أخبار الآن | ابوجا – نيجيريا – 13 ايار 2014 – (وكالات) –

وصل قائد القوات الاميركية في افريقيا الثلاثاء الى ابوجا لاجراء محادثات مع السلطات النيجيرية بهدف العثور على نحو مئتي تلميذة خطفتهن جماعة بوكو حرام في شمال شرق البلاد في 14 نيسان/ابريل الفائت.وتزامن وصوله مع طلب الرئيس النيجيري تمديد حالة الطوارىء في شمال شرق البلاد الذي تحلق في اجوائه طائرات اميركية .
             
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان الجنرال ديفيد رودريغيز موجود في نيجيريا “لمناقشة المساعدة الاميركية في عمليات البحث وكذلك كل اوجه التعاون” بين القوات الاميركية والنيجيرية.
             
واوضح هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته ان الجنرال سيلتقي ضباطا نيجيريين كبارا وكذلك دبلوماسيين وضباطا اميركيين.
             
وستتناول محادثات رودريغيز خصوصا تحديد اتفاق للسماح للولايات المتحدة بان تتقاسم مع نيجيريا المعلومات التي ستحصل عليها بفضل طائرات التجسس ومصادر اخرى. وصرح الكولونيل ستيف وورن المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين الثلاثاء “حتى الان، لا نتقاسم معلوماتنا الاستخباراتية الصرف”.
             
واضاف “نعمل في شكل وثيق مع النيجيريين لتحديد بروتوكول لتقاسم المعلومات الاستخباراتية. ولا نناقش راهنا امكان ارسال جنود الى نيجيريا لتنفيذ عملية انقاذ”.
             
وتزامن وصوله مع طلب الرئيس النيجيري تمديد حالة الطوارىء في شمال شرق البلاد الذي تحلق في اجوائه طائرات اميركية.
             
واعلنت حالة الطوارىء قبل عام لكن فاعليتها كانت محدودة كونها لم تمنع متمردي بوكو حرام من تكثيف هجماتهم. وفي هذا الاطار، خطف المتمردون 276 تلميذة في 14 نيسان/ابريل في شيبوك بولاية بورنو (شمال شرق) لا تزال 223 منهن محتجزات. واثار الخوف على مصير التلميذات تعبئة دولية كبيرة.
             
وفي رسالة وجهها الى مجلس الشيوخ وحصلت فرانس برس على نسخة منها طلب الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان “تمديد حالة الطوارىء في ولايات اداماوا وبورنو ويوبي” علما بانها تنتهي الاربعاء.
             
واذا وافق مجلس الشيوخ على هذا الطلب فسيحال للتصويت في مجلس النواب.
             
وتلحظ الاجراءات الخاصة التي تمت الموافقة عليها في 14 ايار/مايو 2013 نشر جنود في المنطقة والتشويش عند الحاجة على شبكة الهاتف النقال بهدف منع بوكو حرام من التخطيط لهجمات.
             
وقال الخبير السياسي في جامعة ولاية لاغوس دابو توماس ان “حالة الطوارىء لم تنجح في وضع حد لتمرد بوكو حرام”.
             
واضاف “في الواقع ان الحركة باتت اكثر خطورة (…) كان على الحكومة الا تستمر في الحد من حريات السكان عبر اعلان” حالة الطوارىء.
             
واعلنت الولايات المتحدة الاثنين ان طائرات تجسس تحلق فوق شمال نيجيريا.
             
وصرح مسؤول كبير في الادارة الاميركية “لقد تقاسمنا مع النيجيريين صورا التقطتها اقمار صناعية تجارية ونقوم بعمليات تحليق بمشاركة طياري تجسس ومراقبة واستطلاع فوق نيجيريا باذن من الحكومة”.
             
وامام موجة التأثر العالمي التي اثارتها عملية الخطف غير المسبوقة وافقت السلطات النيجيرية رغم تشددها التقليدي حيال التدخلات الاجنبية، على المساعدة الدولية وارسال خبراء.
             
