أخبار الآن I دبي – الإمارات العربية المتحدة

يقول الباحث المختص بالحركات المتشددة الأستاذ حسن أبو هنية : “بالتأكيد نشأ تحالف موضوعي بين تنظيم القاعدة وكذلك إيران ، ووصل في بعض الأحيان إلى تحالف شبه رسمي وليس فقط تحالف موضوعي ، بمعنى تبادل المصالح المشتركة ، نعلم أن تنظيم القاعدة هو تنظيم كان له مصالح مشتركة ، كانت هناك إيران في ذلك الوقت مع نشوء تنظيم القاعدة ، تعتقد إيران أن لها عدو أكبر وهو الولايات المتحدة الأمريكية وهي موضوعة على قائمة الدول الراعية للأرهاب ، وبالتالي كانت هناك وجهة نظر مشتركة لدى القاعدة ولدى إيران في مواجهة ما يسمى العدو الأمريكي ، وهذه العلاقة بالتالي نمت وتطورت بدءا من السودان وصولا إلى بعد 11 سبتمبر عندما تم دخول القوات الامريكية وإسقاط حركة طالبان بعد حادثة 11 سبتمبر ، لجأت اكثر من 500 من قيادات وعائلاتهم ، وتطورت العلاقة بشكل كبير وخصوصا مع وجود رجال من الصف الأول وعلى مقدمتهم سيف العدل المسؤول الأمني الأول في تنظيم القاعدة فضلا عن القيادات الأخرى الذين ذكرهم التقرير وهناك آخرين لم يذكرهم التقرير ، كـ محمد خليل حكايمة وصالح القرعاوي ، وخالد العروري ، وبالتالي نشأت علاقة كبيرة جدا بين الطرفين ، وكانت أيضا هناك علاقات مع بعض الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة كما هو حال جعفر الأوزبكي وهو اتحاد جهاد الأسلامي المرتبط بالحركة الأوزبكية ، وكذلك بعض الحركات الجهادية ، كحكمت يار الذي بقي فترة طويلة في داخل إيران ، إذا هذه العلاقة نشأت حول وجود أهداف مشتركة وهي مواجهة ما يسمى العدو الأمريكي ، ونمت العلاقة على هذا الاساس وشاهدنا كيف انتقد في النهاية ابو محمد العدناني في شريطه الأخير “عذرا أمير القاعدة” أن فعلا إيران كانت ممرا لتنظيم القاعدة وهي أحد الداعمين ، لذلك لم تكن مستهدفة لان هذا الأمر كان متفقا عليه إبان فترة الظواهري وكذلك من قبله أسامة بن لادن” .

ويضيف أبو هنية : “المرحلة الذهبية هي نمت  وتطورت منذ ألفين وواحد ، منذ الحادي عشر من سبتمبر عندما كانت الولايات المتحدة تخطط إبان فترة المحافظين الجدد إلى الدخول للعراق ، ودخلت فعلا عام 2003 وكانت بخططة المحافظين الجدد الانتقال إلى إيران وانهاء هذه الدولة ، ولذلك جعلت إيران كانت تستفيد من تنظيم القاعدة ، كانت تريد أن تلعب بورقة القاعدة في مواجهة هذا الخطر الامريكي الذي قد ينتقل إلى إيران فيما بعد ، وبالتالي نشأت العلاقة قوية جدا وشاهدنا هناك اتصالات وثيقة ولذلك كانت أوامر بن لادن كما وضحت وثائق “ابو تباد” وكذلك معظم مسيرين تنظيم القاعدة وفي مقدمتهم الظواهري على عدم استهداف إيران على الإطلاق ولا حلفائها في المنطقة سواء كانت حزب الله أو الحوثيين في اليمن وبقية الفصائل ، ولكن حدثت هناك مشكلة كبيرة إبان فترة الزرقاوي ، الزرقاوي كان يتوافر على ايديلوجيا مختلفة تماما وهي تقول “بأن الخطر الأساسي هو المشروع الصفوي الإيراني” ، ولكن في لحظة ما مع وجود القوات الأمريكية جعلت هناك نوع من التحالفات بعد أكثر من ثمانية أشهر من الصلات بين الزرقاوي وتنظيم القاعدة تمكن في عام 2004 من البيعة لهذا التنظيم ولكن بقيت الانتقادات مستمرة ، هذه هي كانت الفترة الذهبية لتنظيم القاعدة والعلاقة مع إيران بشكل أكيد .

ويضيف أيضا أبو هنية : “على الرغم من الاختلاف الايدلوجي هذا يوضح بعد الامور سواء في السياسة الإيرانية أو لتنظيم القاعدة ، تنظيم يعمل على المستوى الجيوسياسي ولا يلتفت إلا ماهو هوياتي أو طائفي ، وبالتالي كانت هذا هو اللافت بالموضوع ، أنه على الرغم من اختلاف الايديلوجيا أحدهما ينتمي إلى الفضاء الشيعي والآخر إلى الفضاء السني ، واللافت في الأمر أنه مع وجود التناقض في المصالح أحيانا التي كانت في العراق ولا زالت ومع ذلك بقي التنظيم ، وشاهدنا بعد انطلاق الثورة السورية بدت العلاقة متوترة لأننا شاهدنا بعض حركات تنظيم القاعدة لم تستجب لأيمن الظواهري بعدم استهداف إيران وكذلك حلفاء إيران ، بينما عملت على سبيل المثال حركة عبد الله عزام بقيادة القرعاوي إلى تنفيذ هذه العملية في استهداف السفارة وكذلك استهداف الضاحية الجنوبية بأكثر من خمس انفجارات ، ولذلك بدت سوريا الآن تعمل على انهاء هذه العلاقة وهذا ما جعل العدناني يعير تنظيم القاعدة هذه الصلات اللوجستية وهذه الصلات المعلوماتية الكبيرة” .

“لا تزال العلاقة بين إيران والغرب متوترة ، لذلك شاهدنا كلما حدث نوع من الاقتراب واتفاق جنيف المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني مع مجموعة 5 + 1 ، نرى أن هناك نوع من المقايضة ، نجد الولايات المتحدة الأمريكية تطالب بتسلم بعض الأشخاص ، واعتقد أن تسلم أبو غيث جاء في هذا السياق ، في محاولة اثبات حسن نية ، لذلك هي دائما تريد إيران أن تستثمر ملف النووي وكذلك توسعها الأقليمي من خلال الاعتماد مباشرة على تلك الحركات ، للقول بأن الأمن الأقليمي الذي يوفر نوع من الاستقرار وهو مصلحة أمريكية كبرى في المنطقة لا يمكن أن يتوفر إلا من خلال إيران ، وهذا هو ما يجعل العلاقة دائما بين إيران والغرب متوترة وهي تتبع المصالح .

“علينا أن ندرك أن إيران تتلاعب بأدوات أخرى ، تتلاعب أيضا في الملف الطائفي لذلك هي تدعم الحوثيين في اليمن ، تدعم حزب الله ، تدعم الكتائب المالكي ، ونظام الأسد ، وتدعم الفصائل الشيعية (كعصائب أهل الحق وكألوية أبي الفضل العباس وذو الفقار وجند الله وغيرها من الفصائل أو المليشيات المسلحة) .

 الباحث المختص في الحركات المتشددة الأستاذ حسن أبو هنية