دبي، الامارات العربية المتحدة، 8 ابريل 2014، وكالات –

فجر محققون عسكريون ماليزيون مفاجأة جديدة بشأن الطائرة المختفية منذ الشهر الماضي، حيث قالوا إنها فور فقدان اتصالها بالمراقبين الأرضيين كانت ‘تتلوى وتحلق على انخفاض كالمقاتلات الجوية تماماً في محاولة لتجنب رصدها من قبل الرادارات’.

وكانت الطائرة الماليزية من طراز (بوينغ 777) التي تقل الرحلة رقم (MH370) قد اختفت فجر الثامن من مارس الماضي وهي في طريقها من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين وعلى متنها 239 راكباً. 

هبطت بصورة مفاجئة وحادة لتحلق على ارتفاع خمسة آلاف قدم فقط 

ويقول المحققون العسكريون في ماليزيا إن الطائرة ارتفعت للتحليق على ارتفاع 45 ألف قدم فور فقدانها الاتصال بالأرض، أي ارتفعت 10 آلاف قدم إضافية عن المستوى الطبيعي لها، إلا أنها لاحقاً هبطت بصورة مفاجئة وحادة لتحلق على ارتفاع خمسة آلاف قدم فقط، وهو المستوى الذي لا يتمكن فيه الرادار من التقاطها.
وتأتي هذه المعلومات الجديدة في الوقت الذي تتواصل فيه عملية البحث المدروسة والممنهجة في المحيط الهندي، فيما تتلاشى الآمال في العثور على الطائرة، خاصة مع الاعتقاد بأن البطارية التي تقوم بتشغيل الصندوق الأسود قد نفدت الطاقة منها حالياً، ما يعني أنه -أي الصندوق الأسود- سيتوقف عن إرسال أية إشارات. كانت الطائرة تحلق بسرعة عالية جداً 

ونقلت جريدة ‘صنداي تايمز’ البريطانية عن مصدر ماليزي قوله إن التحقيقات التي تضمنت مناورات جوية لتحديد مصير الطائرة المفقودة تشير إلى تغيرات مفاجئة في ارتفاع الطائرة، وهو ما يدعم بقوة فرضية أن تكون هذه التغيرات متعمدة من أجل الإفلات من الرادارات الأرضية، ومن ثم الاختفاء تماماً.
وأضاف المصدر: ‘كانت الطائرة تحلق بسرعة عالية جداً، وعلى مستوى منخفض جداً، إنه تحليق يهدف إلى تجنب الرادار’.

وتأتي هذه النظرية الجديدة في الوقت الذي كانت الآمال قد ارتفعت فجأة الأسبوع الماضي بالإعلان عن التقاط بعض الإشارات وسماع بعض الأصوات في المحيط الهندي، إلا أن خمسة أيام من البحث المتواصل لاحقاً لهذا الإعلان بددت الآمال في الوصول إلى أي جديد بشأن الطائرة المفقودة.

ونقلت جريدة ‘ميل أون صنداي’ البريطانية عن خبير الطيران جيفري توماس قوله: ’37 يوماً مرت على مأساة الطائرة الماليزية، ومن المفترض أن تكون بطارية الصندوق الأسد قد نفدت بمرور ثلاثين يوماً فقط، إننا نأمل بأن يمتد عمر البطارية إلى أربعين يوماً، وبالتالي نسمع أي صوت أو نتلقى أية إشارة’. تضييق منطقة البحث بصورة كبيرة 

وأضاف: ‘ما نأمله هو الحصول على صوت واحد إضافي على الأقل، أو ربما اثنان، بما يمكن من تضييق منطقة البحث ويساعد في العثور على الصندوق الأسود’.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، طوني أبوت، يوم الجمعة الماضي، إن فريق التحقيق قام بتضييق منطقة البحث بصورة كبيرة بعد أن تمكن من التقاط الإشارات، وهي الإشارات التي تعتقد السلطات بأنها آتية من الطائرة المفقودة.

ويقول فريق البحث الذي يعمل على متن سفينة أسترالية مزودة بالمعدات اللازمة في المحيط الهندي، إنهم يواجهون ظروفاً جوية قاسية، في محاولة لتحديد مكان الصندوق الأسود أو حتى الوصول إلى أية إشارات صادرة عنه.

وبهذه المعلومات تزداد مهمة المحققين تعقيداً، وتعود إلى الواجهة نظرية أن يكون قائد الطائرة انتحارياً نفذ عملية تحطم متعمدة لها، وهو ما يجعل من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، تحديد المكان الذي تحطمت فيه الطائرة.

الطائرة المفقودة: رصد بقعة زيتية في منطقة البحث 

أعلنت أستراليا، اليوم الاثنين، أنها تستعد لإرسال غواصة آلية إلى أعماق المحيط، للبحث عن حطام طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية المفقودة منذ الثامن من مارس الماضي في جنوب المحيط الهندي، موضحة أنه تم رصد بقعة نفط في منطقة البحث.

وأعلن منسق عمليات البحث الدولية أنغوس هيوستن في مؤتمر صحافي أن سفينة ‘أوشن شيلد’ ستوقف عمليات رصد الإشارات الصوتية الصادرة عن الصندوقين الأسودين الاثنين، و’سترسل الغواصة الآلية بلوفين 21 بأسرع وقت’.

وأوضح هيوستن أن الإشارة الصوتية الأخيرة التي يمكن أن يكون مصدرها الصندوقين الأسودين قد رصدت قبل ستة أيام، وقال: ‘لم نرصد أي إشارة من أي نوع منذ ستة أيام، ويبدو أن الوقت حان للبحث تحت الماء’.

وتنفد بطاريات الصندوقين الأسودين في غضون ثلاثين يوما تقريباً، وعليه فإنه من المعقول أن تكون قد توقفت عن العمل.

وكانت سفينة ‘أوشن شيلد’ رصدت، مساء الأحد، بقعة نفط في منطقة البحث التي حصرت حول الإشارات الصوتية التي رصدت قبل أسبوع، بحسب هيوستن.
وقال هيوستن إنه تم أخذ عينة من ليترين ليتم تحليلها، لكن النتائج لن تعرف قبل عدة أيام، موضحا أن البقعة لا يبدو أن مصدرها إحدى السفن.’بلوفين 21′
وغواصة ‘بلوفين 21’ على هيئة طوربيد، وطولها 4.93 متر، وهي مزودة بجهاز رادار تحت الماء (سونار)، وهذه الآلية مستخدمة لأخذ عينات من قاع البحار خلال عمليات البحث أو انتشال حطام أو بحث عن الآثار، أو لرسم خرائط المحيطات، بالإضافة إلى عمليات رصد الألغام المائية.

وإذا نقل جهاز السونار إشارة ستسحب الآلية إلى السطح ليتم تزويدها بكاميرا قبل أن تعاد إلى القاع، إذ ليس بالإمكان تزويدها بكاميرا وبوسنار في الوقت نفسه.

ويبلغ وزن الآلية 750 كلغ، ويمكن أن تظل تحت الماء لمدة عشرين ساعة، لكن لا يمكنها الغوص لأعمق من 4500 متر كحد أقصى، وهذا هو العمق الذي صدرت منه الإشارات الصوتية.