أخبار الآن |  نيوفيغين – هولاندا – (وكالات)

شارك اقارب ضحايا تحطم طائرة البوينغ للخطوط الجوية الماليزية التي أسقطت قبل سنة فوق اوكرانيا في مراسم تكريم مؤثرة اليوم وسط مطالب متصاعدة بانشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين عن المأساة. وقتل جميع الركاب والطاقم وعددهم 298 شخصا اغلبهم هولنديون لدى تحطم الطائرة بوينغ 777 في 17 تموز/يوليو 2014 حيث اسقطت في اثناء قيامها برحلة عادية بين امستردام وكوالالمبور، خلال واحدة من اعنف مراحل القتال بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا.
 
ونكست الاعلام في هولندا فيما شارك حوالى الفين من الاقارب والاصدقاء في حفل خاص في نيوفيغين لتكريم الضحايا الذين كان بينهم الكثير من الفتيان المسافرين في عطلة الصيف.
              
وتعرب كييف والبلدان الغربية عن اعتقادها بأن الانفصاليين استخدموا صاروخ ارض-جو من نوع بي.يو.كاي زودتهم به روسيا كما يقولون، لاسقاط الطائرة المدنية. لكن موسكو تنفي قطعا اي تورط في اسقاط الطائرة وتوجه التهمة الى العسكريين الاوكرانيين.
              
وصرح ايفرت فان زيتفيلت الذي فقد ابنه روبرت-يان البالغ 18 عاما وابنته فريديريكه البالغة 19 في الماساة "لا يمكننا فعل شيء. لا يمكننا قلب عقارب الساعة" مضيفا "كان عاما شاقا جدا".
              
وروت ارملة مساعد قائد الطائرة احمد حكيمي في اثناء المراسم في هولندا ان زوجها رفض التماساتها اليه التوقف عن العمل بعد اختفاء الرحلة ام اتش 370 التابعة للطيران الماليزي في اذار/مارس 2014.
              
وقالت اسماء الجنيد "رجوت زوجي الا يذهب الى العمل لانني خائفة، لكنه اجاب +هذا عملي، هذا واجبي، علي ان اذهب".
              
واكد رئيس الوزراء الهولندي مارك للاقارب المفجوعين ان العدالة ستتحقق.
              
وصرح "ان التحقيق في ما حصل بالضبط وكل ما يتبقى فعله سيجري لانصاف احبابكم".
              
في كانبيرا ازاح رئيس الوزراء توني ابوت الستار عن لوحة في ذكرى القتلى ومن بينهم 38 مواطنا من استراليا او مقيما فيها.
              
وصرح للحشد الذي شمل 120 من اقارب القتلى "اليوم نتذكر موتانا، ونشكر من اعادهم الى الديار. لكن الاهم من ذلك اننا نعترف بمعاناة اقارب الضحايا".
              
وتخلل المراسم التي طغى عليها التاثر عرض لصور الضحايا الباسمين على شاشة عملاقة تلتها كلمة "تذكروا" فيما انهالت دموع المشاركين.
              
وتوجه الاسترالي بول غارد الذي فقد والديه روجر وجيل الى العاصمة برفقة تسعة من اعضاء عائلته. 
              
وقال للصحافيين "سيكون يوما صعبا لكن على امل ان يشكل عنصرا مهما في عملية التعافي".
              
كما شارك اقارب الضحايا الماليزيين في مراسم مؤثرة في كوالا لمبور في الاسبوع الفائت وطالبوا بالعدالة والاجوبة بخصوص المسؤولين عن الكارثة.
              
وفي موقع تحطم الطائرة في غرابوف شرق اوكرانيا شارك اكثر من 200 شخص في احياء ذكرى اليوم الذي شهد تساقط الاشلاء والحطام من السماء.
              
وقام المشاركون وهم من سكان من القرى المجاورة لغرابوف الذين نقلتهم السلطات الانفصالية بالحافلات باقات من الزهور امام نصب صغير من الغرانيت واطلقوا في الفضاء بالونات بيضاء ترمز الى الضحايا الذين كان معظمهم من هولندا.
              
ورفعوا ايضا لافتات اتهموا فيها حكومة كييف الموالية للغرب بالتسبب في هذه الكارثة وبمتابعة المعارك في الشرق. وكتب على اللافتات "قتلتم وما زالوا يقتلوننا" و"توقفي يا كييف عن اطلاق النار".
              
وفيما امضى الاقارب اليوم وهم يعيشون المهم انتقل التركيز الى ملاحقة المسؤولين عن الكارثة واحالتهم الى القضاء.
              
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "يجب احقاق العدالة للابرياء ال298 الذين لقوا مصرعهم". واضاف في بيان "هذا يتطلب محكمة دولية مدعومة بقرار ملزم للدول الاعضاء في الامم المتحدة من اجل ملاحقة المسؤولين".
              
وفي يوم احياء ذكرى القتلى حول العالم، اكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو انه من "الواجب الاخلاقي" معاقبة "قتلة" ضحايا طائرة ام اتش 17.
              
وقد كلفت هولندا مهمة البحث عن بقايا الضحايا والتحقيق حول اسباب التحطم.
              
وتم العثور على جثث جميع المسافرين وتم التعرف الى اصحابها باستثناء جثتي هولنديين. وسيسلم المكتب الهولندي للتحقيق من اجل السلامة، تقريره النهائي الذي طال انتظاره حول اسباب التحطم، في الاسبوع الاول من تشرين الاول/اكتوبر، لكنه اكد ان هذا التحقيق النهائي لا يهتم إلا بأسباب الكارثة ولن يحدد المسؤولين عنها.
              
وكان تحقيق اولي سابق اصدره المكتب في ايلول/سبتمبر اشار الى ان الاضرار التي لحقت بالهيكل الخارجي لمقدمة الطائرة وقمرة قيادتها "تشير الى حصول اصطدام مع عدد كبير من اشياء تحمل شحنة طاقة مرتفعة من الخارج".
              
ويجرى تحقيق قضائي يقوم به فريق تحقيق وتقص مؤلف من خبراء من استراليا وبلجيكا وهولندا وماليزيا واوكرانيا.
              
وكان مجلس الامن الدولي تبنى بعيد تحطم الطائرة القرار 2166 الذي يطالب "بمحاسبة المسؤولين وبتعاون جميع الدول تعاونا تاما في هذه المهمة".
              
وطرحت ماليزيا وهولندا، المعنيتان مباشرة بهذه المسألة، فكرة انشاء محكمة تدعمها الامم المتحدة، لكن روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن، اعلنت معارضتها.