أخبار الآن | باريس – فرنسا ( غرفة الأخبار ) 

يمثل ماكرون نموذج الطبقة الفرنسية المثقفة، وهو موظف كبير سابق في الدولة تخرج من معاهد النخب ثم عمل مصرفي أعمال، ودخل السياسة عام 2012 مستشارا للرئيس هولاند

الوزير الشاب في مطلع 2016  عمل على تأسيس حركته التي اختار لها اسم إلى الأمام!، ووصل عدد منتسبيها إلى حوالى 200 ألف أغلبهم من الشباب.

وانسجاما مع رغبة الفرنسيين في التجديد السياسي، راهن هذا المرشح الذي انطلق في حملته بدون أي خبرة انتخابية، على تغيير البرمجيات في المشهد السياسي ليصبح من المرشحين الأوفر حظا 

واستفاد من المتاعب التي واجهها مرشح اليمين فرنسوا فيون بعد اتهامه رسميا بفضيحة وظائف وهمية لصالح أفراد من عائلته، وحظي بدعم شخصيات أساسية مثل السياسي الوسطي فرنسوا بايرو، مسجلا تصاعدا تدريجيا في استطلاعات الرأي.

ماكرون حصل على ما بين 23 و24 بالمئة من الاصوات في أعقاب الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية .

وكان محترفو السياسية بكل توجهاتهم قد استقبلوا ترشح ماكرون للانتخابات الرئاسية بازدراء لعدة اعتبارات منها أنه لم يسبق له أن تولى أي منصب منتخب، سخر هؤلاء لفترة طويلة من غموض مشروعه، غير أن وزير الاقتصاد السابق في حكومة الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بين آب ـ أغسطس 2014 و2016 خالف توقعات كل الذين اعتبروه مجرد "فورة" إعلامية.

وسيواجه ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (48 عاما).ويبني ماكرون كل طروحاته حول خط أساسي يقضي بالتوفيق بين "الحرية والحماية"، فيدعو إلى إصلاح مساعدات العاطلين عن العمل ويقترح تدابير "تمييز إيجابي" لصالح الأحياء الفقيرة. ويستهدف برنامجه بشكل أساسي الطبقات الوسطى التي يقول إنها "منسية" سواء من اليمين أو اليسار.

ويعتمد ماكرون خطابا خارجا عن إطار الأحزاب التقليدية يتسم بالليبرالية بالمعنى الأنكلوسكسوني للمفهوم، أي ليبرالية اقتصادية إنما كذلك اجتماعية، فيجتذب شبان المدن وأوساط الأعمال. غير أنه لا يحظى بالتأييد ذاته لدى الطبقات الشعبية والريفية المعارضة للعولمة التي يدعو إليها. ويقول منتقدوه إنه ـمخادع  مليء بـ التناقضات

ماكرون من هواة الأدب، ودائما ما  يزين خطاباته باستشهادات من شعراء، وغالبا ما يصعد اللهجة في تجمعاته الانتخابية.

وقد قال عن نفسه قبيل الاقتراع في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية: "إنني محارب، مقاتل، لست رجل ندم وأسف".

وجَهٍد هذا المناصر لأوروبا "في الصميم"، لتعزيز موقعه على هذا الصعيد، فالتقى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في منتصف آذارـ مارس 2017 في برلين، وهو يثير الاهتمام والتعاطف في ألمانيا.

وخلافا لمنافسيه، لا يسعى ماكرون الى إخفاء حياته الخاصة ويقوم بحملته برفقة زوجته بريجيت، وهي مدرسته السابقة للغة الفرنسية وعمرها 64 ولا يتوانى ماكرون في أي مناسبة عن إظهار حبه الشديد لها ، ما كان يثير جدلاً واسعا حولهما . 

إقرأ المزيد : 

فرنسا تنتخب رئيسها الجديد وإستطلاعات الرأي ترجح الكفة لماكرون

بدء التصويت في الدورة الحاسمة للإنتخابات الرئاسية الفرنسية