أخبار الآن| دبي- الإمارات العربية المتحدة (صحف)

تتكشف يوماً بعد يوم تفاصيل جديدة عن حملات القمع والتعذيب التي تقوم بها السلطات الصينية بحق أقلية الإيغور المسلمة، وجديد هذا الملف ما كشفته صحيفة الـ”إندبندنت” البريطانية التي تطرقت الى معاناة انسانية وقع ضحيتها أشخاص كانوا في الخارج وعند عودتهم الى الصين تعرضوا لحملات اذلال ممنهجة بهدف تجنيدهم كجواسيس لقوات الامن الصينية بهدف نقل معلومات عن مجتمعات الإيغور في الخارج.

وفي الجزء الإنساني من هذا الملف أجرت الصحيفة لقاء مع عبدويلي أيوب الذي درس في جامعة كنساس الامريكية بعد حصوله على منحه دراسية، ثم عاد الى الصين وأسس مدرسة للأطفال لتعليم الانجليزية والصينية ولغة الإيغور، اصبحت المدرسة معروفة جداً وشعبية داخل المجتمع النخبوي في شينجيانغ.

هذه الشهرة التي اكتسبتها مدرسة أيوب لم ترق للسلطات الصينية التي هددته باقفالها وبعدما رفض تم اعتقاله عام 2013. بعد بقائه لمدة 15 شهراً في السجن حيث تعرض لشتى انواع التعذيب والاعتداءات الجنسية، بحسب ما روى للصحيفة، وقال ان حياته في تلك الفترة كانت مهينة ومليئة بالعذاب. ويقول أيوب أنه كان يتم استجوابه من الثامنة صباحا حتى السادسة مساء وبعد ذلك يتعرض في غرفة الاحتجاز للتعذيب والاذلال، ويتابع هذا الأمر كان قاسياً جداً بالنسبة إليه كرجل.

وفي قصة أخرى تظهر حجم المأساة التي تعرض لها أفراد حاولت السلطات الصينية تجنيدهم للتجسس على مجتمعات الإيغور في الخارج تحدثت الصحيفة مع “عيسى” الذي نجا مؤخراً من أجهزة الأمن الصينية  وقد تحولت حياته جراء ذلك الى جحيم  لمدة ثلاث سنوات، قبل ان يتمكن من الفرار إلى تركيا. وهناك بدأ بتلقي رسائل على هاتفه من مسؤول في أمن الدولة كان قد احتجزه وضغط عليه للتآمر مع الأجهزة الأمنية الصينية.

وتتابع الصحيفة نقلاً عن عيسى رواية قصته وتقول إنه في 23 أكتوبر عام 2015 ، بعد أن عاد مع عائلته من رحلة إلى تركيا، اعتُقل لدى وصوله إلى مطار أورومتشي ديوبو الدولي، وتم نقله إلى قاعدة عسكرية حيث احتُجز لمدة يومين، ثم نُقل إلى أحد المعسكرات التابعة لشركة شينجيانغ للإنتاج وهي منظمة شبه عسكرية حكومية، لمدة ستة أسابيع.

وخلال استجوابات استمرت لساعات، اتُهم بالاتصال بمجموعات من الإيغور أثناء وجوده في تركيا وماليزيا، فيما أوضح أنه سافر إلى الخارج فقط لشراء الصابون والتوابل والأعشاب لمتجره.

ويقول “عيسى” أنه وافق على التجسس، ولكن فقط لاسترداد جواز سفره حتى يتمكن من مواصلة السفر إلى تركيا للعمل، كما يقول إنه لم يكن يعرف حقاً الكثير من الإيغور في الخارج.

واعتقل مرة أخرى بعد أكثر من عام بقليل بعد عودته من رحلة إلى تركيا، وأفرج عنه لكن الشرطة استدعته مرة أخرى في 18 مارس عام 2017 واقتيد إلى معتقل، وفي هذه المرة كانت الظروف أكثر قسوة، وكان “عيسى” يخضع لاستجوابات قاسية واتهموه بالفشل في التوصل إلى أي معلومات استخباراتية في الخارج .

اقرأ المزيد:
لأول مرة.. صور تُظهر الإيغور بمعسكرات شينجيانغ 

 

مصدر الصورة: إندبندنت