أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

يصوت النواب البريطانيون، الاربعاء، على ثمانية بدائل لاتفاق بريكست الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، ما قد يعيد تحديد طريقة الطلاق بشكل جذري.

في الاثناء أعلن نائب محافظ مساء الاربعاء ان تيريزا ماي قالت في اجتماع مع نواب حزبها المحافظ أنها لن تبقى في منصبها “في المرحلة التالية من مفاوضات” بريكست، دون مزيد من التفاصيل عن موعد حدوث ذلك.

ومن السيناريوهات البديلة المطروحة الخروج من الاتحاد الاوروبي دون اتفاق، والبقاء ضمن الاتحاد الجمركي الاوروبي، والتخلي عن بريكست.

وعمليات التصويت “الاستدلالية” هذه ليست ملزمة للحكومة، وسبق أن أعلنت ماي أنها ستعارض خيار النواب إذا تناقض مع التزامات حزبها بشأن الخروج من السوق الموحدة ومن الاتحاد الجمركي الأوروبي.

وشددت ماي خلال الحصة الاسبوعية للاسئلة الموجهة اليها في البرلمان “أن الهدف الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا جميعا هو اتمام بريكست بشكل جيد (…) وطريقة ضمان بريكست هي التصويت على اتفاق” الانسحاب الموقع مع بروكسل.

ويصوت النواب بداية من الساعة 19,00 ت غ على البدائل الثماني التي اختارها رئيس مجلس العموم جون بيركو.

ومن البدائل المطروحة أيضا تنظيم استفتاء حول اتفاق الطلاق الذي سيتم تبنيه. ولم يختر رئيس المجلس مقترح اجراء استفتاء جديد على بريكست الذي كان رفضه النواب في منتصف آذار/مارس.

ويصوت النواب مجددا الاثنين لتجويد خيارهم.

-“تغيير الاتجاه أو الرحيل”-

ويسعى النواب الى التوافق على بديل لاتفاق الانسحاب الذي توصلت اليه ماي في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 مع بروكسل ورفضوه مرتين حتى الآن في كانون الثاني/يناير ومنتصف آذار/مارس، في حين لازالت رئيسة الوزراء المحافظة تصر على محاولة تمريره من جديد.

وقال النائب المحافظ اوليفر ليتوين الذي عمل من أجل سيطرة البرلمان على أجندة بريكست لبي بي سي “من غير المرجح ضمان غالبية في عمليات التصويت اليوم لأي” من هذه السيناريوهات “لكن آمل أن يكون لدينا بحلول الاثنين، أغلبية لصالح مقترح او عدة مقترحات”.

وفي مؤشر على ضعف موقفها، لم تفرض تيريزا ماي تعليمات تصويت على نواب الاغلبية. وهدد كثير من أعضاء حكومتها بالاستقالة إن سعت لذلك.

وقال جيريمي كوربن زعيم حزب العمال أهم قوى المعارضة “ان رئيسة الوزراء لا يمكنها تحقيق بريكست لأنها عاجزة عن بناء توافق أو صياغة تسوية” مضيفا ان ماي باتت اليوم “في مواجهة خيار واضح جدا: عليها الانصات (للبرلمان) وتغيير الاتجاه، أو الرحيل”.

وقاد امساك البرلمان بزمام أجندة بريكست بعض المتحمسين للخروج من الاتحاد الاوروبي وبينهم بوريس جونسون وجاكوب ريس-موغ رئيس “مجموعة البحث الأوروبية”، من 60 إلى 85 نائبا من مؤيدي بريكست متشدد بدون تنازلات، إلى اعلان أنهم قد يؤيدون من الآن فصاعدا اتفاق ماي خشية عدم خروج المملكة إطلاقا من الاتحاد.

غير أن المسألة غير محسومة إطلاقا لرئيسة الوزراء التي تبدو في موقع أكثر ضعفا من أي وقت مضى. فقد أعلن حليفها الإيرلندي الشمالي في البرلمان “الحزب الوحدوي الديموقراطي” أنه لن يصوّت لصالح اتفاق بريكست “الضار”.

وكان النائب عن شمال غرب إنكلترا نايجل إيفانز دعاها إلى إعلان رحيلها إن كانت ترغب في تمرير اتفاقها.

وكررت رئاسة الحكومة البريطانية الاربعاء أنه لن يتم عرض اتفاق بريكست مجددا على البرلمان الا بشرط توفر حظوظ “واقعية” لتبنيه.

-كونوا “منفتحين على تمديد طويل”-

وسيكون على الحكومة أيضا مواجهة عقبة أخرى. ففي حين كان يفترض ان يجري تصويت ثالث على اتفاق بريكست الاسبوع الماضي، عطل رئيس مجلس العموم ذلك بداعي أنه لا يمكن عرض النص مرة أخرى على التصويت دون تعديلات.

وكرر رئيس المجلس جون بيركو الاربعاء أنه لن يقبل بتصويت جديد الا في حالة ادخال “تغيير” مهم على الاتفاق، ملقيا بظلال من الشك على احتمال أن تلبي القرارات الاخيرة لقادة الاتحاد الاوروبي، هذا الشرط.

كما يصوت النواب على تأجيل موعد بريكست المحدد أساسا في 29 آذار/مارس، بعد موافقة القادة الاوروبيين الاسبوع الماضي.

واستبقت الدول الأوروبية الـ27 رفضا جديدا للاتفاق في البرلمان البريطاني، فأعطت بريطانيا خيارين: إما التصويت على الاتفاق مع منحها إرجاء تقنيا قصيرا حتى 22 أيار/مايو. وإما رفض الاتفاق للمرة الثالثة، وعندها يكون أمام لندن مهلة حتى 12 نيسان/أبريل لتقديم بديل وطلب تأجيل جديد، ما يحتم تنظيم انتخابات أوروبية في نهاية أيار/مايو في بريطانيا.

وفي ستراسبورغ دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الأربعاء النواب الأوروبيين الى أن يكونوا “منفتحين على (إمكانية) التأجيل لفترة طويلة، اذا رغبت المملكة المتحدة في إعادة النظر في استراتيجيتها بشأن بريكست”.

 

اقرا: التصويت على بدائل بشأن بريكست