ما هي الخطوة التالية للمرحلة التقدمية لإيران؟

 إيران تتمتع بمزايا سنة ناجحة في إصلاح علاقاتها مع بقية العالم، الفضل في هذا النجاح يعود إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني وفريقه، ولا سيما وزير الخارجية محمد جواد ظريف، هذه بالتأكيد مرحلة تقدمية للبلاد. من المهم أن نتذكر كيف دخلت إيران هذه المرحلة التقدمية. هنا هو تحليل الصور لدينا:

1- لقد بدأت عملية التغيير مع الشعب اولاً: الشعب الإيراني كان مريضاً ومتعباً بسبب الثلاث عقود الماضية من القتال مع العالم والمعاناة اقتصادياً. لقد قاموا بأكثر من الشعارات، حيث بدأت مائدة طعامهم تصغر يوماً بعد الاخر. أن تكون ايرانياً يعني أن تكون شخصاً مشبوهاً حول العالم. وفي الوقت نفسه، دمر ارتفاع الاسعار النسيج الاجتماعي لهذا البلد الذي يحترم تقاليده كثيراً، حيث اغتنى التجار في السوق السوداء، وافتقر المهنيين والتجار وبقية الشعب. اصبح الحصول على وظيفة حلماً مستحيلاً، ناهيك عن الزواج، وشراء سيارة او منزل. إن الشعب الايراني قد عانى بما يكفي، لهذا السبب قام بانتخاب حسن الروحاني في الانتخابات الماضية.

 

2- بدأ روحاني فوراً بالعمل على الوفاء بوعوده لتحسين مكانة البلاد ورفاه المواطنين الإيرانيين. نهج روحاني وقدرته على حل المشاكل الداخلية والدولية قد أنعشت الأمة التي عاشت ايام مظلمة جداً في عهد سلفه.

 

3- قدم روحاني وفريقه صورة إيجابية وصادقة للمجتمع الدولي. في الماضي، كان من المستحيل مناقشة المشكلة النووية لأن ايران كانت تنخرط في تكتيكات التأخير والخداع. مع فريق روحاني، بدأت الأمور تتغير وشهدت إيران على الفور ردا ايجابيا من محاوريها.

 

4- حقق فريق روحاني ما كان يعتقد منذ فترة طويلة انه مستحيل، ألا وهو إبرام صفقة نووية مؤقتة كجزء من خطة العمل المشتركة المتفق عليها مع الدول الخمسة العظمى.

 

5- روحاني جلب الفخر للإيرانيين الذين تعبوا من السياسة القديمة. للمرة الأولى منذ عدة عقود،  بدأ المواطنين الإيرانيين يشعرون بوجود أمل أن ايران سوف تتمكن في يوم ما قريباً من العودة إلى عائلة الأمم الدولية كعضو فعال ايجابياً.

 

6- الأهم من ذلك، جلب التقدم في المحادثات النووية الإغاثة الاقتصادية للملايين من الإيرانيين الذين كانوا يعانون تحت وطأة العقوبات و سوء الإدارة الاقتصادية لعقود عديدة.

 

7- وبعد، لا يمكن القول بأن التقدم الإيراني لا رجعة فيه، فالقيادة الإيرانية ليست متجانسة وهناك قوى رجعية في إيران ترغب في ضبط الساعة إلى الوراء.

 

8- المتشددين يخشون أنه إذا توصل روحاني الى مرحلة متقدمة فإن إيران ستسلك مسار لا رجعة فيه، وذلك يعني نهاية الامتيازات، نهاية الاقتصاد السري و نهاية دولة متشددة داخل دولة.

 

9- ما يهم حقا هو ما يريده المواطنين الإيرانيين، فهم يريدون حياة أفضل، علاقات أفضل مع العالم، و يريدون أن يكونوا مواطنين في دولة طبيعية.

 

الآن، الموعد النهائي لاختتام المحادثات النووية بعد اقل من 8 اسابيع.

اين ستذهب ايران؟ إن الجواب على هذا السؤال يتوقف إلى حد كبير على كيفية تعامل ايران في المرحلة المقبلة من المحادثات النووية. إذا نجحت إيران في التوصل إلى اتفاق لإبرام خطة عمل مشتركة، فسوف تستمر المرحلة التقدمية. عدى ذلك، سوف تواجه إيران خطر الرجوع إلى الأيام القديمة السيئة، انها مخاطر حقيقية وشيكة.

الخيارات واضحة جداً أمام القيادة الإيرانية أكثر من أي وقت مضى: إما مواصلة المرحلة التقدمية والبناء عليها، أو تآكل وتلاشي كل مكاسب العام الماضي.