موسكو، روسيا،  21 أبريل 2014، وكالات، أخبار الآن-

 اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف Sergey Lavrov الاثنين السلطات الاوكرانية في كييف بانها تنتهك بشكل فاضح اتفاق جنيف الذي ينص على نزع سلاح المجموعات المسلحة غير القانونية واخلاء المباني الحكومية في مدن الشرق.

 وقال لافروف في مؤتمر صحافي “ليس فقط لم يحترم اتفاق جنيف بل اتخذت اجراءات، وخصوصا من قبل الذين سيطروا على السلطة في كييف، تنتهك بشكل فاضح الاتفاق”.

  وفي وقت سابق، طالب رئيس بلدية مدينة سلافيانسك الاوكرانية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، الاحد الرئيس فلاديمير بوتين بارسال قوات روسية لحماية السكان المدنيين معلنا حظرا للتجول في هذه المدينة بعد مواجهة دامية ليل السبت الاحد.

 وقال فياتشيسلاف بونوماريف في مؤتمر صحافي في سلافيانسك موجها نداء الى بوتين “نطلب منكم ان تبحثوا في اسرع وقت امكان ارسال قوات لحفظ السلام للدفاع عن السكان ضد الفاشيين”.

 واكد بونوماريف ان السكان المحليين مهددون من جانب مجموعة “برافي سكتور” الاوكرانية القومية التي حملها مسؤولية المواجهة الدامية التي اسفرت عن اربعة قتلى. كذلك، اعلن ان “حظرا للتجول يبدأ تطبيقه اليوم”، وقال “التجول في الشوارع محظور من منتصف الليل حتى السادسة صباحا”.

 وفي تصريح اخر مساء الاحد دعا بونوماريف روسيا الى تزويد المناطق الانفصالية في شرق اوكرانيا بالسلاح. وقال في تصريح صحافي “نطلب المساعدة من الحكومة الروسية ومن فلاديمير فلاديميروفيتش اذا كنتم غير قادرين على ارسال قوات حفظ سلام سلمونا اسلحة”.

 واضاف “نحن بحاجة الى السلاح ولا نملك منه ما يكفي لان (العسكريين الاوكرانيين) يملكون الطائرات والدبابات”.الا انه اكد في الوقت نفسه انه “لا يوجد اي اتصال مباشر” بينه وبين موسكو. وقتل اربعة اشخاص ليل السبت الاحد في تبادل اطلاق نار قرب سلافيانسك.

 وكان بونوماريف قال في وقت سابق ان ثلاثة ناشطين موالين لروسيا ومهاجما قتلوا في اشتباك مسلح عند حاجز اقامه ناشطون موالون لروسيا في قرية بيلباسيفكا على مسافة بضعة كيلومترات غرب سلافيانسك.

 من جهته، قال الناشط الموالي لروسيا فلاديمير (20 عاما) لفرانس برس ان “اربع سيارات وصلت الى قرب حاجزنا قرابة الساعة الاولى فجرا. اردنا التحقق منها عليها فتم اطلاق النار علينا باسلحة رشاشة”، مؤكدا انه كان في مكان الحادث لحظة وقوعه.

 واضاف فلاديمير ان “المهاجمين كانوا نحو عشرين. وصلت سريعا تعزيزات الى حاجزنا وفر المهاجمون. لا اعلم ما اذا كان قتل احد منهم. اذا حصل ذلك فقد حملوهم معهم”، لافتا الى ثلاثة قتلى واربعة جرحى في صفوف الناشطين الموالين لموسكو.

 وكان اخر اشتباك دام وقع الخميس عندما قتل جنود اوكرانيون مسلحين موالين لروسيا حاولوا مهاجمة قاعدة عسكرية في مدينة مايريبول الجنوبية الغربية.

 واعربت وزارة الخارجية الروسية الاحد عن غضبها الشديد حيال الحادث، وحثت كييف على الالتزام بشروط الاتفاق الدولي الذي وقع اخيرا في جنيف ونص على نزع فتيل التصعيد. ونقلت وكالات الانباء الروسية بيانا للوزارة قالت فيه ان “الجانب الروسي يشعر بالغضب الشديد من هذا الاستفزاز الذي يقوم به المقاتلون”.

