أخبار الآن – خاص | عماد كركص 

 

بعد ما دفعوا كل ما يملكونه للمهربين، تمكنت بعض العائلات السورية الهاربة من الموت بالريف الشمالي لحلب من الوصول إلى تركيا، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر وعدةِ أيام قرب الحدود بين الأراضي الزراعية  وتحت البرد . 

جمعية إغاثية سورية في مدينة كلس استأجرت لهم منزلاً ليقيموا فيه بشكل مؤقت، إلى أن يستطيعوا من تأمين أنفسهم بالسكن والعمل المناسبيّن . 
مراسل أخبار الآن عماد كركص  زار هذه العائلات وسَمِع منهم عن ما عانوه قرب الحدود و وعبورهم إياها : 

 بشق الأنفس وصل هؤلاء إلى مدينة كلس التركية القريبة من الحدود السورية، بعدما أمضوا أياماً على الحدود، مع جموع الهاربين من شدة قصف الطيران الروسي على الريف الحلبي، الذي خرجوا منه فارين من الموت . 

أم احمد وهي أمرأة هربت مع أولادها وأحفادها من مدينة تل رفعت، قالت لأخبار الآن : "الطيران الروسي هدم منازلنا ولم يبقى لدينا شيء ما اضطرنا للفرار بأنفسنا، فقدمنا إلى الحدود وبقينا حوالي اسبوع بين الأشجار وتحت ظروف الشتاء القاسية، على أن تمكنا من الدخول عن طريق التهريب فنزلنا الخندق وعانينا ما عانينا حتى وصلنا كلس" . 
ولم تختلف الحال بالنسبة إلى أحمد الحسين الذي خرج من مدينة اعزاز القريبة من الحدود، قال عن معاناته : "أنزلونا في الحبال إلى خندق عميق جميعنا، حتى النساء والأطفال وأكملنا إلى تركيا بعد رحلة شاقة ". 

وروى أحمد : "العائلات انقسمت خلال هذه الرحلة، هناك طفل سقط في الخندق وبقي نصف أهله في الجهة السورية ونصفهم الآخر قطعوا إلى تركيا" . 

أما بهاء وهو طفل نازح من تل رفعت فقد قال : "ضاعت قبعتي وتمزقت سترتي وأنا أقطع الحدود وضاعت جميع ملابسنا". 

بطرق غير شريعة تكبدوا خلالها عناءاً وتكاليف مادية لا طاقة لهم بها، عدا عن الظروف الصعبة، عاشوا خلالها ليالٍ وأياماً قاسية في ظل البرد وغياب الخدمات الأساسية، كما تقول أم حسن التي خرجت بأولادها من عندان وباتت ثلاثة أيام في العراء . 

أم حسن قالت : "عانيناً كما غيرنا الآلاف  من البرد والجوع ، حتى تمكنا من الدخول، ويأسنا من فتح الحدود لنلجأ إلى طرق التهريب، وطلب منا المهربين مبالغ باهظة، ولا نملك نقود ، فاستدنا لنعبر" . 

أما مصطفى عمر القاسم وهو طفل من تركمان بارح (قرية شمال حلب) قال : "الطيران دمر منزلنا ومدرستي، ركبنا السيارات ومن ثم مشينا لثلاث ساعات حتى وصلنا الحدود وبعد عدة أيام قطعناها بطرق التهريب ". 

وربما يكون وصولهم إلى هنا بعدة معاناة، أماناً نسبياً يقيهم القصف المتواصل على مدنهم وقراهم، لكن مستقبلاً مجهولاً ينتظرهم في ظل الفقر وعدم وجود العمل الذي يعود عليهم بمردود يستعينون به على مشقات و تكاليف المرتفعة في تركيا .  

من الحدود السورية التركية عماد كركص مراسل أخبار الآن