أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات) 

مع تسارع وتيرة تطوير كوريا الشمالية لأسلحتها النووية وصواريخها الباليستية مقابل خطابات وتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتصاعدة التي لم تكن تسمع من قبل في الإدارة الأمريكية، اشتعلت المواجهة بين بيونغ يانغ وواشنطن خلال الأسابيع الماضية، ما دفع صناع السياسة الأمريكية إلى مناقشة ما لم يكن متصورا في أحد الأيام، تدخل عسكري في كوريا الشمالية. 

ورغم أن اندلاع نزاع مسلح في شبه الجزيرة الكورية هو خيار غير مرجح للغاية؛ نظرا لأنه سيعرض حياة الملايين من المدنيين إلى خطر قاتل، إلا أن الحرب لا تزال متاحة ومحتملة في ظل التوترات الجارية، لكن يظل السؤال هو: كيف قد تبدأ وتتصاعد الحرب بين أمريكا وكوريا الشمالية؟ وهو ما أجاب عنه خبراء لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في مقطع فيديو قصير عن شكل النزاع المحتمل. 

التحرك الأول 

قال الخبراء: إن الولايات المتحدة قد تتخذ التحرك الأول لمنع كوريا الشمالية من تطوير صاروخ نووي يمكنه استهداف نيويورك وواشنطن، إضافة إلى أن الإدارة الأمريكية حذرت بيونغ يانغ من أنها ستتخذ تحركا عسكريا إذا أقدمت الأخيرة على خطوة عسكرية استفزازية ضد أمريكا أو أي من حلفائها. 

ويرى الخبراء أنه من غير المرجح أن تبدأ كوريا الشمالية النزاع المسلح من جانبها إلا في حالة إذا كانت تعتقد أن الولايات المتحدة على وشك أن تستهدفها أو إذا كان النظام الحاكم نفسه تحت التهديد. 

ولفت الخبراء أيضا إلى أنه في أوقات التوتر المتصاعد يمكن للأخطاء أن تكون سببا في نشوب الحروب، مثل سقوط صاروخ أثناء تجربة لكوريا الشمالية في أراضي اليابان، أو كارثة بوقوع حادثة في أحد المفاعلات النووية بكوريا الشمالية. 

التحرك الأمريكي 

يمكن للولايات المتحدة أن تفاجئ زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون بإجراء حملة عسكرية قصيرة ومكثفة، حيث قال المحلل السياسي بجامعة بوسان الأمريكية روبرت كيلي: إن ما قد يحدث هو حملة جوية أمريكية ضخمة وهي خطة كانت مطروحة في 1994 عند بداية البرنامج النووي لكوريا الشمالية، ما يعني أن واشنطن قد تستهدف العديد من مؤسسات بيونج يانج النووية في ضربة ضخمة. 

ويستطيع الجيش الأمريكي أيضا الاعتماد على العديد من قواته المتمركزة في المنطقة من أجل تفادي كشف كوريا الشمالية للعملية السرية، عن طريق استخدام القاذفات الجوية أو مدافع الصواريخ الموجهة أو الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات. 

وأوضح الخبراء أنه من خلال الضربات الحاسمة قد يتمكن الجيش الأمريكي من تدمير المؤسسات النووية ومواقع إطلاق الصواريخ والمركبات القاذفة، لكن هناك معضلة تكمن في أن الولايات المتحدة قد لا تكون على علم بمواقع كل القواعد النووية والصاروخية بكوريا الشمالية. 

التصعيد 

بمجرد تنفيذ العمليات العسكرية من الصعب توقع التداعيات بدقة، حيث يرى الخبراء أنه إذا شعرت كوريا الشمالية بأن نظام الحكم نفسه عرضة للخطر مباشرة، قد ترد على الولايات المتحدة بطرق أكثر هجومية. 

ويمكن لكوريا الشمالية أن تحشد قواتها العسكرية التقليدية قبالة المنطقة منزوعة السلاح لاستهداف القوات الأمريكية والكورية الجنوبية عبر الحدود، وكذلك سيول والمناطق المحيطة بها التي يعيش بها نحو 25 مليون شخص. 

ولدى كوريا الشمالية شبكة أنفاق تحت الأرض يمكن استخدامها لنقل الجنود في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن إمكانية إرسال قوات إلى كوريا الجنوبية عبر هذه الأنفاق، إلا أن المحللين يرون أن هذه الاستراتيجيات يمكنها أن تجعل قوات بيونج يانج عرضة للهجمات الارتدادية. 

لكن كوريا الشمالية يمكنها أن تلجأ إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة الكيماوية مثل غاز السارين و"في إكس"، رغم أن المحللين الاستخباراتيين في معهد ستراتفورد يقولون إن 1% من مخزون كوريا الشمالية من الأسلحة الكيماوية يمكن نشرها واستخدامها في الحال؛ نظرا لأنها لا تمتلك رؤوسا حربية كافية لتحميل تلك الأسلحة وإطلاقها على متن صواريخ. 

ويظل هناك خيار الأسلحة النووية، وهو السيناريو الأكثر كارثية، حيث يمكن لكوريا الشمالية استخدام أسلحتها النووية لاستهداف القواعد الأمريكية في جوام أو اليابان، غير أن استهداف سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، بالأسلحة النووية قد يعرض وجود بيونج يانج نفسها للخطر، لأنه بمجرد اتخاذ هذه الخطوة التي ستؤدي إلى مقتل الملايين من المدنيين سينقلب العالم كله على كوريا الشمالية. 

اقرأ المزيد : 

الصين ترى "بوادر تهدئة" في مسألة كوريا الشمالية

ترامب يشيد بالقرار "الحكيم" لزعيم كوريا الشمالية