أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (aawsat)

يعرب الكثير من المراقبين والمحللين عن قلقهم من تنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا. فخلال السنوات الماضية، اتخذ أقطاب الأخوان من كولونيا في منطقة شمال الراين – وستفاليا بألمانيا، مقراً أساسياً لها. ومع ذلك، فإنّهم يسعون للتوسع نحو مدن أخرى الأمر الذي دفع بمكتب حماية الدستور والاستخبارات الألمانية الداخلية إلى التحذير من هذه “الجماعة المتطرفة”، باعتبارها “تشكل خطراً أكبر على ألمانيا من داعش وتنظيم القاعدة”.

وتضم الجماعة الإسلامية التي تأسست في ألمانيا عام 1958 نحو 1000 عضو في البلاد، وهذا العدد نحو ارتفاع. وتشير تقديرات أجهزة استخبارات شمال الراين وستفاليا إلى أن 14 مسجداً في المنطقة مرتبطون بالجماعة، وأن 109 أماكن للعبادة التي تروج إيديولوجية الإخوان المتطرفة تنتشر في جميع أنحاء منطقة الراين.

وفي هذا الصدد، حذر الخبير في شؤون الإرهاب الصحافي أكسيل سبيلكر مؤخراً من “تهديد الإخوان”، قائلاً أنّ “الأجهزة الأمنية في شمال الراين – ويستفاليا لاحظت كيف ازدادت شعبية مساجد وجماعات الإخوان المسلمين”. ولفت إلى أن “أجهزة الاستخبارات أعربت عن قلقها من تسلل الجماعة إلى النظام الديمقراطي، لإيجاد نظام اجتماعي وسياسي قائم على الشريعة الإسلامية”.

وأوضح سبيلكر أنّ “مؤسسات التعليم التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من المؤسسات التي تتعاون معها تركز على الشباب بشكل خاص”.

من جهته، يقول بورخارد فريير، رئيس مكتب حماية الدستور في ولاية شمال الراين- ويستفاليا الألمانية إن “الجماعة الإسلامية في ألمانيا والمنظمات التي تعمل معها، تسعى في نهاية المطاف إلى إقامة دولة قائمة على أساس الشريعة”، معتبراً أنّ “تهديد الإخوان لألمانيا على المدى المتوسط ​​كان أكبر من المجموعات المتطرفة الأخرى مثل داعش والقاعدة”.

وتلاحظ وكالات الاستخبارات كيف أنّ الجماعات المرتبطة بـ”الإخوان” تستقطب بشكل متزايد اللاجئين العرب في ألمانيا من أجل استغلالهم لمصالحهم. بحسب فريير، فإنّ “سبب ذلك هو التعليم العالي لأعضاء الإخوان، إلى جانب الأموال الكثيرة التي يتم ضخها إليهم من بعض القوى الخليجية. فمؤسسات الاخوان تقدم التعليم الشامل والتدريب للأشخاص من جميع الأعمار”.

إلّا أنّ الجماعة الإسلامية في ألمانيا نفت دعمها للعنف، كما نفت أي علاقة لها بـ”الإخوان”. لكنّ الاستخبارات الألمانية ردّت على هذا الرأي قائلة أنّ “الجماعة تهدف إلى تعزيز التصورات السلبية عن القيم الغربية”. وبحسب سبيلكر، فإنّ “الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو نجاح الجماعة في التأثير على المجلس الإسلامي المركزي في ألمانيا”، معتبراً أن “الإخوان يحاولون تصوير أنفسهم على أنهم معتدلون، ولكن خلف الأبواب المغلقة، فإن قادتها يتحدثون عن تشكيل دولة إسلامية”.

ويلفت سبيلكر إلى أنّ “رئيس الجماعة في ألمانيا خالد سويد يتعاطف مع جماعات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، وذلك عبر حسابه عل تويتر. كذلك، فقد نشر على صفحته على فيسبوك علامة الأصابع الأربعة التي أصبحت مرتبطة بالإخوان المسلمين”.

وكان تلفزيون ARD  الألماني، أبلغ قائد جماعة الإخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف، أنه “وصف الرئيس السابق للجماعة الإسلامية في ألمانيا إبراهيم الزيات بأنه زعيم جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا”، غير أنّ الأخير نفى هذا الادعاء.

وكان الزيات رأس المنظمة بين عامي 2002 و 2010. وفي عام 2008، حكمت عليه مصر غيابياً بالسجن لمدة 10 سنوات. وكان الرئيس السابق حسني مبارك قد أحاله إلى المحكمة العسكرية في العام 2006 إلى جانب عدد من قيادات الإخوان الآخرين. وفي العام 2012، أصدر الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان، قرار عفو عن الزيات إلى جانب آخرين.

مصدر الصورة: aawsat

للمزيد:

2000 كازاخستاني مسلم يغادرون شينجيانغ بعد تخليهم عن الجنسية