أخبار الآن | هراري – زيمبابوي – (وكالات)

في أول انتخابات عامة منذ سقوط الرئيس السابق روبرت موغابي في نوفمبر بعد حكم استمر 37 عاماً، أدلى سكان زيمبابوي بأصواتهم بكثافة، أمس، على وقع مخاوف من تزوير يشوب هذا الاستحقاق التاريخي.

ويتنافس 23 مرشحاً، وهو عدد قياسي، في الانتخابات الرئاسية التي تجري تزامناً مع انتخابات تشريعية وبلدية.

والسباق الرئاسي يجري خصوصاً بين الرئيس الحالي المنتهية ولايته اميرسون منانغاغوا، رئيس الحزب الحاكم «الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي-الجبهة الوطنية» (ZANU – PF) منذ استقلال زيمبابوي عام 1980، والمعارض نلسون شاميسا زعيم «حركة التغيير الديمقراطي».

وسجلت صفوف طويلة منذ ساعات الصباح الأولى أمام العديد من مكاتب الاقتراع في العاصمة هراري.

وقبل إقفال مراكز الاقتراع عند الثامنة مساء امس، أعلنت رئيسة اللجنة الانتخابية بريسيلا شيغومبا أن «المشاركة كثيفة».

واقترع موغابي (94 عاماً) مع زوجته غرايس في مدرسة ابتدائية في حي هايفيلد، في هراري.

وحكم موغابي البلاد بقبضة من حديد طوال نحو أربعة عقود. لكنه أجبر على الاستقالة في نوفمبر بدفع من حزبه والجيش اللذين رفضا أن تخلفه زوجته الطموحة غريس في الوقت المناسب.

وحل محله مساعده السابق منانغاغوا بعدما كان أقاله قبل أسابيع من منصبه نائباً للرئيس. ويسعى الأخير (75 عاماً) إلى الحصول على شرعية الحكم عبر صناديق الاقتراع.

ويؤكد منانغاغوا أنه طوى صفحة ماضيه مع نظام موغابي واعدا بإعادة إرساء الديمقراطية وإحياء الاقتصاد المتعثر.

وكان المعارض شاميسا (40 عاماً) اقترع صباحاً في هراري، نافياً أي تحالف له مع الرئيس السابق.

وقال: «لا أشك البتة بأنه مع نهاية اليوم سيكون لدينا صوت حاسم من أجل التغيير والتجديد، من أجل الشباب الذين أمثلهم»، مثيراً مجدداً قضية إمكان حصول تزوير، علماً أن التجاوزات وأعمال العنف كانت قاعدة في الانتخابات في عهد موغابي. أضاف: «في المناطق الريفية إذا كانت الانتخابات سليمة، فإن النصر أكيد للشعب».

وكان شاميسا حظي بدعم مفاجئ ومحرج من الرئيس السابق موغابي.

ففي مؤتمر صحافي لم يكن متوقعاً منذ اجباره على الاستقالة، دعا موغابي من منزله الفخم «بلو روف» في هراري حيث يمضي تقاعده، أمس الأول، الناخبين إلى إسقاط الحزب الحاكم وقال: «آمل أن تؤدي الانتخابات إلى إسقاط الشكل العسكري للحكومة» الحالية.

وتابع: «لا يمكنني التصويت لـ ZANU». أضاف: «لا أستطيع التصويت لمن أساؤوا معاملتي»، قبل أن يلمح إلى أنه سيعطي صوته لشاميسا الذي ناهض حزبه على الدوام.

وبدا الرئيس الذي جلس على أريكة من الجلد الأخضر ووضع نظارات شمسية وارتدى بزة أنيقة كعادته، في وضع جيد أمام الصحافيين خلال ساعتين من لقائه معهم. وقد اختتم مؤتمره الصحافي هذا بصورة التقطت له مع زوجته.

وأمس الأول، رد منانغاغوا بشكل غير مباشر على موغابي مؤكداً أنه «بعد سنوات من المراوحة، أعطت أحداث نوفمبر 2017 لزيمبابوي فرصة للحلم مجدداً».

ونوه منانغاغوا بالأجواء «السلمية» التي رافقت الحملة الانتخابية على عكس الانتخابات السالفة التي جرت في عهد موغابي والتي شابها الكثير من أعمال العنف.

ويبدو منانغاغوا الأوفر حظاً للفوز على منافسه شاميسا، الذي دفع إلى قيادة «حركة التغيير الديمقراطي» بعد وفاة زعيمها التاريخي مورغان تشانغيراي خصم موغابي فترة طويلة.

ورغم حظوظ الرئيس الحالي، فإن الفارق بينه وبين شاميسا تقلص أخيراً في استطلاعات الرأي مع توقع حصول منانغاغوا على 40 في المئة من الأصوات مقابل 37 في المئة لشاميسا، حسب استطلاع نشرت نتائجه قبل عشرة أيام وأجرته مجموعة «افروباروميتر».

وفي حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة فإن دورة ثانية ستجري في الثامن من سبتمبر.

وطوال الحملة، وعد الرئيس الحالي بـ”ديمقراطية جديدة” وبمليارات الدولارات من الاستثمارات للنهوض باقتصاد دمرته «اصلاحات» كارثية لموغابي.

 

 

 

اقرأ أيضا: 

زيمبابوي.. أول انتخابات دون موغابي