أخبار الآن | دبي – الإمارت العربية المتحدة – (بلال عميني)

أسالت احتجاجات السترات الصفر كثيراً من الحبر في مختلف وسائل الاعلام، كيف لا وهي التي غيرت ما لم يكن في الحسبان.

عاشت فرنسا منذ 17 نوفمبر المنصرم، وإلى غاية أمس السبت ، على وقع حركة احتجاجية واسعة انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي، عبر عريضة تم إطلاقها في شهر ماي المنصرم، قبل ان تنتشر على شبكة الانترنيت وتفرض نفسها على أرض الواقع بكل التراب الفرنسي، بعيدا عن التأطير التقليدي للأحزاب والنقابات والتنظيمات المهنية، وإن كانت هذه الأخيرة قد التحقت مرغمة بهذا الشكل الإحتجاجي الجديد/القديم لكي لا تتجاوزها الأحداث التي باتت تقرر في العالم الإفتراضي قبل ان تُنزّل على أرض الواقع.

لماذا سميت بالسترات الصفر:
ولأنها كانت حركة “السترات الصفراء”، وهو الإسم الذي حملته لأن المحتجون قرروا ارتداء هذه السترات “الفوسفورية” التي تُستخدم أثناء حوادث السير،  قد وُلدت نهاية شهر اكتوبر المنصرم على خلفية ارتفاع الرسوم على المحروقات، إلا أن الشعارات التي رُفعت خلال الإحتجاجات طالت العديد من المجالات حيث رفعت شعارات ومطالب مختلفة بدءا بغلاء المعيشة وصولا بالمطالبة برحيل ماكرون،  كما أن الحركة التي بدأت سلمية انتهت بالمواجهات بين المتظاهرين والقوات العمومية تخريب الممتلكات العمومية والخاصة، ومظاهر النهب وتعنيف المواطنين وتكسير سياراتهم ناهيك عن مجموعة من الممارسات والسلوكيات التي جعلت الفرنسيين يغيرون مواقفهم من هذه الحركة.

من هو مؤسس حركة السترات الصفر

بريسيلا  لودوسكي مطلقة حمى “السترات الصفراء”.. بريسيلا لودوسكي، (33 عاماً) شابة سمراء، غير متزوجة، والتي تعيش في إحدى ضواحي جنوب باريس، شكلت مفاجأة بالنسبة للكثيرين، لا سيما وأن جذورها غير فرنسية
بدأت قصتها مع السترات الصفراء، قبل أشهر عديدة، عبر منشور على صفحتها على فيسبوك، احتجاجاً على رفع أسعار الوقود.

ففي 29 مايو/أيار 2018، أطلقت تلك المرأة التي تبيع أدوات تجميل يومياً عبر طرقات باريس، حالمة بإطلاق “منتجاتها الخاصة يوماً ما”، عريضة على فيسبوك، تدعو فيها للاحتجاج على ارتفاع أسعار المحروقات، لما تشكل تلك الخطوة من إجحاف بحق ذوي الدخل المحدود وأصحاب الأعمال التجارية الصغيرة.

وبعد أشهر بدأت تلك الصرخة تتسع، ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول حيث وصل عدد الموقعين على العريضة إلى 400 مواطن، إلا أن أكتوبر فجر المفاجآت، حيث وصل عدد الموقعين إلى أكثر من 800 ألف.

وهكذا انطلقت أولى التظاهرات في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، بفعل جهد امرأة لم تشارك يوماً في أي فعالية مطلبية تذكر أو نضال حزبي أو نقابي، بحسب ما أكدت في إحدى مقابلاتها.مع أحدى القنوات الفرنسية.

ومع تنامي الحشود، أضحت بريسيليا، الموظفة السابقة في أحد المصارف الكبيرة، وجهاً إعلامياً بارزاً، فقد استضافتها عدة قنوات فرنسية، وأصبحت أحد الوجوه الناطقة باسم “السترات الصفراء”، كما التقت وزير البيئة الفرنسي فرانسوا دو روغي أواخر نوفمبر الماضي.

وفي العديد من مقابلاتها، أكدت الشابة السمراء أنها لا تقبل المساومة والمفاضلة بين الحفاظ على البيئة أو المبررات البيئية التي تسوقها الحكومة الفرنسية من أجل رفع سعر الوقود، وبين حقها بسعر مقبول، متمسكة بالاثنين.

سترات صفراء: “خسائر تصل إلى مليارات الدولارات” دعونا في الأول نتحدث عن الخسائر التي تكبدتها فرنسا بعد الغائها للزيادات على الضرائب اذ تكلف الدولة أزيد من 2.3 مليار دولار أمريكي.

أزيد من 2.3  مليار دولار هي الخسائر التي تكبدتها فرنسا نظير تعليق الزيادات على الضرائب حيث أكدت مصادر  أن هذه الفجوة المالية ستُموَل بالكامل عن طريق تخفيضات إنفاق مكافئة بحيث لا ينحرف عجز الميزانية الفرنسية عن هدفه البالغ 2.8 في المئة في 2019″.

الإحتجاجات تسببت أيضا في خسائر فادحة في الممتلكات العامة و الخاصة في الشارع أين  تعرضت  البنوك والمحلات لأضرار بالغة وأعمال سلب ونهب خلال الاحتجاجات وذلك احتجاجا على غلاء  المعيشة   
اذ قدرت الخسائر التي خلفها المحتجون من نهب و سرقة  إفساد المرفق العام الى مليار يورو.

ما حتم على الحكومة الفرنسية  إغلاق برج إيفل والمعالم السياحية الأخرى والمتاجر لتجنب أعمال النهب كما أزيلت مقاعد الشوارع لتجنب استخدام القضبان المعدنية كمقذوفات.

ونشرت السلطات الفرنسة أزيد من  89 ألف من قوات الأمن تأهبا لتجدد أعمال الشغب من جانب متظاهري السترات الصفراء.

تراجع نسبة المحتجين في فرنسا:
تراجعت السبت حدة مظاهرات حركة “السترات الصفراء” في أسبوعها الخامس، والتي شهدتها باريس ومدن البلاد الكبرى الأخرى. وأعلنت السلطات الفرنسية أن عدد المشاركين في الاحتجاجات لم يتعد 66 ألف شخص مقابل 136 ألفا يومي السبت الأول والثاني من ديسمبر/كانون الأول.

وأرجعت بعض المصادر الصحفية الى أن تراجع عدد المحتجين راجع الى تطمينات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشعبه بإلغاء الضرائب الجديدة على البنزين و وعدهم بمساعدة الطبقة المتوسطة.

لتبقى التسؤلات تطرح حول كيفية استحواذ هذه الإحتجاجات من طرف الحكومة الفرنسة  التي باتت عادة تتكرر كل يوم سبت.

 

اقرأ أيضا: