نيجيريا ، 08 مايو 2014 ، ا ف ب –

انضمت دول كبرى من بينها الولايات المتحدة والصين إلى أعمال البحث عن أكثر من 200 تلميذة نيجيرية اختطفتهن جماعة بوكو حرام المتشددة .
ووسط الغضب العالمي حيال خطف المراهقات أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن إرسال فرق خبراء إلى نيجيريا .
كما وعدت الصين بتوفير أية معلومات مفيدة ترصدها أقمارها الاصطناعية وأجهزتها الاستخبارية             

وعرضت الشرطة النيجيرية الاربعاء 300 الف دولار اميركي مقابل معلومات تؤدي الى انقاذ الفتيات.
واستهدف الهجوم الاخير للمتمردين بلدة غامبورو نغالا على حدود كاميرون حيث هدم مسلحون مساكن في نهاية الاسبوع واطلقوا النار على السكان في اثناء فرارهم.
             
وقدر المسؤول المحلي احمد زانا عدد القتلى ب300 نقلا عن شهادات السكان.
             
واكد زانا ان البلدة تركت بلا حماية لان الجنود المتمركزين فيها اعيد نشرهم في الشمال قرب بحيرة تشاد في اطار الجهود لانقاذ الفتيات المخطوفات.
             
وتلقى رد نيجيريا على الخطف انتقادات واسعة من ناشطين واهالي الرهائن الذين اكدوا ان اعمال البحث التي ينفذها الجيش بلا جدوى حتى الساعة.
             
وسعت ادارة الرئيس غودلاك جوناثان الى ابداء مزيد من التعاطف مع معاناة الضحايا مؤخرا ولا سيما بعد نشر زعيم بوكو حرام ابو بكر شيكو شريط فيديو اكد فيه انه يعتبر الفتيات “سبايا” وسيقوم ببيعهن او تزويجهن قسرا.
             
كما جرت عملية خطف ثانية ضحاياها 11 فتاة بين 12 و15 عاما الاحد من غووزا وهي منطقة قريبة من شيبوك وقاعدة بوكو حرام في بورنو.
             
وادى تمرد الجماعة المستمر منذ 5 سنوات الى مقتل الالاف في اكثر بلاد افريقيا اكتظاظا واكبر اقتصاداتها، حيث شكك الكثيرون في قدرة نيجيريا على احتواء العنف.
             
واقتحم مسلحون متشددون على شاحنات مدرعة ودراجات نارية غامبرو نغالا بعد ظهر الاثنين.
             
وسيطر المتشددون على البلدة ما جعل العودة اليها فائق الخطورة بالنسبة الى السكان الفارين، بحسب روايات ناجين.
             
بعد مغادرة الميليشيات عثر السكان على جثث كثيرة منتشرة في ارجائها على ما روى الشاهد موسى ابا لفرانس برس.
             
وصرح المسؤول المحلي “احرقت جميع المتاجر ومكاتب الشركات. والسوق المحلية التي تجذب تجارا من جميع انحاء المنطقة…احرقت بالكامل”.
             
وهوجمت غامبورو نغالا عدة مرات في السابق لكن ابا صرح ان “هذا هو اسوا هجوم تشنه بوكو حرام” على البلدة.
             
وعززت القوات الكاميرونية الامن في بلدة فوتوكول على حدود نيجيريا، على ما افاد مسؤول صحي فرانس برس رفض الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع فرانس برس.
             
واضاف “الحصيلة كبيرة جدا. نعتقد ان هناك اكثر من 200 قتيل” مضيفا ان الفي نيجيري من بينهم جنود فروا الى الكاميرون.
             
وتابع “بعض الجثث كان محترقا. كان امرا فظيعا. البعض ذبحوا والبعض الاخير قتل بالرصاص”.
             
الاربعاء نفذ مسلحون يشتبه انهم من بوكو حرام الاربعاء في بوجي بوجي في ولاية بورنو هجوما جديدا قتل فيه 7 اشخاص على ما اعلن احد اعيان القرية محمد غربا للصحافيين.
             
