أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (رويترز)

تمارس السلطات الصينية أبشع أنواع القمع بحق الإيغور، وقد استحدثت معتقلات ومعسكرات جديدة على مساحات واسعة في العديد من مناطق البلاد.

– الأقمار الإصطناعية كشفت العديد من من مراكز ومواقع المعتقلات غير الظاهرة.

– الشرطة الصينية تراقب كل خطوات السجناء وتصورهم أثناء دخولهم المرحاض. 

وكالة “رويترز” حاولت زيارة هذه المراكز إلا أنّ الشرطة منعتها، فالسلطات الصينية تفرض رقابة صارمة على الصحافيين وتلاحقهم أينما ذهبوا.
إليكم التفاصيل:

الظلمُ الذي يعانيه مسلمو أقلية “الإيغور” في الصين باتَ يستدعي انتفاضةً دولية كبيرة. فالأمرُ لم يعد يقتصر على القمع المباشر، بل تعدّى ليكون قمعاً فكرياً لتدمير حضارةٍ وتكسير عقيدة دينية.

ماذا كشف المسؤولون الصينيون لأخبار الآن؟

من شينجيانغ، حيثُ تمارس السلطات الصينية استبدادها بحق المسلمين هناك، تكشّفت تفاصيل جديدة حول المعسكرات والمعتقلات. إلاّ أنّ المفاجأة كانت في كشف مراكز جديدة لم تكن ظاهرة. في داخل تلك المعتقلات حكاياتٌ كثيرة، تروي تفاصيل ظلمٍ لا ينتهي.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

رصدٌ ومراقبة.. الأقمار الصناعية تكشف “الكارثة”

في تلكَ المنطقة الصينية (شينجيانغ)، أنشأت حكومة البلاد مراكز من أجل إعادة تأهيل وتثقيف الإيغور، بحسب زعمها. إلاّ أنّ ما يجري داخل هذه المراكز يختلف تماماً عمّا يتمّ الترويج له. ما يحدث هناك أبعدُ من تثقيف، وأقسى من تأهيل. إنّه العنف بحدِّ ذاته. بالفعل، فإنّ هذا الأمر وثقته لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي اتّهمت السلطات الصينية بقمع أقلية الآيغور، واحتجاز ما يصل إلى مليون شخص داخل معسكرات اعتقال، حيث يتم تعذيبهم هناك وتلقينهم الدعاية الشيوعية، إضافة إلى تعليمهم تبجيل الرئيس شي جين بينغ. ما أكدّته هذه اللجنة الدولية أنكرته الحكومة في الصين. ولكن، ما قامت به وكالة “رويترز” دحض الرواية الرسمية، ووضع سلطات الصين أمام شواهدَ تدلّ على قمعها وظلمها، وتؤكد على ممارساتها اللاانسانية بحق الإيغور.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

بتعاونها مع شركة “إيرث رايز ميديا” وهي مجموعة ربحية تحلل صوراً جوية ترصدها الأقمار الإصطناعية، تمكنت وكالة “رويترز” من توثيق عمليات بناء وتوسيع لحوالى 39 من المعسكرات، والتي يتمّ تحديدها في البداية باستخدام وثائق متاحة للعامة مثل مناقصات البناء. لقد كشفت البيانات أنّ المنطقة المبنية تضاعفت 3 مرات تقريباً بين أبريل/نيسان 2017 وأغسطس/آب 2018، وتعادل مساحتها حجم 140 ملعب كرة قدمٍ تقريباً.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

كذلك، فإنّ ما كشفته البيانات عن أدلة لوجود معسكرات، هو ما تتضمنته شروط المناقصات وطلبات الشراء، التي شملت إشارات إلى غرف للحراس وأنظمة مراقبة شديدة، إضافة إلى الأسلحة والآليات ومخازن خاصة لها.

