أخبار الآن | دمشق – سوريا – ( محمّد صلاح الدّين):

  لكنّ الأغاني الجديدة التي تحمل في طيّاتها بعداً طائفيّاً يبدو واضحاً من مقدّماتها، لا يمكن أن تصنّف في قائمة الأغاني الوطنيّة خصوصاً، إذا ما علمنا أنّ مؤيدي النظام السوري، لا ينتمون إلى طائفة بعينها، فما دلالة أن يطرح النظام هذا النموذج من الأغاني، وما الذي يُجبّر شبّاناً يختلفون عقائديّاً وطائفيّاً على أداء مادّةٍ تُخالف عقيدتهم؟!.

– شحنٌ طائفي يضع الطوائف في مواجهة مباشرة

  تقول “رُبى” الأستاذة في جامعة دمشق لأخبار الآن: إنّ طرح هذا النوع من الأغاني سيكون له عواقب وخيمة تزيد من الشحن الطائفي الذي افتعله النّظام، مستغلاً أحداث ومجريات الثورة السورية والذي يسعى دائماً لوضع الطائفة “العلويّة” بشكل خاص في مواجهة مباشرة مع “السنّة” كي يضمن ولاءهم وبقاءهم في صفّه.

– مصالح مشتركة تحاول فرض صبغة دمويّة واحدة على السوريين

 فيما يقول الناشط في مجال الإغاثة الإنسانية علاء عادل والمقيم في دمشق: “بالأول ما بعتبر حالي منتمي لمذهب.. يمكن هالأغاني بتخلي كتير ناس ترجع تتأطّر بمذهبها، وتتمسك بطائفتها، كونها محاولة لفرض صبغة واحدة ودموية”.

  وعن دوافع الشباب الذين يؤدّون هذا النموذج من الأغاني رغم اختلافهم مع مضمونها يقول علاء: “نسبة منهم مستفيدة من النظام، سواء وظيفياً أو ماديّاً.. وفي نسبة منهم مؤدلجة من الصغر لا ترى أبعد من دوائر التشبيح المحيطة بها”.

و يختم علاء بالقول: “ظاهرة انتشار الأغاني الطائفية وتحديدا اللطميّات، تثير غضب الكل وأولهم العلمانيين قبل المتدينين، وتوسع الشرخ ثقافياً بعدما كان سياسياً فقط، خصوصاً أن الثورة السورية الأصيلة لم تكن طائفية”.

 يبدو واضحاً لمن يراقب مجريات الأحداث في سوريا أنّ سيطرة إيران على أجهزة النظام لا تنحصر بشقّها السياسي والعسكري فحسب، بل تعدته لتكون سيطرة تنشر إيران من خلالها ثقافتها وأيديولوجياتها، وسط استسلامٍ تام من الأسد الذي يضّحي بتاريخ وحضارة سوريا بعدما ضحّى بشبابها وعمرانها و بنيتها التحتية.