اخبار الان | مخيم كوكس بازار – بنغلادش – شافعى معلم أحمد – خاص

كثيرة هي القصص المأساوية التي يرويها فريقنا في بنغلاديش عن لاجئي الروهينغا الذين يواجهون تطهيرا عرقيا من قبل الجيش البورمي حسب منظمة هيومن رايتس ووتش، حيث تقول المنظمةإن الاغتصاب هو السمة البارزة في حملة التطهير العرقي التي يقوم بها الجيش البورمي ضد الروهينغا، و لمتابعة الأمر عن قرب توجه مراسل أخبار الآن في بنغلاديش إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا هناك، ووافانا بالتقرير التالي. 

زهورة حسيني، أم لسبعة أطفال تنحدر من ولاية راخين على الساحل الغربي من ميانمار، كانت عائلة زهورة قد تعرضت  لهجمات متكررة من قبل المتطرفين والقوات الحكومية، لكن آخرها كانت الأكثر قساوة بالنسبة لها ولأبناء بلدة راشيدانغ في ولاية راخين حيث هاجمتهم القوات في وقت متأخر من يوم ٢٧ من أغسطس الماضي. بدأ الهجوم بالمدفعيات الثقيلة تلاها إطلاق نار كثيف على أهالي البلدة.

 زهورة حسيني
كان إطلاق النار كثيفا للغاية، وكانوا يطلقون الرصاص على كل شخص صغير كان أو كبير، كانوا يستخدمون كل أدوات الذعر والتخويف، فيما البعض منهم كان منهمكا في نهب الحيوانات التي نملكها، كالأبقار والماعز، اغتصبوا النساء بشكل جماعي، وأمروا الرجال بدخول المنازل ثم أغلقوا الأبواب وأشعلوا فيها النيران 

 بلغ عدد ضحايا الهجمات المتكررة التي استهدفت قرية زهورة طوال ٩ أشهر ٧٠٠ شخص، بينهم إثنين من أبنائها، واحد منهم لم يتجاوز ١٨ شهرا، حيث اخترقت رصاصة طائشة يد أمه اليسرى لتستقر في رأسه مما أودى بحياته فورا، كل هذه المآسي المتعاقبة  لم  تشفع لأمه الجريحة فتنقذها من المتعطشين لارتكاب الجريمة.
وتضيف  زهورة  حسيني مستذكرة  اصعب اللحظات التي لاتمحى  قائلة:

"كنت أرتدى ملابس النوم و أجلس مع طفلي الأصغر حين أطلق على جيراننا نيران المدفعية الثقيلة تلاها إطلاق نار من الجانب الغربي للبلدة، وعندما اقتربت أصوات الرصاص حاولنا الهروب. عدد كبير من الجيران أصابتهم المدافع وهم لايزالون في بيوتهم، والبعض الآخر ذبحوا بالسكين، الكثير من الناس قتلوا أثناء الهروب، كنت أحمل ولدي الصغير هاربة من الهجوم حين أصابته رصاصة طائشة في رأسه بعد أن اخترقت يدي اليسرى وتوفي على إثرها. وقعت على الأرض والدماء تسيل من يدي، ثم وصل الجيش وبدل أن يساعدنا اغتصب ستة منهم امرأة كانت ترافقني، بينما ثلاثة آخرون تناوبوا على اغتصابي وأنا مصابة"

رغم أن طريق الهروب إلى بنغلاديش لم يكن سهلا إلا أن زهورة تعيش اليوم مع عائلتها في مخيم كوكسبازاالذي يؤوي أكبر عدد من لاجئي الروهينغا الذين فروا من بلدهم بسبب الإضرابات الأمنية والحملات العسكرية التي وصفتها الأمم المتحدة بالتطهير العرقي، وتواجه أسرة زهورة هنا ظروفا صحية واقتصادية صعبة، بينما كانت تعيش حياة ميسورة قبل تهجيرهم من أراضيهم، و بالرغم من شعورها بالأمان في بنغلاديش مقارنة بما عاشته في الأشهر الماضية إلا أن العودة إلى أرض الوطن تبقى حلما تأمل أن يتحقق يوما.. 

اقرأ أيضا: 
بعد فاجعة  زينب.. اغتصاب وقتل طفلة عمرها 4 سنوات!