باكستان، 29 اغسطس 2013، وكالات ، أخبار الآن – أسقط القضاء الباكستاني عقوبة السجن عن شاكيل أفريدي، الطبيب الذي ساعد في تعقب أسامة بن لادن.
القاضي المختص أمر بإعادة محاكمة شاكيل الذي حُكم ثلاثة وثلاثين عاما؛ وقال إن السلطات لم تسمح له بالنظر في القضية.
وكانت الاستخبارات الأمريكية تمكنت في 2011 من تعقب بن لادن وقتله في أبوت أباد في نهاية مطاردة استمرت أكثر من عشر سنوات.
الدكتور شاكيل كان يعمل ضمن حملات التلقيح في المناطق القبلية من باكستان.
وجاءت إدانة أفريدي بتهمة إدارة حملة تلقيح مزيفة، وحكم عليه بالسجن 33 عاما في مايو 2012 وذلك بموجب النظام الأساسي للجرائم، وهي مجموعة قوانين تحكم منطقة قبلية تتمتع بحكم شبه ذاتي في باكستان.
وكانت قضية شاكيل محل جدل واسع وسببت توترا في باكستان مجتمعيا وسياسيا.
من أبرز من كتب عن هذا الجدل الدكتور محمد الزبير، أستاذ مساعد في القانون في جامعة بيشاور في باكستان. الدكتور زبير كتب المادة التالية بعد إصدار الحكم على شاكيل العام الماضي.
حكم على الدكتور شاكيل افريدي بالسجن لمدة 33 سنة  بتهمة الخيانة لدوره في مساعدة الأميركيين في الحصول على عينات من الحمض النووي لأطفال أسامة بن لادن، وتأكيد مكان وجوده.
وقد نُقل أن مجلس الشيوخ المحلي أو الجيرغا الذي شكلته منطقة خيبر القبلية حاكمه بموجب ما يُسمى نظام الجرائم على الجبهة.
الحكم على شاكيل افريدي بتهمة الخيانة استقطب إدانة دولية يمكن أن تؤدي لسؤال باكستان حول مصداقية حربها على الإرهاب والتطرف وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند ان الولايات المتحدة لا ترى أي أساس لاعتقال افريدي وستواصل التحدث مع باكستان حول اطلاق سراحه. وفي بيان صحفي مشترك، وصف وصف عضوي مجلس الشيوخ جون ماكين وكارل ليفين، الحكم بـ” صدمة وغضب “.
 دانا روهراباشير، عضو مجلس الشيوخ ،  ذهب الى أبعد من ذلك ووصف عقوبة افريدي بأنها دليل على أن باكستان في حالة حرب مع الولايات المتحدة.
عقوبة افريدي بعثت برسالة واضحة إلى العالم بأسره: مساعدته في العثور على أسامة بن لادن كان عملا من أعمال الخيانة العظمى – وهي جريمة ضد دولة باكستان. وهي رسالة قوية أيضا للآخرين مثل أفريدي ومحتواها: أغلق عينيك وفمك  إذا كنت تعرف مكان الإرهابيين والا ستتم محاكمتك بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة.
الخبر فجر نقاشا كبيرا في المنتديات ووسائل الاعلام الاجتماعية بما عكس انقساما في المجتمع الباكستاني.
بالنسبة للكثيرين كان عمل أفريدي شجاعا وبطوليا ووطنيا وساهم في إضعاف القاعدة وفروعها, هذا التنظيم المسؤول عن سفك دماء الآلاف من الأبرياء, نساء وأطفال وهو من قتل وبشكل عشوائي الآلاف في الأسواق والمساجد والتجمعات العامة خلال العقد الماضي في كل من باكستان وأفغانستان وهم بدورهم يعتبرون ان أسامة بن لادن هو المسؤول عن الحرب التي أنتجت عدم الإستقرار في كل من أفغانستان وباكستان. ولكن في المقابل تجد أن هناك آخرين  يعتبرون افريدي خائنا لدوره في مساعدة الولايات المتحدة القضاء على أسامة بن لادن. من بين هؤلاء الأحزاب الدينية السياسية، والمنظمات المسلحة من كل نوع، الجيش / المخابرات الباكستانية، والمتعاطفون معهم .
كثير مثلي غير قادرين على تصديق حقيقة أن الذين شاركوا في الإعدامات التي  استهدفت الأحمديين والمسيحيين والشيعة والقتل العشوائي للمدنيين الأبرياء خارج نطاق القانون قد نجوا  من العقاب عن جرائمهم بسبب “عدم وجود أدلة “، وأن أمثال افريدي و الذين يساعدون في إيجاد أسامة بن لادن يكافأون بـ 33 عاما في السجن.
واحدة من الحجج التي تبرر محاكمة افريدي بتهمة الخيانة، هي مساعدة الولايات المتحدة بانتهاك سيادة باكستان على الرغم من أن تصرفه قد لا يأتي ضمن التعريف القانوني للخيانة.
محاكمة أفريدي بتهمة الخيانة واصدار حكم بالسجن لمدة 33 عاما هي مهزلة للعدالة وسبب في حرج باكستان وعزلتها الدولية. إنها بمثابة لعق دماء الآلاف من الباكستانيين من على أيدي الإرهابيين.
إنها استرضاء مؤقت للأحزاب السياسية الدينية، وتنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية التابعة لها والمتعاطفين معهم ولكن عواقبها ستكون دموية وبعيدة المدى.
لقد حان الوقت للمؤسسة العسكرية الباكستانية أن تخرج من صدمة 2 مايو 2011  وأن تقوم ببعض البحث الجاد والتأمل في ذاتها. فإنه لا ينبغي وضع الكل في سلة إلإرهاب.