لم تقتصر معاناة السوريين على من هم داخل سوريا أو دول الجوار والمخيمات، بل أيضا يعاني كثير من السوريين في أوروبا أوضاعا صعبة، الدول الأوربية والتي باتت وجهة الغالبية من السوريين مخاطرين بكل ما يملكون وحتى أرواحهم أملا في الوصول إلى بر الأمان لكن منهم من يفقد أقربائها غرقا في البحر ومنهم من يدفع حياته ثمنا قبل الوصول ومن يكتب له الحياة والنجاة من قوارب الموت يشعر أنه بدأ حياتنا جديدة لكنه سرعان ما يصاب بالإحباط والخيبة بعد البدء بالإجراءات والأوراق الرسمية ليحصل على حق اللجوء ومنهم من يبقى لأشهر في مخيمات وكامبات وهي سكن مخصصة لللاجئين، في مدينة نورنبيرغ الألمانية مقاطة بافاريا يوجد أحد المخيمات المؤقتة للاجئين من مختلف الجنسيات سوريين أفارقة أوكرانيين لكن النسبة الأكبر هي من السوريين غالبيتهم وصل ألمانيا بطريقة غير شرعية سواء من خلال قوارب الموت والبحر أو من خلال السير على الأقدام مسافات طويلة داخل دول الإتحاد الأوروبي أملاً في الوصول إلى وجهتهم.
ثلاثة خيم كبيرة تتسع كل واحدة منها لحوالي 100 إلى 150 شخص، تم نصب هذه الخيم الثلاثة في ملعب لكرة القدم لإيواء اللاجئين بعد إرتفاع أعداد اللاجئين.
محمد أبو حسن سوري يقطن المخيم يقول لأخبار الآن: "لأننا سوريين ولأننا خرجنا من سوريا تحت ضغط الحرب كتب علينا الذل والضياع، يتابع قائلا : "كنت في طريقي الى الدنمارك عندما القت الشرطة الالمانية القبض علي في القطار قرب حدود النمسا وبعد التحقيق معي تم ارسالي الى مخيم ميونخ ومنه الى نورنبيرغ، بعد اسبوع من الانتظار في المخيم وبسبب الإجراءات التي تحتاج لأشهر زادت حالتنا النفسية سوء وخوفا على مصير عوائلنا وأطفالنا الذين لا زالوا في سوريا وينتظرون بفارغ الصبر إجراءات لم الشمل كي يصلوا ويلتم شملنا من جديد ومع إنخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء والأمطار زادت الأمر من معاناتنا في الخيم يضيف أبوحسين: "بدا الجو طبيعيا إلى ان حل المساء وبدأ المطر يهطل فجأة بعدها بدأت عاصفة قوية تضرب المنطقة ونحن داخل احدى الخيام كنا حوالي 100 سوري بدأت الخيمة بالاهتزاز بسب الريح القوية ونحن نراقب أي لحظة ستسقط الخيمة فوق رؤسنا ولا يمكن الخروج بسبب العاصفة وإنخفاض درجات الحرارة ولكن مع إشتداد قوة الإهتزاز هرعنا خارج الخيمة بسبب سقوط احدى العوارض ولم يكن أمامنا سوى التجمع في بناء صغير قريب من الخيم وهنا وصلت فرق الدفاع المدني والاسعاف والمشافي المتنقلة والشرطة الى المكان وكان اللاجئون قد فقدوا صبرهم وإعتصموا تحت الأمطار رافضين بقائهم في المخيم وطالبوا البدء بإجراءات طلبات اللجوء الخاصة بهم أو السماح لهم متابعة طريقهم لدولة ثانيه علها تكون أسرع في إجراءات اللجوء.
إستعانة الشرطة بأحد المترجمين ليهدأ من غضب المعتصمين وقال لهم إنه من الصعب تأمين منازل في ساعات ولا يوجد أي حل الآن وجميعكم فار من الموت وهو الآن بمكان أمن، أحد اللاجئين يقول: " لقد رأينا الموت مرارا كي نصل إلى مكان أمن وليس من الضروري أن نموت هنا من البرد وكيف يمكن أن نكون مرتاحين وعائلتنا تنتظر بفارغ الصبر إنقاذهم من القصف والموت لم نهرب من الموت لنموت هنا "
لنحو ساعتين إعتصم اللاجئون تحت المطر ودرجات الحرارة المنخفضة ومع حلول الظلام رفضوا الدخول إلى الخيم خوفا من أن تسقط عليهم فما كان من السلطات والجهات المعنية إلا نقلهم لأماكن أكثر أمنا من مخيماتهم،
الجدير بالذكر أن الكثير من السوريين يقصدون دول الإتحاد الأوربي وخصوصا السويد وهولندا وألمانيا أملا في الحصول على حق اللجوء ولم الشمل مع عائلاتهم التي تنتظر بفارغ الصبر لكن إجراءات اللجوء تختلف من بلد لأخر حيث يعرف عن السويد وهولندا سرعتهما في البت في طلبات اللجوء بينما يعرف عن ألمانيا أنها تتأخر كثيرا في البت في طلبات اللجوء وقد يصل الأمر لأشهر أو سنة أحيانا قبل أن يحصل فيها اللاجيء على حق اللجوء ومن ثم يقوم بإجراءات لم الشمل وجلب عائلته من سوريا.