وبعد الولايات المتحدة التي ارسلت فريقا من الخبراء المدنيين والعسكريين، وبريطانيا وفرنسا اللتين ارسلتا بدورهما فرقا، عرضت اسرائيل ايضا مساعدتها على غرار الصين.
             
ويقوم خبراء اميركيون بتفحص “دقيق” لشريط فيديو بوكو حرام الذي حصلت عليه وكالة فرانس برس الاثنين ويظهر نحو مئة فتاة قدمن على انهن من التلميذات اللواتي خطفن على ما اعلنت الخارجية الاميركية.
             
واعلنت المنسقة النيجيرية لحملة “اعيدوا فتياتنا”  بالا عثمان لوكالة فرانس برس ان “ثلاثة من الاهالي تعرفوا على فتياتهم في شريط الفيديو”.
             
واضافت ان “حاكم بورنو قاسم شيتيما نظم عرضا للشريط في مادوغوري (عاصمة الولاية) وطلب من اهالي شيبوك الحضور لمحاولة التعرف على فتيات اخريات”.
             
من جانبه، اعلن حاكم ولاية بورنو قاسم شيتيما الثلاثاء ان جميع من ظهرن في الشريط هن تلميذات في مدرسة شيبوك.
             
وفي شريط الفيديو يطالب زعيم بوكو حرام ابوبكر شيكاو باطلاق سراح “اشقائه” المقاتلين السجناء مقابل الافراج عن الفتيات.
             
لكن الحكومة سارعت الى رفض هذا المطلب.
             
وقال وزير الداخلية آبا مورو “من غير الوارد ان تطرح بوكو حرام والمتمردون شروطهم”.
             
واكد شيكاو ان عملية التبادل لا تشمل سوى الفتيات “اللواتي لم يعتنقن” الاسلام. وفي الواقع بعد ان كان هددت بمعاملتهن “كسبايا” في شريط فيديو سابق بث قبل اسبوع، اوضح انه عمل على اعتناق الفتيات المحتجزات رهائن الدين الاسلامي.
             
ويظهر الشريط الجديد لبوكو حرام نحو 130 فتاة جالسات في الهواء الطلق تحت اشجار في مكان لم يعرف موقعه وهن يتلون معا “الفاتحة”.
             
ومساء الاحد اقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عقد قمة حول الامن في نيجيريا يتوقع ان تجمع السبت في العاصمة الفرنسية حول الرئيس الفرنسي قادة خمس دول افريقية على الاقل: نيجيريا واربع دول مجاورة هي التشاد والكاميرون والنيجر وبنين.
             
واعلن هولاند الاثنين انه “طلب من الاميركيين والبريطانيين” المشاركة في هذه القمة ل”العمل معا وبطريقة فعالة”.
             
وفي باريس جرت تظاهرة الثلاثاء شاركت فيها  “السيدتان الاوليان” الفرنسيتان السابقتان كارلا بروني وفاليري تريرفيلر الى جانب مشاهير من عالم الفن للمطالبة بالافراج عن الفتيات المختطفات كما افاد صحافيون من وكالة فرانس برس.
             
وهكذا تلاقى نجوم من السينما الفرنسية والصور المتحركة والغناء الى جانب نساء من عالم السياسة في ساحة تروكاديرو قبالة برج ايفل وراء لافتة كتب عليها “ايها القادة اعيدوا لنا بناتنا”.
             
اضافة الى ذلك لجأ مئات الالاف من الناس العاديين والمشاهير امثال السيدة الاميركية الاولى ميشيل اوباما شبكات التواصل الاجتماع تحت عبارة #برينغ باغ اور غيرلز (اعيدوا بناتنا) لجذب الانتباه الى مصير هؤلاء الفتيات.
             
واسفر تمرد بوكو حرام عن سقوط الاف القتلى منذ 2009، قتل الفان منهم منذ بداية السنة الجارية، وبعد ان كانت تركز انشطتها خصوصا في شمال البلاد حيث اغلبية السكان من المسلمين وتطالب باقامة دولة اسلامية، خلفت اعمال العنف مؤخرا عشرات القتلى في ابوجا في هجمات بسيارات مفخخة.