أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الاخبار) 

أصبح من المستحيل إخفاء التوترات بين طالبان والقاعدة: فالعلاقة الاستراتيجية بينهما وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وقد تصل إلى نقطة الانهيار. ما الذي يحدث؟ لماذا يكيل قادة الجانبين الإهانات والشتائم على بعضهم البعض؟

ما الذي يحاول الظواهري إخباره لأخوندزاده؟

يقف التنظيمان المتطرفان نداً الى ند في وجه بعضهما البعض. في 7 نوفمبر أصدر حمزة بن لادن بيانا أثنى فيه على الرئيس السابق لحركة طالبان الملا عمر، مشيرا إليه بأنه أمير المؤمنين. ويبدو أن حمزة أراد أن يشير إلى أنه لا يعتبر رئيس طالبان الحالي هيبة الله أخوندزاده أميراً للمؤمنين. لكنه ذهب الى أبعد من ذلك. إذ إن حمزة لم يذكر اسم أخوندزاده على الإطلاق. وهذه إهانة واضحة ستفهما القاعدة وطالبان جيدا.

لم تكن رسالة حمزة بمحض الصدفة. إذ إن الظواهري سبقه في بداية أكتوبر، وقام باصدار رسالة اشار فيها الى احداث الحادي عشر من  سبتمبر  في هذه الرسالة الصوتية  أشاد الظواهري بطالبان وتحدث عن "وضع" قادتها. ولكن أي قادة؟. ذكر الظواهري زعيماي طالبان السابقان الملا عمر والملا أختر محمد، ومع ذلك لم يذكر اسم زعيم طالبان الحالي اخوندزاده.

أي شخص على دراية سابقة برسائل القاعدة يعرف أنها رسمية جدا وتراعي استخدامات و معاني  الكلمات وتحترم الأشخاص الذين تهتم بهم. ولكن لماذا يطلق الظواهري هذه الاهانات الخفية لزعيم طالبان الحالي؟ حسنا، لأن الظواهري حذر جدا ومتخوف. يريد أن يتجنب الصراع المباشر الذي سيخسره. لكن الرسالة واضحة: كل من الظواهري وحمزة يجدان أن أخوندزاده ليس جيداً بما فيه الكفاية ويرفضان قيادته.

باختصار
• العلاقة بين طالبان والقاعدة في أسوأ أحوالها. 
• في رسائلهما الأخیرة، قام کل من حمزة بن لادن والظواهري بالتقليل من شأن زعيم طالبان أخوندزاده.
• عندما أصبح أخونزاده زعيماً لطالبان، رفض بيعة الظواهري.
• طالبان سئمت وتعبت من ارتباطها المكلف للغاية بالقاعدة.

 

لماذا يأخذ الظواهري موقفا ضد أخوندزاده؟

الظواهري ينتقم في الواقع، في يونيو حزيران   2016، عندما استولى أخوندزاده على طالبان، أعلن الظواهري البيعة إليه علنا. ورفض أخوندزاده الاعتراف بالبيعة، مما أثر على هيبة الظواهري وكرامته. ومنذ ذلك الوقت، ظلت العلاقة بين طالبان والقاعدة تتدهور بشكل سريع.

في ذلك الوقت، شعر الظواهري بالحاجة إلى تقديم البيعة إلى أخوندزاده لضمان الحفاظ على أمن القاعدة في أفغانستان تحت حماية طالبان.

وكان زعيما طالبان السابقان الملا عمر والملا منصور حريصين على الاعتراف علنا وقبول بيعات القاعدة. لكن أخوندزاده أصدر عدة تصريحات علنية بعد بيعة الظواهري، من  دون  التطرق اليها .

لم يكن هذا تجاهلاً. تفخر هذه الجماعات الإرهابية بمهاراتها الدعائية. يستخدمون الرسائل للتحدث إلى أعدائهم وأصدقائهم على حد سواء. ما يتم حذفه من رسائلهم لا يقل أهمية عن ما تم تضمينه.

وبتجاهله التطرق الى  الظواهري كان  اخونزاده  يوجه  تحذيرا  للقاعدة

لكن لماذا؟ من وجهة نظر طالبان، ما هي المشكلة مع القاعدة؟

بمنطق أخوندزاده، يعتقد أن طالبان دفعت الكثير مقابل علاقتها مع واحدة من أكثر المنظمات الإرهابية شهرة في العالم، وهي ترفض الاستمرار في دفع هذا الثمن إلى أجل غير مسمى.

صمت أخونزاده  كان بدايةً لعهد جديد، وأرسل إشارة واضحة لأفراد  طالبان ومؤيديها بأنه يجب الابقاء على مسافة من  القاعدة من الان فصاعدا.

أيضاً، وبشكل أبسط، كان صمت أخوندزاده طريق لاعترافه بحل القاعدة ومقتل زعيمها الظواهري الذي لا قيمة له، كما لو أنه قال: "أنت لا تستحق حتى الاعتراف".

ويبدو أن الظواهري تجرأ الآن على الهجوم ضد أخوندزاده من خلال هذه الإهانة الخفية بعدم الإشادة به في رسالة الحادي عشر من  سبتمبر ، وإنما أيضاً محاولة إظهار الملا عمر والملا منصور على أنهما "أبطال" مقارنة بأخوندزاده.

اقرأ أيضا:
ما هي أبرز عوامل عجز حمزة بن لادن؟ 

مقتل عدد من جماعة الشباب الارهابية بغارة امريكية في الصومال

تقرير سري يكشف سيطرة الحوثيين على السوق السوداء