ما هي الأدلة التي تثبت انتهاك حرية الإيغور في الصين؟ (صور)

حتماً، فإنَّ الأمر كُشف فعلاً. فما بيّنته الوثائق التي تمّ رصدها عبر الأقمار الإصطناعية، والتي تمّت مقاطعتها مع بيانات المواقع الالكترونية الحكومية، يشيرُ إلى كارثةٍ كبيرة تحصلُ في هذه المنطقة على صعيد المخيمات والمعسكرات. وفي هذا الصدد، يقول إدوارد بويدا، أحد مؤسسي شركة إيرث رايز: “لقد أصبت بصدمة من عدد المخيمات وحجمها الكبير ومدى سرعة نموها. ففي غضون أشهر قاموا بإنشاء مباني مكونة من 5 طوابق وأطول من ملاعب كرة القدم”، وتابع: “إن بناء وترتيب المباني متشابه جداً من موقع إلى آخر و في المواقع الجديدة على وجه التحديد  ما يعني أن هناك سبباً وراءها”.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

 

“رويترز” في الميدان

الصدمة التي تركتها هذه البيانات المرصودة عبر الأقمار الإصطناعية، تحتاجُ إلى زيارة ميدانية. عندها، تمّ تحديد نقاط المراكز التي سيتمّ قصدها ميدانياً. على الفور، تحرّك فريقٌ من “رويترز” نحو 7 من الأماكن التي تمّ تحديدها على أنها معسكرات لإعتقال مسلمي الإيغور.

ما رآه الفريق أكّد كل ما وثقته البيانات: جدرانٌ عالية، أبراج مراقبة، حراسٌ مدججون بالسلاح. خلافاً لما قيل أنها مراكز للتأهيل، فإنّ ما تبيّن لفريق “رويترز” أنّ هذه المرافق والمباني هي معسكرات اعتقال كبيرة جداً. المفاجأة الأكبر كانت في تحويل العديد من المباني والمستشفيات ومراكز الشرطة إلى مراكز لاحتجاز مسلمي الإيغور. عندها، حاول الفريق الدخول إلى هذه المباني، لكنّ الشرطة تدخلت على الفور وعملت على منعهم.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

 

الشرطة ترصد الصحافيين: الاقتراب ممنوع

واقعياً، فإنّ مهمة فريق “رويترز” لم تكن سهلة أبداً. التشديد كبير، والمراقبة أكبر. الأمر هذا طال أيضاً جميع المراسلين الأجانب من مختلف الوكالات الصحفية العالمية. “العينُ حمراء” على الصحافيين، والإقتراب ممنوع إلى مراكز الإعتقال الجديدة، كما أنّ الوصول إلى نقطةٍ قريبة منها أمرٌ محظور على أحد.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

يقول أعضاء الفريق أنّ “الشرطة الصينية كانت تراقبهم منذ اللحظة الأولى لنزولهم من الطائرة. كانوا يتعقبون سيارتهم، يلاحقونهم سيراً على الأقدام في جولاتهم، ويرصدون تحركاتهم داخل القطارات. الشرطة تلاحقهم في كلّ مكان”.

في مدينة غولجا شمال غرب شينجيانغ، عمدَ ضابط شرطي صيني إلى توقيف المراسلين الصحافيين عند حاجزٍ أمني. كان الفريق بصدد التوجه إلى منطقة “دابانشيغ” وهي مكان بعيد في الجبال المغطاة بالثلوج، باعتبارها أحد أكبر مناطق تجمع المخيمات. ما وثقه المراسلون الأجانب كشف الكثير عن هذه المنطقة، التي تحوّلت من مساحة فارغة إلى منطقة معتقلات. هناك، ترى الأسلاك الشائكة والجدران العالية وأبراج المراقبة. عندما تصل إلى هناك، تطالعك لافتة عند المدخل الرئيسي مكتوب عليها: “مركز أورومتشي للتدريب المهني”.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

 

