أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

جوانب ما كانت لتعرف عن البلد الأكثر انغلاقا في العالم" كوريا الشمالية" لولا هذا التصعيد بين واشنطن وبيونغ يانغ والذي تسعى الجهود الدبلوماسية الدولية لتهدئته، اتقاءً لمغبة الوقوع في حرب طاحنة.

ففي كوريا الشمالية، تتحسن حياة المواطن بشكل دائم في حال استفادته من مساعدات الدولة، لكن المساعدات تراجعت وشحت في الأيام الأخيرة وأصبح المواطن يكافح بمفرده من أجل العيش. 

الزعيم الكوري الشمالي المثير للجدل كيم جونغ أون تقلد زعامة البلاد قبل ست سنوات تقريبا، حينها ظن الكثير من الكوريين الشماليين أن حياتهم سوف تتحسن. 
منح أمل تغير الجيل في أطول أسرة شيوعية في العالم. الزعيم الجديد كان شابا يملك نظرة للعالم الخارجي. وفقا لموقع "euronews".

بعد فترة "التدريب على الحكم" تبين أن "الخليفة العظيم"، كما يُلقب، كان وحشيا مثل والده وجده وبالرغم من انه أتاح مزيدا من الحرية الاقتصادية، لكنه بالمقابل سعى إلى غلق البلاد أكثر من أي وقت مضى، ونشر العسكر على طول الحدود مع الصين كما ضاعف العقوبات المفروضة على الذين يجرؤون على محاولة عبورها. 
الكوريون الشماليون يعتبرون حرية التعبير والفكر في بلادهم سرابا يصعب الحلم به.

إقرأ: أم فرنسية تروي قصة ابنتها مع التطرف في كتاب

على مدار ستة أشهر حاورت صحيفة "واشنطن بوست" أكثر من 25 كوريا شماليا من مختلف الطبقات كانوا يعيشون في كوريا الشمالية تحت نظام كيم جونغ أون وتمكنوا من الفرار الى الجارة كوريا الجنوبية وإلى تايلاند.

في المطاعم الشواء والشقق الضيقة وغرف الفنادق، قدم هؤلاء اللاجئون شهادات صادمة على الحياة التي عاشوها في كوريا الشمالية، فما هي الأمور التي تغيرت والأمور التي زادت صعوبتها منذ تولى كيم الحكم؟

في نهاية العام 2011 كان الكثير منهم يعيشون في المناطق الشمالية من البلاد على الحدود الصينية حيث الحياة أكثر صعوبة والمعرفة بما يجري في العالم الخارجي أوسع انتشارا.

في هذه المناطق الصغيرة نسبيا من حيث الكثافة السكانية، يبدي العديد من السكان استعدادا لتحمل المخاطر التي تنطوي عليها محاولة الفرار من النظام في بيونغيانغ.

القصص التي سردوها حول حياتهم تقترب كثيرا من الخيال وسيناريوهات الأفلام الهوليودية، وكان من الصعب جدا التحقق منها بشكل مستقل بسبب الطبيعة السرية للنظام.

سلامة أفراد عائلاتهم الذين لا يزالون في كوريا الشمالية فرضت مسألة حجب هوياتهم.

شهادات فاريين من فقدان الأمل

موزع اللحوم من وندوك، فر في العام 2014:

استلم كيم جونغ أون السلطة في نفس العام الذي تخرجت فيه من المدرسة الثانوية، وكانت لدي آمال كبيرة حول سياسته المستقبلية في البلاد. سمعت أنه درس في الخارج في سويسرا واعتقدت انه سيكون مختلفا جدا عن والده.

الأم الشابة من هوريونغ، هربت في العام 2014:

كنت أرى إلى أي حد كان شابا وكنت أتمنى أن تتحسن الأمور، أعطيت لنا بعض الحصص من خلال جمعية الحي الذي كنا نقطنه، حتى أننا حصلنا على بعض اللحوم والأسماك عند توليه السلطة.

طفل في السابعة من هوريونغ، هرب في العام 2014:

أتذكر جيدا كيف كان سميناً، وجهه كان كبيرا وممتلئا جدا مثل الخنزير. عند بدأ النظام بالتحضير لخلافة كيم، كانوا يذيعون علينا أغنية وكنا مجبرين على حفظها، أتذكر عنوان الاغنية "خطوة بخطوة".
 الأغنية كانت تتحدث عن خطى كيم المستقبلية والمستوحاة من خطى والده لقيادة البلاد نحو مستقبل مجيد.

الرجل الغني، من هيسان، هرب في العام 2015:

سمعنا أغنية "خطوة بخطوة" وقيل لنا يجب ان تحفظ فأدركنا انه سيصبح الزعيم بعد الزعيم بعد كيم جونغ ايل.

وبدأ التقويم الزمني في كوريا الشمالية من ولادة كيم إيل سونغ وليس التقويم العالمي المعروف نسبة الى ميلاد "السيد المسيح"، فهم يعيشون الآن في العام 105، وليس في عام 2017، كما يعتقد الكوريون الشماليون، كذلك أن مؤسس دولتهم، هو "نعمة إلهية من السماوات"، وأنه تعلم المشي على قدميه في سن الأسابيع الثلاثة الأولى من العمر.

إقرأ أيضا: مدن أمريكية في مرمى نيران صواريخ كوريا الشمالية