امضت ايران العقد الماضي في مواجهة العالم والتدخل في دول قريبة وبعيدة عنها، الان ومع مجيء رئيس جديد لايران، جاء أملٌ كبير على المستوى المحلي والدولي لاحداث تغيرٍ ايجابي في تصرفات ايران ولكن يبقى الحذر طاغيا على المشهد في ظل الصلاحيات المحدودة للرئيس الايراني.
الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد كان في وقت ما تلميذ مفضل للمرشد الاعلى الايراني ولكن في اللحظة التي فكر فيها احمدي نجاد بالتصرف كرئيس، شعر بكل قوة النظام تتحول ضده، اذ تم الضغط على جميع حلفائه وتمت تنحيتهم من كل المناصب المهمة حتى انه تعرض شخصيا للتهديد وبذلك اصبح احمدي نجاد اول رئيس يؤكد ان القوة في البلاد تكمن في المرشد الاعلى ولا احد سواه.
صحيح ان انتخاب حسن روحاني يعتبر دعوة قوية للتغيير لكنها في الوقت ذاته تمثل حكما قويا ضد اداء وشعبية المرشد الاعلى.
الحملة الانتخابية لجليلي كانت مبنية على منصة المرشد الاعلى وكان يمثل المرشح المفضل للمرشد الاعلى في حين رفض الناس سياسات المرشد الاعلى وانتخبوا روحاني اذ ان الاساس الانتخابي المبني على عدم المساومة، وعدم وجود رؤية واضحة لتحسين الاقتصاد مع مواجهة مستمرة مع الغرب تم رفضه من قبل اكثر من تسعين في المئة من الناخبين.
روحاني وعد بتغيير المسار الحالي لايران بما في ذلك الملف النووي، السياسات الخارجية والتدخل الاقليمي اذ ان حملة روحاني الانتخابية كانت مبنية على مد يد ايران للعالم، المصالحة والسلام ووضع حد للمحافظين او المتشددين، والتصويت الواسع الذي حصل عليه جاء من اعطائه الاولوية لحل مشاكل الاقتصاد وانهاء عزلة ايران.
الان كل الانظار تتجه للمرشد الاعلى فهو من سيقرر ما اذا كان النظام سيستمع لنداءات التغيير ، فهذه كانت حقيقة ايران في الماضي، ولم تتغير حتى اليوم