اوسلو، النرويج، 9 اكتوبر 2013، وكالات

 تحتل الفتاة الباكستانية ملالا المراتب الاولى على لائحة الذين يتوقع فوزهم بجائزة نوبل للسلام هذا العام والتي سيتم الإعلان عنها يوم الجمعة القادم في اوسلو. وتبقى جائزة نوبل للسلام التي تعتبر تتويجا لموسم جوائز نوبل السنوية، الاكثر اثارة للتكهنات.
وبالرغم من تصريحات ملالا انها لا تستحق نيل جائزة نوبل للسلام وانها ما تزال تستطيع القيام بالمزيد، إلا أن عدد كبير من الخبراء في جوائز نوبل يعتبر ان ملالا من ابرز المرشحين لنيل تلك الجائزة
فهذه الفتاة الباكستانية التي نجت باعجوبة من محاولة لقتلها باطلاق رصاصة على رأسها من جانب مقاتلين من طالبان قبل عام تماما، اصبحت رمزا عالميا لحقوق الفتيات في التعلم بمواجهة التطرف.

وفي هذا الاطار، يرى كريستيان بورغ هاربفيكن مدير معهد ابحاث السلام في اوسلو ان منح جائزة نوبل لملالا من شأنه ان يوجه “رسائل عدة مهمة جدا”، اولا بشأن “دور التعليم، خصوصا للفتيات والنساء، ومن اجل السلام، الديموقراطية وحقوق الانسان”.

وفي حال فوزها، ستكون ملالا البالغة 16 عاما اصغر شخص يحوز جائزة نوبل في تاريخ هذه الجوائز. وهذا العمر اليافع الذي، وعلى الرغم من امتيازاته، قد يشكل عاملا سلبيا ضدها وفق البعض.

ويقول تيلمان بروك مدير المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم ان “فرض هذا الامر قد يكون غير اخلاقي”.

ويعتبر الصحافي الاميركي سكوت لندن الاختصاصي ايضا في نوبل، ان منح ملالا مثل هذه الجائزة “قد يثير جدلا ويمثل مخاطرة للجنة (نوبل) بعد عدد من الخيارات السيئة مثل الرئيس (الاميركي باراك) اوباما (العام 2009) والاتحاد الاوروبي” العام الماضي.

ويوضح لوكالة فرانس برس ان عددا متزايدا من الاشخاص حول العالم ينتقدون هذه الجائزة التي باتوا يعتبرونها مسيسة وان “الفائزين يتم اختيارهم ليس على اساس استحقاقهم بقدر ما هو على القيمة الاعلانية المنسوبة اليهم”.

كذلك من بين المرشحين الاوفر حظا الطبيب النسائي الكونغولي دنيس ماكويغي، المعتاد على “الترشيحات” لجوائز نوبل، وذلك بنظر عالم التاريخ النروجي اسلي سفين مؤلف كتب حول جوائز نوبل.

ويقوم هذا الطبيب في بلده جمهورية الكونغو الديموقراطية والذي تعرض هو ايضا لمحاولة اغتيال في تشرين الاول/اكتوبر 2012، سنويا بمعالجة الاف الفتيات والنساء من ضحايا جرائم الاغتصاب، وهو ما تستخدمه المجموعات المسلحة كسلاح حربي.

وبعدما شهدت العام الماضي اسوأ انواع القمع فيها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، قد تستقطب روسيا اهتمام مسؤولي جوائز نوبل الذين يمكن ان يكرموا هذا العام ناشطين حقوقيين مثل ليودميلا اليكسيفا وسفيتلانا غانوتشكينا وليليا تشيبانوفا، كذلك منظمة ميموريـال غير الحكومية.

ويرى هاربفيكن ان “ثمة اسباب جيدة كي تعلق لجنة نوبل على تراجع المساحة المتروكة للمجتمع المدني والتعبير الديموقراطي في روسيا”.

كذلك من الممكن ان تلتفت لجنة جوائز نوبل الى بيلاروسيا التي توصف غالبا على انها “الديكتاتورية الاخيرة في اوروبا” وحيث يقضي الناشط اليس بيلياتسكي عقوبة سجن طويلة، رسميا بتهمة التهرب الضريبي.

وبرأي بروك، فإن الجائزة قد تتوج ايضا جهود الحكومة الكولومبية ومتمردي فارك من اجل السلام او منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفة الاشراف على تدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.

الا ان اول هذين الاقتراحين قد يكون سابقا لاوانه والثاني مستبعدا بما ان الاقتراحات يجب ان ترسل قبل الاول من شباط/فبراير من كل عام.

وتقوم جائزة نوبل على منح ميدالية ذهبية وشهادة وشيكا بقيمة 8 ملايين كورون سويدي (1,24 مليون دولار).

اما الاستاذ المتخصص في ابحاث السلام في جامعة اوبسالا السويدية بيتر فالنستين فيبدو اقل تيقنا من هوية الفائز المنتظر. ويقول “لدي شعور بان اللجنة ستمنح جائزة ستفاجئ اكثرية المعلقين. انها تحب المفاجآت”.