أخبار الآن | طهران – ايران – علا المسعودي – خاص

تتوقعً إيرانُ نموًا اقتصاديًا  تدريجيًا  بعد أن شهدت خلال الأشهر الأخيرة توافدَ كثيرٍ من الوفود السياسية والتجارية الباحثة عن استثماراتٍ وتعاونٍ اقتصاديٍ مشترك مما يعززُ فرصَ تحريكِ عجلةِ اقتصادِها مستقبلًا.

أولُ الغيثِ زياراتٌ ، هكذا هو حالُ اقتصادِ إيرانَ في الأيام الأخيرة ، إذ تتابعُ الوفودُ الاقتصاديةُ مجيئَها إلى إيرانَ قادمةً من القارة العجوز ، بدأها ماتيو رينزي رئيسُ الوزراءِ الإيطاليُّ بتوقيعه لروما ستَّ اتفاقياتِ تعاونٍ مشتركٍ معَ طهرانَ تضمنتْ تسهيلاتٍ ائتمانيةً وضماناتٍ ماليةً بقيمة عشَرةِ ملياراتِ دولارٍ، لتأتيَ بعده في اليوم التالي فيدريكا موغريني منسقةُ السياسة الخارجيةِ في الاتحاد الأوروبي التي وصلت بمعية وفدٍ اقتصاديٍ وُصِفَ بالكبير لضمة سبعةَ مفوَّضين من الاتحاد ، لمتابعة سيرِ الاتفاق النَّووي  وإزالةِ العراقيل ِ المتبقيةِ في طريقه.

وتحدث المحلل الاقتصادي محمد حسين انصاري فرد "بالرَّغم من أن قضايا التأمين البحري وافتتاحَ المطارات والموانئ الأوروبية وكلَّ هذه الأمور لم تكتمل، يكفي أنها بدأت ، وكما صرحت السيدة موغريني بأن التعاملاتِ المصرفيةَ في إيران وأروبا لم تصلِ الحدَّ المطلوبَ لكني جُئت لأساعد على حلها وهذا امرٌ جيد.

ومع توقيعِ إيرانَ والأوروبيين  الاتفاقياتِ التجاريةَ مازال عدمُ السماحِ لطهرانَ  حتى الآن بدخول النظامِ المالي للولايات المتحدة واستخدامِ الدولار في إتمام صفقاتِها عقبتين تنظرانِ الحل. 

ويرى عباس مراديوهو مواطن ايراني أن  جميعُ هذه الدول تنتظرُ الرأيَ الأمريكيَّ،  والدليلُ على ذلك أنه على الرَّغم من تبادل الزياراتِ ومحاولةِ التعاونِ معنا هناك مشاكلُ  لم تُحسمْ بعدُ، منها مسألةُ المصارف .

ولكن يبدو أن المصارفَ الامريكيةَ لم تقفْ عائقًا في طريق  صادرات إيرانَ النفطيةِ التي سجلت زيادةً كبيرةً لدول أوربيةٍ فضلاً عن زبائنها الدائمين كالصين والهند ودولٍ آسيويةٍ أخرى .وهذا مايَعُدُّه خبراءُ الاقتصاد إنجازًا  في حد ذاته.

حيث أضاف محمد حسين أنصاري فرد-قائلا :كان من المقرر أن تنحدرَ صادراتُ النفطِ الإيراني سنةَ ألفين وستَّ عشْرة إلى الصفر ، لكنها بلغت  مليوني بِرميلٍ يوميًا، وهذا في حد ذاته يعدُّ إنجازًا كبيرًا

وبسبب  العقوباتِ ، فإن قطاعاتٍ كثيرةً في إيران تبحثُ عن مستثمرين أجانبَ فيها كالنفط والبتروكيمياويات والنقلِ وغيرِهما، لكنَّ الإيرانيين  يرون أن تحسنَ حالِ بلادِهم الاقتصادي لن يكونَ سريعًا  بل  سيكون تدريجيًا معَ اتفاقِهم على وجودِ تحسنٍ لا بأسَ به .

وقال علي رضا هاشمي – رجل أعمال إيراني"رفعُ العقوباتِ والاتفاقياتُ الاقتصادية ليستا الحلَّ الوحيدَ لمعالجة الأوضاعِ الاقتصادية فهناك حلولٌ أخرى ينبغي استخدامُها ، علمًا بأن الوضعَ الاقتصاديَ يشهدُ تحسنًا تدريجيا، فالأضاع الاقتصادية مقارنةً  بالسنين الماضية هي أفضل.

سعيد بزركمهر-وهو  مدير شركةٍ خاصة قال "أنا متفائلٌ بالعالم لأنه ينظرُ إلى ايران على أنها سوقٌ اقتصادية واعدةُ"  ويبدو أن بعضَ زياراتِ الأوروبيين استندت إلى معلوماتِ  صُندوقِ النقد اَّلدولي  الذي نشر في تقريره الأخير  توقعاتٍ بزيادة النموِّ الاقتصادي في إيران هذه السنةَ إلى قُرابة أربعةٍ المئة وهو تطورٌ واضحٌ يدفعُ المستثمرين إلى زيارتِها، ويُشجعُهم حجزِ مكان لهم في ميادين الاستثمارِ الإيرانية، إستقبالٌ لوفود، ابرامٌ لعقود ومساعٍ اقتصاديةٌ كثيرٌ منها إيرانيةٌ وأخرى أوروبيةٌ ويبقى هدفُ الإيرانيين حركةً أكثرَ نشاطًا لعجلة اقتصاد بلادهم.