وصرح “هاجم حوالى 20 مسلحا قريتنا في الساعة 3,00 صباحا (02,00 ت غ) تقريبا فيما كان الجميع نائمين…اشعلوا النار واطلقوا الرصاص على الناس الذين كانوا يحاولون الفرار من الحريق المستعر”.
             
“قتل سبعة اشخاص على الفور، واصيب الكثيرون غيرهم بجروح”.
             
واكد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان ان عملية الخطف هذه تشكل “بداية النهاية للارهاب في نيجيريا” في كلمة القاها في اطار “المنتدى الاقتصادي لافريقيا”.
             
واعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التابع للشيخ يوسف القرضاوي المعروف بقربه من الاخوان المسلمين عن ادانة خطف بوكو حرام للفتيات وطالب بالافراج عنهن.
             
واكد الاتحاد من مقره في قطر انه “يندد بخطف ما يزيد عن 200 فتاة في نيجيريا على يد جماعة بوكو حرام وعرضهن للبيع أو تزويجهن بالإكراه”، مضيفا انه “ويعد ذلك عملا إجراميا محرما وفسادا في الأرض ويؤكد أن الإسلام بريء من فعل هؤلاء، ويدعو إلى إطلاق سراحهن فورا”.
             
في مقابلة مع قناة ايه بي سي الاميركية اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما عملية الخطف في شيبوك “قد تكون الحدث الذي سيعبئ المجتمع الدولي كاملا للتحرك للجم منظمة على هذا القدر من الانحطاط وارتكبت جريمة فظيعة”.
وكان اوباما اعتبر عملية الخطف بانها “تدمي القلب” و”تثير الغضب” معلنا عن ارسال فريق من الخبراء العسكريين لمساعدة نيجيريا في اعمال الانقاذ.
واعربت زوجته ميشال عن التعاطف مع التلميذات في رسالة شخصية عبر تويتر.
وكتبت على حسابها الرسمي “صلواتنا تذهب الى الفتيات النيجيريات المفقودات وعائلاتهن. حان وقت اعادة فتياتنا” ووقعت بالحرفين الاولين من اسمها، ما يعني انها كتبت الرسالة بنفسها.
             
كما قدمت التلميذة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي نجت من محاولة اغتيال بعد اطلاق طالبان النار عليها في الراس، دعمها للفتيات النيجيريات.
وصرحت لقناة سي ان ان “عندما سمعت عن اختطاف الفتيات في نيجيريا شعرت بالحزن الشديد وفكرت ان اخواتي محتجزات وان علي ان اتحدث باسمهن”.
وادان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخاطفين يعتبرا انهم “شر مطلق” مؤكدا ارسال فريق من خبراء التخطيط والتنسيق الى نيجيريا في اسرع وقت ممكن.
كما سترسل بريطانيا ضباط اتصال متمركزين في ابوجا من القوات الخاصة الجوية للمساعدة في مهمة الانقاذ بحسب صحيفة ذا تايمز الخميس.
واكدت فرنسا والصين انهما ستوفران المساعدة كذلك.
الى جانب الضغط المتفاقم بخصوص اعمال الخطف شهدت نيجيريا سلسلة تفجيرات.
قبل ساعات على عملية الخطف في شيبوك ادى انفجار سيارة مفخخة في محطة حافلات في ضواحي ابوجا الى مقتل 75 شخصا.
وادى تفجير مماثل في المحطة نفسها الى قتل 19 شخصا في الاول من ايار/مايو.
 واعرب رئيس نيجيريا جوناثان عن الامل في تسليط قمة منتدى الاقتصاد العالمي التي افتتحت الاربعاء في ابوجا، الانظار الى النمو الاقتصادي في نيجيريا.
بعد لقاء جوناثان في ابوجا قبل ما سمي “دافوس افريقيا” تعهد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ بتوثيق التعاون مع نيجيريا. لكن اهتمام الراي العام بقي مركزا على بوكو حرام.