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

شهادات المعتقلين تفضح القمع

عند الوصول إلى هذا المركز، فإنّك ترى العديد من العمال الذين يسيرون مع السياج. في أيلول الماضي، كان هناك طريق ضيق يمتد على طول المركز الجديد، وكان يغصّ بمركبات البناء والعمال. هذا الأمر يشير إلى أنّ العمل قائم في دابانشينغ لبناء معسكرات، وهذا ما وثقته صور الأقمار الإصطناعية بالفعل. إلاّ أنّ المهمّة لا تكتمل بدون المعتقلين السابقين الذي كشفوا الكثير وفضحوا القمع الذي طالهم داخل هذه المعتقلات. يقول أولئك المعتقلون السابقون وجميعهم الآن خارج الصين وعددهم 8، أنّ “الصورة داخل هذه المعتقلات سوداء قاتمة. الإحتجاز مرعب، وكل ما تقوله سلطات بكين عن هذه المراكز منافٍ للحقيقة جملة وتفصيلاً”.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

يشيرُ بعض أولئك المعتقلين الذي قابلتهم “رويترز” إلى أنّ “الشرطة داخل هذه المراكز، كانت تعمد إلى تكبيلهم بالكراسي لأيام عديدة. كان يتمّ حرمانهم من النوم بسبب الإستجواب المكثف. لقد كانت حياتهم مدمّرة كلياً، وظروفهم صعبة لا يمكن وصفها”. الصدمة الأكبر كانت في أنّ الشرطة كانت تراقب المعتقلين حتى أثناء قيامهم بقضاء حاجتهم في المراحيض. لقد زرعوا فيها مايكروفونات وكاميرات للتجسس عليهم.

حرب الصين مستمرة على “الإيغور”: رجل يروي مأساة خطف عائلته

إلى جانب ذلك، فقد أكّد المعتقلون أنّهم “كانوا يخضعون للتلقين السياسي العقلي، منذ الصباح الباكر وحتى الليل”. كان يشمل ذلك قراءة القوانين الصينية وأفكار الحزب الشيوعي، بالإضافة إلى قيام الشرطة بالفرض على المعتقلين غناء النشيد الوطني والأغاني الشيوعية الأخرى. يقول أحد المعتقلين: “كل من أخفق في حفظ تعاليم الحزب الشيوعي، يتمّ حرمانه من الطعام. لقد اضطر المعتقلون إلى التخلي عن ديانتهم، والانخراط في جلسات النقد الذاتي، وتقديم تقارير عن زملائهم السجناء وأقربائهم وجيرانهم”.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

معتقلات جديدة في إقليم سنجان

وتوازياً مع تحقيق “رويترز” والصور التي حصلت عليها من الأقمار الإصطناعية، فقد نشرت مجلة “بيتر وينتر” ومركزها إيطاليا، مشهداً مصوراً لأحد معسكرات اعتقال الإيغور في إقليم سنجان المتمتع بالحكم الذاتي شمال غربي البلاد. وأظهر الفيديو الذي تمّ تصويره سراً، وجود كاميرات في مراحيض المركز.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

وأوضحت الصور أنّ “المعسكرات تقع على أرضٍ في منطقة غولكا شمالي سنجان، وتغطي مساحة 110 آلاف متر مربع. وتتضمن هذه المراكز عبارات كبيرة عن الولاء للحزب الشيوعي الصيني، وللرئيس “شي جي بينغ”، مكتوبة على جدران مبنى برتقالي مؤلف من 4 طوابق، مسيجة نوافذه بقضبان حديدية من الداخل والخارج. كذلك، تقوم الشرطة بمراقبة كل خطوات المعتقلين في تلك المباني على مدار 24

ساعة عبر كاميرات ذات زاوية تصوير 360 درجة.

صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض
صور جوية تفضح قمع الصين للإيغور.. السجناء ملاحقون في المرحاض

مصدر الصور: رويترز

 

للمزيد:

لندن تؤكد صحة التقارير عن اضطهاد الإيغور

أن تكون مسلما في الصين يعني أنك خاضع لقائمة القوانين هذه!