أخبار الآن | إسلام آباد – باكستان – (صحف)

اجتمعت وفود من أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة لإجراء محادثات اليومن بهدف إعادة إحياء عملية السلام في أفغانستان المعلقة وإنهاء العنف المستمر منذ قرابة 15 عاما حتى مع اشتداد حدة المعارك مع متشددي جماعة طالبان.

وتعوّل كابول على ضغط تمارسه الصين والولايات المتحدة على باكستان، لكي تـُقنع قيادة طالبان الأفغانية بالجلوس إلى طاولة الحوار مع كابول، علماً أن الجماعة لن تشارك في اجتماعات إسلام آباد.

وتتهم كابول وواشنطن إسلام آباد بتأمين ملاذ آمن ودعم مالي وتسليحي لمسلحي طالبان، خاصة شبكة حقاني التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة التنظيمات الإرهابية، وتنفي باكستان ذلك، لكنها شكّلت صلة وصل بين كابول وقيادة الجماعة.

وأعلنت إسلام آباد أن تشودري أعزاز، وكيل الخارجية الباكستانية، سيرأس وفد بلاده، وأن خليل كارزاي، نائب وزير الخارجية الأفغاني، يقود وفد بلاده، كما يمثّل الصين والولايات المتحدة مبعوثاهما الخاصان إلى أفغانستان.

واعتبر ناطق باسم الخارجية الأميركية ان المحادثات ستشكّل «فرصة لتعزيز شراكتنا مع أفغانستان وباكستان والصين، في دعم مصالحة يقودها الأفغان».
وأشار جاويد فيصل، نائب الناطق باسم رئيس السلطة التنفيذية الأفغانية عبدالله عبدالله، إلى أن الحكومة الباكستانية ستكشف خلال الاجتماع الرباعي قائمة بأسماء ممثلين عن طالبان، سواء الذين يوافقون على الحوار مع كابول، أو يعارضونه. 

وأضاف: «سنتحاور مع الذين يرغبون في الحوار، وسنعتمد الخيار العسكري للتعامل مع الآخرين». 

ولفت إلى أن أي اتفاق سيتضمّن «تعاوناً حول مكافحة الإرهاب». 

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن فيصل إن إسلام آباد لن تتعهد «وقف تمويل قادة طالبان الموجودين في مدينتَي كويتا وبيشاور» الباكستانيتين.

واتفقت الدول الأربع المشاركة في الجلسات التمهيدية للحوار الأفغاني على عدم حضور أي ممثل عن طالبان أو الفصائل الأفغانية المعارضة لحكومة الرئيس أشرف غني. وتطالب إيران بإشراكها في عملية السلام الأفغانية، اذ إنها مجاورة لأفغانستان وتستقبل أكثر من 1.5 مليون لاجئ أفغاني على أراضيها. وتدعم الحكومة الأفغانية مشاركة طهران في الحوار، من أجل إيجاد كتلة ضغط على إسلام آباد التي تقف إلى جانب طالبان.

وكانت الحكومة الأفغانية و طالبان عقدتا جلسة حوار أولية في باكستان في تموز (يوليو) الماضي، اتُفِق خلالها على استئناف الحوار نهاية ذاك الشهر. لكن الجولة الثانية من الحوار لم تُعقد، بعد تسريب الحكومة الأفغانية نبأ وفاة زعيم طالبان الملا محمد عمر، بعدما أخفته الجماعة لأكثر من سنتين، ما أغضب الأخيرة فأوقفت الحوار مع كابول.