مهدي كريّم
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (economist)
يتجادل الطيارون حول النظام الأفضل ومن لا يعتبر أكثر أمانا من الآخر. كل نموذج يمثل مقاربة مختلفة لمشكلة يجب – ليس فقط على الشركات المصنعة للطائرات ولكن أيضًا السيارات والقطارات والسفن-أن تتعامل معها طالما يتعامل المشغلون البشريون مع الآلات بشكل متزايد.
اكتسب التحدي الذي يطلق عليه المهندسون “مواجهة الإنسان والآلة” الانتباه بشكل مأساوي بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية Boeing 737 max 8 في العاشر من مارس. فقد أفاد شهود عيان أن بعد مغادرتها أديس أبابا بفترة قصيرة ، صعدت الطائرة وهبطت بشكل متكرر. وشُبّه هذا الحادث مع حادث تحطم طائرة في اندونيسيا في أكتوبر من العام الماضي. في ذلك الوقت ، كافح الطيارون في Lion Air max 8 ، وبعد وقت قصير من الإقلاع، حاول نظام أمان آلي، عن طريق الخطأ، منع الطائرة من التوقف عن طريق خفض مقدمتها.
تقوم الشركة بوينغ بتحديث برنامج التحكم الآلي للتحكم في الطيران التابع لـ max لتسهيل قيام الطيارين بالتحكم اليدوي. كما تقوم كل من بوينغ وإيرباص بتعبئة طائراتهما بأجهزة كمبيوتر تقوم بمعظم رحلات الطيران. يقول موداسير لون من جامعة كرانفيلد في أنه تم تصميم شركة Boeings لجعل الطيار يشعر وكأنه الطيار المسؤول.
القلق الكبير هو ما يحدث إذا زوّد المستشعر نظام التحكم ببيانات الخاطئة. قد يكون هذا قد حدث في تحطم طائرة Lion Air max 8، وفقًا لتقرير أولي. هناك شيء مشابه أسقط طائرة إيرباص إيرباص A330 فوق المحيط الأطلسي في عام 2009: فقد تحسس جهاز استشعار السرعة الجوية وخسارة البيانات التي أعقبت ذلك في توقف الطيار الآلي. غير قادر على معرفة ما كان يحدث ، فقد الطيارون السيطرة.
التبديل من تلقائي إلى يدوي ليس بسيطًا. قد لا تنفصل أنظمة التحكم في الطيران تمامًا. بدلاً من ذلك ، قد يستمروا في مساعدة الطيار في محاولة لمنع مناورة خطيرة. عندما تسوء الأمور، من المهم أن يتبع الطيارون الإجراءات الصحيحة، والتي تختلف لكل نموذج للطائرة.
لا تقتصر الحوادث على الطيران. في واشنطن العاصمة ، كانت القطارات الآلية معطلة إلى حد كبير منذ عام 2009 ، فكان السائق غير قادر على الفرملة في الوقت المناسب. نتج عن هذا التصادم مقتل تسعة أشخاص. السفن قد تواجه قريبا مشاكل مماثلة. استبدلت بعض العبّارات وسفن الدعم البحرية بالفعل عجلات السفينة بعصا التحكم بمساعدة الحاسوب. كما قد يكون المسبب لسلسلة من الحوادث التي تنطوي على سيارات ذاتية القيادة هو فشل أجهزة الاستشعار في التعرف على الأشياء الموجودة على الطريق ، وفشل السائقون في الاستجابة بسرعة كافية.
لقد أظهرت الدراسات أنه عندما يضطر الأشخاص إلى السيطرة على النظام الآلي، قد يستغرق الأمر حوالي خمس ثوان لاستيعاب ما يحدث. إن رتابة مراقبة مركبة شبه آلية قد تقلل اليقظة من خلال إحداث ما يسميه علماء النفس بالتعب “السلبي”. دفعت هذه المخاوف بعض صانعي السيارات، من بينهم فورد، إلى التفكير في تخطي شبه الآلة والتوجه مباشرة إلى شيء أقرب إلى التحكم الذاتي الكامل. هذا من شأنه أن يزيل مواجهة الإنسان والآلة – ولكن ليس إزالة المخاوف التي يسببها الإنسان.
للمزيد: