الإيغور -بجانب التهجير- تستمر الكتلة السكانية للإيغور في الانخفاض الحاد، دون أن يعرف العالم أو حتى ذويهم ومعارفهم، مصائرهم، هل ماتوا أم هُجِّروا أم هربوا، أم اعتقلوا.

وخلال السنوات الأربع الماضية، بدأت الأقمار الصناعية في التقاط صور لمنشآت ومبانٍ تظهر بشكل فجائي وفي فترات قصيرة تتسم بملامح عسكرية وأمنية، مثل أبراج المراقبة، وأسقف حديدية مسلحة، وحراسة مشددة، وغيره من المظاهر التي أثارت العديد من التساؤلات حول ماهية الأغراض التي بُنيت لأجلها هذه المنشآت.

فيما بعد، اتضح أن هذه المنشآت ما هي إلا معسكرات، أو سجون لاعتقال مسلمي الإيغور “لإعادة تأهيلهم/تثقيفهم”، ويحدث ذلك من خلال منعهم من ممارسات شعائرهم الدينية، ومنعهم من التحدث بلغتهم وغيره من أساليب القمع.

إضافة إلى أن الاعتقالات تتم بشكل تعسفي، اُعتقل أحد الإيغوريين لترديده آية قرآنية خلال جنازة، وآخر اعتقل لأن الشرطة وجدت صورة لإمرأة منقبة على هاتفه.

إضافة إلى ذلك، لا توجه تهم رسمية للمعتقلين، بالتالي لا وجود لأية محاكمات أو إجراءات قانونية، أي أن المستقبل أمامهم مجهول وضبابي، فالإيغوريين المعتقلين لا يعلمون إذا ما كانوا سيخرجون يوماً ما أم سيلقون حتفهم في هذه السجون، دون أن يعرف ذويهم مصائرهم أو يعرفوا هم مصائر ذويهم.

وعلى سبيل المثال، ذكر أحد المعتقلين السابقين في مقابلة مع الـBBC أن الحراس كانوا يجبرونهم على ترديد نشيد صباحي يقول “لا يمكن أن تكون هناك صين جديدة دون الحزب الشيوعي”، وإذا ما تخلف أحد السجناء عن الالتزام بالقوانين، فيتم ضربه وجلده وتعذيبه.

ومن الجدير بالذكر أن معتقلات الإيغور لا تشبه بعضها البعض، فبعض منها لم تبنَ لتكون معسكرات، بل هي مبانٍ قديمة “مثل المدارس أو المصانع” تم تحويرها لتستخدم كمعتقلات للايغور، أما هذه المعتقلات فعادة ما تكون أقل مساحة وعلى مقربة من مراكز المدن، بينما المعسكرات الأخرى تقع على أطراف الإقليم المترامية.

مصدر الصورة: AFP

للمزيد: 

عمليات الاعتقال بحق الإيغور في الصين تشهد زيادة قياسية | مطبخ اخبار الظهيرة