أخبار الآن | عمان – الأردن – (نهاد الجريري)

لم تعد ثمة حاجة لإثبات أن إيران تأوي قيادات رفيعة في القاعدة على أراضيها. قيادات على مستوى أعضاء مجلس الشورى. منهم كان أبو حفص الموريتاني الذي تحدث عن عشر سنوات قضاها في إيران في مقابلة متلفزة مع أخبار الآن. وغيرها من الإثباتات التي كانت الآن من أوائل القنوات الإعلامية التي كشفت عنها.

لكن الجديد في هذا الأمر، هو أن تلك القيادات وعوائلهم باتوا أكثر تململاً من أي وقت مضى من السلوك الإيراني تجاههم. وهذا أمر تأكد لنا من أكثر من مصدر تطابقت وجهات نظرهم.

تحدثت إلى أكثر من مصدر قريب من المشهد الإيراني. لم يبدوا مستغربين من حالة التململ التي سألت عنها. قالوا لي: هذا طبيعي. فهم مراقبون. ومحصّنون. بحيث يستحيل الوصول إليهم.

وهذا يؤكد ما استخلصناه من مقابلات سابقة أجريناها قبل أقل من عام مع عائلة أبو الخير المصري مثلا الذين قالوا إن ابنهم كان يتصل بهم تحت رقابة من الإيرانيين.

حالة التململ هذه تعمقت بعد أن تأكد لتلك القيادات أن إيران تستخدمهم لهدف وغاية. وهذا أيضاً ما أكدته مصادرنا. فتأويهم، تساعدهم، تدرّس أبناءهم، تسمح لهم بالسفر متخفين بجوازات مزيفة، لينتهي بهم الأمر بين أيدي البوليس الدولي. حدث هذا مع سليمان أبو غيث الذي يقبع الآن في السجون الأمريكية وقبله مع فاتح كريكار مؤسس أنصار الإسلام في كردستان العراق الذي سُلم إلى هولندا وكان في إيران.

والأخطر من ذلك، ما كشف عنه أبو حفص في مقابلته مع الآن أواخر العام الماضي عندما قال إن “الإخوة” (بين قوسين) في باكستان وأفغانستان باتوا غير مرحبين بالقواعد القادمين من إيران لقناعتهم أنهم يخضعون لتعقب وتتبع ينتهي باستهداف مواقعهم بالطائرات من دون طيار. وكشف عن أنه شاع بين الموجودين في إيران أن الأمريكيين علموا بمكان أسامة بن لادن من زوجته التي تم تعقبها بعد أن سرّحتها طهران.

وفي هذه المسألة، يبرز اسم محمد خليل حكيم أو حكايمة المعروف باسم أبو جهاد الذي أسس فرع أسوان للجماعة الإسلامية في مصر. في سيرته الذاتية على المواقع الجهادية، يُذكر أن الحكايمة كان في إيران و”هرب”. لكن ما قاله سيد إمام شريف في مقابلة مع الآن قبل حوالي عام، وما أكده أكثر من مصدر تحدثنا إليه هو أن الرجل كان يعمل في قناة إيرانية ناطقة بالعربية. وهو إعلام رسمي.

هذا وحده كفيل بإثارة أكثر من سؤال. الرجل قال لاحقاً إنه يريد الذهاب إلى لندن. بعكس ما ترويه المواقع الجهادية أنه فرّ من إيران. لاحقاً ظهر في شريط فيديو على الجزيرة يعلن انضمام الجماعة الإسلامية للقاعدة بتقدمة من الظواهري نفسه. تقول مصادرنا، إن مسؤولين علقوا على المسألة أنذاك بقولهم: من أمثال هؤلاء كثيرون؛ بمعنى يأتون ويذهبون. بمعنى أن لديهم مهام محددة يؤدونها حتى حين. الحكايمة أدى مهامه إلى أن قُتل في غارة أمريكية عام 2008. فهل سيقبل من تبقى من قواعد في إيران مواصلة نشاطهم والقيام بمهام لصالح إيران وسط هذا الجو من عدم الثقة؟

عسكر العسكر  الباحث في  مكافحة الإرهاب