أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (روميو موسى)

أخطر تنظيمين إرهابيين عرفهما التاريخ المعاصر هما “القاعدة” و “داعش”، وهذا الأخير تعرض لضربات موجعة مؤخراً أدت إلى تشتت جموعه، ما ينبئ بزواله قريبا.

أما الآخر أي القاعدة، فقد أصدر مؤخرا “مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة”، التابع لدار الإفتاء المصرية في القاهرة، دراسة حديثة عنه في شمال وغرب أفريقيا، خلاصتها أن التنظيم يتمدد هناك من جديد.

إقرأ أيضا: ماهية التواطؤ بين القاعدة وإيران

الدراسة المذكورة، تكشف كيف أن القاعدة لم تخسر نفوذها بالكامل، سيما في دول المغرب العربي، وأنها ظلت حاضرة على مسرح الأحداث.

وفي هذا الاطار نشر المركز الأمريكي المتخصص في الشؤون الأفريقية في الخامس من فبراير/شباط الماضي تقريراً حول نفوذ التنظيمات الإرهابية في شمال أفريقيا، أكد تراجع “داعش” الإرهابي، فيما ضاعف تنظيم “القاعدة” بالمغرب الإسلامي من عملياته الإرهابية.

لهذه الاسباب نجم القاعدة الى أفول

يتفق التقرير الأميركي جملة وتفصيلاً مع دراسة مرصد الفتاوى في مصر، سيما فيما يخص تراجع وتقلص عمليات “داعش” وبنوع خاص في ليبيا العام الماضي، حيث بات أقل التنظيمات الإرهابية فاعلية في أفريقيا، فقد تراجعت عملياته من 319 عملية في 2016 إلى 43 عملية فقط في 2017، خلفت من ورائها نحو 239 قتيلاً. لكن وفي المقابل يؤكد التقرير الأمريكي على تضاعف عمليات تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي إلى 157 عملية مقابل 56 عملية في 2016.

أما كيف يمول تنظيم “القاعدة” عملياته الإرهابية في شمال أفريقيا وغربها، فإن المصادر المالية تكاد تكون معلومة للقاصي والداني، وفي المقدمة منها عمليات الاختطاف وتبادل الرهائن الأجانب، وتجارة المخدرات، وبيع السلاح وغسيل الأموال، والسرقة والنهب، ثم تهريب المهاجرين، عطفاً بكل تأكيد على التبرعات والتمويلات المالية من الجماعات الداعمة.

مقتل إبراهيم العسيري.. لعنة أحجار الدومينو تصيب رؤوس القاعدة

لكن ما فات، كل من “مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة” و تقرير “المركز الأمريكي المتخصص في الشؤون الأفريقية”، هو أن تنظيم  “القاعدة”  في مرحلة  أفول حقيقية، لأسباب بارزة، اهمها:
–  إن فكره الإيديولوجي بات يهاجم بشدة و من جانب جهات غير متوقعة على الإطلاق
– البيئة التي يزاول فيها تنظيم القاعدة أعماله اليوم تختلف تمام الاختلاف عن تلك التي شنّ منها أشهر عملياته أي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
– زعيم القاعدة ايمن الظواهري يعد قائدا ضعيفا واستراتيجيته فاشلة
– تهاوي قياداته الواحد تلو الآخر
– الإنشقاقات
– انفصال افرع القاعدة عن الفرع الأم

“القاعدة” شبكة إرهابية في تراجع مستمر منذ 2015

كل ما سبق يشير الى ان “داعش” و”القاعدة” هما وجهان لعملة واحدة هي الارهاب وكلاهما الى زوال قريبا، وان اللعبة بينهما لم تعد لعبة شد وجذب، بل أصبحت ذات أهداف متشابهة، فهل نحن أمام “إرث” سيئ السمعة؟

وإن يكن، فإنه وعلى غرار فشل داعش فإن القاعدة ايضا ستفشل، ونهاية هذا التنظيم الارهابي مسألة وقت ليس إلا.

للمزيد:

لهذه الأسباب القاعدة ستتفكك لا محالة