كييف , اوكرانيا , 9 مارس 2014، وكالات –

افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية  ان مواجهاتٍ اندلعت اليوم  في سيبا ستو بول بالقرم بين انصار موسكو ومؤيدي كييف اثر تجمع لمؤيدي البقاء في اوكرانيا في ذكرى ولادة الشاعر الاوكراني تاراس شفت شنكو.
             
وهاجم نحو مئة شخص يحملون الهراوات الحراس الذين كانوا يَحمون تجمعا في ذكرى ولادة الشاعر .
             
وحطم هؤلاء سيارة واستولوا على سيارات اخرى تعود الى الحراس قائلين انها ملكُ حركة “برافي سكتور” القومية شبهِ العسكرية التي كانت في مقدم الحركة الاحتجاجية التي شهدتها كييف ضد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.
             
واعتقلت الشرطة خمسةً على الاقل من الحراس وتعذر تحديد سقوط جرحى.
 
 نظمت تظاهرات لمناصري كييف واخرى لخصومهم المؤيدين لموسكو الاحد في الذكرى المئوية الثانية لولادة الشاعر الاوكراني تاراس شفتشنكو الذي يعبر رمز الاستقلال، من كييف الى دونيتسك وفي منطقة القرم الانفصالية حيث جرت صدامات.
             
وتجمع المتظاهرون المؤيدون لاستقلال اوكرانيا امام تماثيل شفتشنكو فيما تجمع المطالبون بالتقارب مع موسكو امام تماثيل لينين.
             
وتاتي هذه التظاهرات فيما لا تزال الازمة الدبلوماسية بين الغرب وروسيا، الاسوأ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، في طريق مسدود. ويزور رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الولايات المتحدة الاربعاء المقبل فيما يواصل الغربيون مساعيهم الحثيثة لايجاد مخرج للازمة.
             
وتسيطر قوات روسية على شبه جزيرة القرم الاوكرانية منذ نهاية شباط/فبراير وتعزز مواقعها يوما بعد يوم ما يجعل من الصعب ان تعيدها السلطات الجديدة الى سيطرتها.
             
وفي كييف تجمع الاف الاوكرانيين في حديقة تاراس شفشتنكو قبل ان يتوجهوا نحو الميدان، مركز حركة الاحتجاج على مدى ثلاثة اشهر والتي قمعتها الشرطة بقوة ما ادى الى مئة قتيل وسقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وفراره الى روسيا.
             
وخلال التجمع، اكد رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك ان بلاده لن تتنازل “عن شبر واحد من اراضيها” لروسيا. وقال “انها ارضنا، لن نتنازل عن شبر واحد منها. فلتعلم روسيا ورئيسها هذا الامر”.
             
وقال ان الولايات المتحدة وبريطانيا “تبذلان كل جهودهما للحفاظ على استقلال اوكرانيا”.
             
من جهته دعا الرئيس الانتقالي الاوكراني اولكسندر تورتشينوف الاوكرانيين الى اتباع نهج الشاعر شيفتشنكو وعبارته الشهيرة “قاتلوا وستنتصرون”.
             
وقال سيرغي روديوك المتقاعد من الجيش الاوكراني انه “يجب اعلان التعبئة العامة وارغام الجنود الروس على مغادرة اوكرانيا عبر وسائل عسكرية”.
             
ورغم اجواء التوتر في منطقة القرم الانفصالية نزل مئات الاشخاص الى الشارع للتعبير عن دعمهم لكييف في شوارع سيمفيروبول وكذلك في سيباستوبول مقر الاسطول الروسي في البحر الاسود.
             
وتجمع نحو الف شخص في حديقة شيفتشنكو وتلوا قصائد للشاعر. وقال سفياتوسلاف ريغوشيفسكي (46 عاما) “انهم (الروس) لا يمكن ان يستولوا على القرم، ان احتلالهم غير مشروع. لكن الامور ستعود الى طبيعتها وستبقى القرم اوكرانية”.
             
وفي سيباستوبول في المقابل تطورت تظاهرة صغيرة ضمت نحو مئتي شخص بسرعة الى اعمال عنف.
             
وقام نحو مئة شخص مزودين هراوات بمهاجمة اجهزة الامن التي كانت تتولى حماية التجمع.
             
والى جانب هذه التحركات الرمزية فان عشرة الاف مناصر لموسكو شاركوا في تظاهرة دعم للاستفتاء الذي سجري في 16 اذار/مارس حول الحاق شبه جزيرة القرم بروسيا.
             
وقالت اولغا الاوكرانية البالغة من العمر 60 عاما “لم نعد نريد هؤلاء الفاشيين الاوكرانيين” مضيفة ان “القرم قسم من روسيا”.
             
وفي دونيتسك في شرق البلاد الناطق بالروسية، تجمع الاف الاشخاص المؤيدين للروس في ساحة لينين للمطالبة باستفتاء حول الالتحاق بروسيا ورفعوا اعلاما روسية واعلام الحزب الشيوعي.
             
وقالت انغيلا ميليك “لا نريد الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، نريد ان نختار بانفسنا مع من نعمل”.
             
وتساءلت “لماذا علينا ان نقبل ما تقرره اقلية؟ فاذا كان غرب اوكرانيا يريد الانضمام الى الاتحاد الاوروبي فليفعل”.
             
وتاتي التظاهرات غداة فشل 54 مراقبا دوليا اوفدتهم منظمة الامن والتعاون في اوروبا، للمرة الثالثة خلال ثلاثة ايام، في التمكن من دخول شبه جزيرة القرم.
             
واضطر موكب المراقبين المدنيين والعسكريين غير المسلحين للعودة ادراجه عند اقترابه من معبر ارميانسك احد محورين للطرق يسمحان بدخول القرم. وقد وجه مسلحون ببزات مرقطة اسلحتهم الى الموكب ثم اطلقوا النار في الهواء ثلاث مرات.
             
وتهدف هذه البعثة التي جاء اعضاؤها من 29 بلدا الى خفض التوتر.
             
دبلوماسيا، لم يتمكن الغربيون والروس من التوصل الى مخرج لاسوأ ازمة في العلاقات بين الجانبين منذ 1991، على الرغم من المشاورات المكثفة.
             
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثات هاتفية مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم باوكرانيا “شرعية”، وفق ما اعلن الكرملين الاحد.