أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

منذ مقتل السائح الأمريكي جون آلن شاو، الأسبوع الماضي، على أيدي أبناء قبيلة سينتينليز بجزر أندمان ونيكوبار في الهند، أصبح العالم يعيش الفضول للتعرف إليها. فالسائح البالغ من العمر 27 عاماً، لم يكن محظوظاً للتعرف على أهل الجزيرة المنعزلة، بل تعرّض للقتل من قبل أفراد عدائيين.

الجزيرة المنعزلة بالكامل، تسكنها قبيلة سينتينيليس، التي يُعتقد أنها آخر قبيلة ما قبل العصر الحجري الحديث على وجه الأرض. هذا الأمر بحدّ ذاته يدفع بأي شخصٍ للاستكشاف، كما حصل مع شاو. إلاّ أنّ المفاجأة كانت في نجاحِ رجلٍ آخر من الدخول إلى هذه القبيلة والتعرف على أهلها عن قرب، وهو عالم الأنتروبولوجيا الهندي تان بانديت البالغ من العمر الآن 84 عاماً.

على مدى عقودٍ عدة، زار بانديت هذه الجزيرة كرئيس إقليمي لوزارة الشؤون القبلية الهندية. يرى بانديت أنّ “هذه القبيلة في معظمها محبة للسلام، والكلام عن وحشية أهلها غير دقيق”.

في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC“، يقول بانديت: “خلال تفاعلنا مع أبناء القرية تمّ تهديدنا. ولكنهم لم يصلوا إلى حدّ القتل”.

وأضاف: “أشعر بالحزن الشديد لمقتل هذا الشاب (جون شاو)، فقد كانت لديه فرصة لإنقاذ نفسه”.

يشيرُ بانديت إلى أنه زار هذه القبيلة للمرة الأولى في العام 1967 كواحدٍ من مجموعة استكشافية. في البداية، اختبأ أهل القبيلة في الغابة، وقاموا مراراً بإطلاق السهام عليها. وبعد رحلات لاحقة، قامت المجموعة بإحضار الهدايا لأهالي القرية من أدوات حديدية وجوز الهند، كما استعانت بـ3 أشخاص من قبيلة محلية لمساعدتها في تفسير خطاب أهل القبيلة المكتشفة وسلوكهم.

وبعد العديد من محاولات التواصل عبر الهدايا، حققت المجموعة أول خرقٍ حقيقي في هذه القبيلة عام 1991، وذلك عندما اقترب أهل القبيلة منهم بشكلٍ سلمي. يقول بانديت: “لقد طلبوا لقاءنا وعقد اجتماعٍ معنا، ولكن بشروطهم”. وأضاف: “قفزنا من القارب وقمنا بتوزيع جوز الهند وغيرها من الهدايا. لم يسمح لنا الأهالي بالإقتراب إلى مساكنهم. كنت قلقاً من خطر التعرض لهجوم، وكنا حذرين جداً عندما كنا على مقربة من بيوتهم”.

ولفت بانديت إلى أنه “خلال زيارته إلى هناك، كاد يتعرض لهجوم من أحد شبان القبيلة”، وقال: “عندما كنت أوزع جوز الهند، انفصلت عن أعضاء فريقي وبدأت بالاقتراب من الشاطئ. عندها، تفاجأت بأحد الشبان هناك قد رآني، وقد حمل سكينه وقال لي أنه يريد قطع رأسي. عندها، أسرعت نحو القارب ودعوت سائقه للتراجع. لقد تبيّن لي أنّ هذا الشاب لا يرحّب بي على الجزيرة”. وقال: “نحن الذين نحاول الدخول إلى أراضيهم، ونحن من كنا نعتدي عليهم”.

وختم قائلاً: “رغم ذلك، فإنّ شعب هذه القبيلة محب للسلام. إنهم لا يسعون لمهاجمة الناس، فهم لا يزورون المناطق المجاورة ولا يسببون المتاعب لأحد”.

مصدر الصورة: Survival International – ladbible.com

للمزيد:

الصراع في أفغانستان تسبب بنزوح أكثر من 300 ألف شخص