دبي، الامارات العربية المتحدة، 6 ابريل 2014، ( آسية عبد الرحمن، أخبار الآن) –

لم يتوقف الرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد عن إثارة الجدل حتى بعد مغادرته الحكم، وانتخاب الإيرانيين لخلفه، الذي قدم نفسه على أنه معتدل يسعى لترميم الآثار المترتبة على السنوات الثماني الطويلة التي قضاها أحمدي نجاد في الحكم.
فلم يكتف الأخير بأنه اقحم إيران في عزلة دولية، وانهيار اقتصادي تحتاح عشرات السنوات للخروج منه، بل وتعقيد علاقاتها مع المجتمع الدولي وارتباطها في أذهان العالم بأنها مع رفيقتها كوريا الشمالية من أكثر البلدان تشكل تهديدا للسلم العالمي.
فقد خرج بعد أشهر من اعتزاله الأضواء، ليدلي بتصريح أقل ما يقال عنه أنه بعيد عن الديبلوماسية، ومستهجن ممن  أمضى ثمان سنوات في الحكم.
التصريح الجديد الذي أوردته وكالة قوات الدفاع الشعبي المعروفة بالباسيج، والتابعة للحرس الثوري الايراني نسب إلى أحمد نجاد قوله إن إيران لن تهدأ إلا حين ترفرف أعلامها فوق البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن.
التصريح الأول من نوعه لرجل دولة إيراني، جاء خلال احتفال شعبي في مدينة عبدان، لاستذكار حرب الأعوام الثامنية التي خاضها النظام الإيراني مع العراق وانتهت أواخر الثمانينيات.
ورغم أن أحمدي نجاد لا يملك منصبا دستوريا حاليا، وآراؤه قد لا تكون ملزمة للحكومة الايرانية الحالية، ولكن انتقاء موقع وكالة الباسيج التابع لقوات الحرس الثوري الايراني الحاكم الفعلي للدولة، ونشره في هذا الوقت بالذات لا يمكن أخذه ببراءة.
فالمعروف عن الرجل أن علاقته لم تكن جيدة في السنوات الأخيرة من حكمه مع المرشد الاعلى علي خامنئي، ووصل الأمر بينهما حد القطيعة، في الأشهر الأخيرة من المأمورية الثانية لإحمدي نجاد.
فهل أرادت وكالة الباسيج ومن ورائها الحرس الثوري من خلال نشر هذا التصريح الموغل في التطرف جس نبض الرأي العام الغربي، وتمرير خطاب متطرف على لسان شخصية، لا تتمتع بأي صفة رسمية؟
أم هي محاولة من جناح في الحكم لا ترضيه السياسة التي ينتهجا الرئيس روحاني ويحاول كسب نقاط في التشويش على هذه السياسية التي تساور الغرب فيها كثير من الشكوك؟.
أم أن التصريح موجه بالدرجة الأولى إلى دول الجوار العربي، في محاولة يائسة من الحرس الثوري للتذكير بالطموح التوسعي للدولة الايرانية، على قاعدة، “إياك أعني واسمعي يا جارة”.
لأن الولايات المتحدة التي تبعد عشرات آلاف الكيلومترات من إيران هي هدف مستحيل، ورفع الرايات الإيرانية فوق عاصمتها، حلم بأكثر من المستحيل، بالنسبة لدولة عاجزة عن تأمين ما يكفيها من الوقود، ورواتب الموظفين، نتيجة سياساتها العدائية تجاه العالم، والتي بلغت أوجها في ظل حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وفي جميع الاحوال تبقى هذه التصريحات مستهجنة القول فضلا عن النشر.
وكان أجدى لأحمدي نجاد العودة إلى الأضواء بطريقة لا تسبب لإيران أزمات لديها منها فائض يكفي لعشرات الأجيال المقبلة.