كابل ، 27 إبريل 2014 ، وكالات –

افادت النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية في افغانستان التي نشرت أمس ان وزير الخارجية الاسبق عبد الله عبد الله الذي تصدر الدورة الاولى من الانتخابات بفارق كبير بنسبة بلغ نسبته نحو 45 بالمئة من الاصوات، سيخوض جولة ثانية مع الخبير الاقتصادي اشرف غاني الحاصل على اكثر من 30 بالمئة من الاصوات.

وتمثل هذه الانتخابات اول انتقال للسلطة من رئيس منتخب ديموقراطيا الى آخر بعد ثلاث دورات من حكم الرئيس حميد كرزاي، وهي بمثابة اختبار كبير لهذا البلد الفقير، الذي من ثلاثة عقود من الحرب.

وخلال اعلانه عن النتائج في مؤتمر صحافي في كابول، قال رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة احمد يوسف نورستاني انه “بحسب نتائجنا، يبدو انه سيتم تنظيم جولة انتخابات ثانية”.

ووفق النتائج حل في المرتبة الثالثة زلماي رسول المقرب من الرئيس حميد كرزاي والذي اعتبر مرشح السلطة المنتهية ولايتها، حيث لم ينل سوى 11,5%. ولن تنشر النتائج النهائية للدورة الاولى الا في 14 ايار/مايو بعد النظر في طعون محتملة.

ووفق نورستاني قد تنظم الدورة الثانية بين عبد الله وغاني في السابع من حزيران/يونيو، الا اذا تم اختيار فائز بعد مفاوضات بين مرشحين. وكان عبدالله اعلن الاسبوع الحالي انه لن يجري اي مفاوضات.

ومن المفترض ايضا ان تصدر خلال الاسابيع المقبلة نتائج التحقيقات حول حصول انتهاكات في العملية الانتخابية الاولى، وكانت لجنة الطعون قد تلقت الكثير من الشكاوى حول حشو صناديق اقتراع وندرة بطاقات الانتخاب وسوء معاملة موظفين والضغط على ناخبين.

وكان عبد الله عبد الله (53 عاما) حل ثانيا في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في العام 2009 مع اكثر من 30 في المئة من الاصوات. وانسحب بعدما ندد، كما فعل العديد من المراقبين، بعمليات تزوير كثيفة ما ادى الى اعادة انتخاب حميد كرزاي.

واشرف غاني (64 عاما) حل في المرتبة الرابعة في انتخابات 2009 مع 2,94 في المئة من الاصوات. لكن وخلافا للانتخابات السابقة حيث بدا ضعيفا جدا، قام غاني بحملة انتخابية ضخمة والقى خطابات مؤثرة اثناء تجمعات انتخابية حاشدة. وشارك حوالي 6,9 ملايين افغاني في عملية الاقتراع في الخامس من نيسان/ابريل من اصل 13,5 مليون ناخب بنسبة مشاركة اكبر من العام 2009 (30%).

واشار نورستاني الى ان نسبة مشاركة النساء وصلت الى 36 في المئة من الناخبين، الامر الذي يبين تحسن وضع المرأة بعد سقوط نظام حركة طالبان المتشدد (1996-2001)، وذلك بالرغم من ان افغانستان يبقى بلدا اسلاميا محافظا.

واضاف رئيس اللجنة الانتخابية “اعتقد ان هذه الانتخابات جرت بشكل جيد، نحن راضون عن النتائج واعتقد اننا جاهزون في حال تنظيم دورة ثانية”.

واشاد المبعوث الخاص للامم المتحدة في افغانستان جان كوبيس السبت بحسن سير عملية الاقتراع، ودعا السلطات الانتخابية الى الاستمرار على الطريق ذاته، والتعامل مع شكاوى الفساد بطريقة “مهنية وسريعة وشفافة”.

وفي الاجمال، تنافس ثمانية مرشحين على خلافة حميد كرزاي الرجل الوحيد الذي قاد افغانستان منذ سقوط نظام طالبان في 2001 والذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية ثالثة.

وسيكون على الفائز في الانتخابات الرئاسية قيادة البلاد في مرحلة جديدة وغامضة بعد انسحاب القوات الدولية التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) بحلول نهاية 2014 وهو الامر الذي يدعو الى الخشية من اشتعال اعمال العنف في بلد يسيطر على جزء منه عناصر حركة طالبان.

وقد سلمت قوات حلف الاطلسي في حزيران/يونيو الماضي مسؤولية الامن في البلاد الى القوات الافغانية، وتنظم منذ ذلك الحين دورات تدريبية وخصوصا للقوات الجوية.وسيواجه الرئيس الجديد مسؤولية اخرى وهي تحسين الاقتصاد الافغاني الذي يعتمد حتى اليوم على المساعدات المالية الدولية.