 واضافت ان “الجانب الروسي يؤكد ضرورة ان تفي اوكرانيا بدقة بالالتزامات التي قطعتها لتخفيف التصعيد في جنوب شرق اوكرانيا”.

 وحملت موسكو مسؤولية مقتل من وصفتهم ب”المدنيين الأبرياء” لحركة “برافي سكتور” التي قادت الاحتجاجات التي ادت الى الاطاحة بالرئيس الاوكراني الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش في شباط/فبراير الماضي. الا ان متحدثا باسم الحركة في كييف نفى تلك التهم ووصفها بانها “دعاية اعلامية” و”اكاذيب”.

 واعتبرت نائبة رئيس مجلس الامن القومي والدفاع في اوكرانيا فيكتوريا سيومار ان موسكو تقف وراء العنف لمحاولة تصوير كييف على انها فقدت السيطرة على المناطق الشرقية.

 وقالت على صفحتها على فيسبوك انه حتى عطلة عيد الفصح “لم تكف الدعاية الروسية عن شن حرب اعلامية”.من جانبه، اعلن وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف الاحد انه زار شرق البلاد حيث تفقد قوات الحرس الوطني التي انتشرت في هذه المنطقة الناطقة بالروسية ردا على تمرد الانفصاليين.

 وردا على سؤال لفرانس برس حول هذه الزيارة قال بونوماريف “في حال جاء الى سلافيانسك فساطلق عليه النار بنفسي ولن اصافحه ابدا”.

 ووصف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي الاحد تهديدات اشارت اليها صحيفة بريطانية بشان عقوبات اميركية تستهف “مليارات” يملكها الرئيس فلاديمير بوتين في سويسرا، بانها “سخيفة”.

 وبحسب مقال نشر الاربعاء في صحيفة التايمز البريطانية نقلا عن مصدر حكومي اميركي لم تكشف هويته، فان الولايات المتحدة تعتزم في حال ارسلت روسيا قوات الى اوكرانيا، السعي لمعاقبة بوتين شخصيا من خلال كشف وتجميد “40 مليار دولار” له في بنوك سويسرا جمعها بفضل مساهمات في شركة غازبروم العملاقة وشركات طاقة اخرى.

 وقال المتحدث باسم بوتين الاحد ردا على سؤال اذاعة ايكو الروسية “هذه بالتاكيد نكتة ومن النوع السخيف”. من جهته اتهم رئيس الحكومة الاوكرانية ارسيني ياتسينيوك روسيا ب”تقويض الاستقرار الدولي” وطالب حلفاءه الغربيين بمساعدة لتحديث الجيش الاوكراني.

 وقال ياتسينيوك في مقابلة معه اجريت السبت وبثتها شبكة ان بي سي الاميركية الاحد “لدى العالم ما يكفي من الاسباب للشعور بالقلق ازاء نوايا بوتين” مضيفا “روسيا الاتحادية قوضت الاستقرار الدولي”.

 ودعا ياتسينيوك الدول الغربية الى دعم بلاده. وقال عشية زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى اوكرانيا الاثنين “يجب ان نكون اقوياء لوقف روسيا ولذلك فنحن بحاجة لدعم فعلي من شركائنا الغربيين” مضيفا “نحن بحاجة لدعم اقتصادي ومالي ولتحديث الجيش الاوكراني واعادة النظر في جميع بنى الدفاع الاوكرانية”.

 ودعا البابا فرنسيس في رسالته الاحد بمناسبة عيد الفصح الى السلام في اوكرانيا، وقال “ندعوك يا الله ان تلهمهم مبادرات تعزز السلام في اوكرانيا”. وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد “سنرى ما اذا كان سيتم نزع فتيل التصعيد. امل بذلك رغم ان هناك شكوكا” حيال هذا الامر.