فاز المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية منهيا ثمانية اعوام من حكم المحافظين في ايران، وفق ما اعلن وزير الداخلية الايراني السبت.            
واوضح الوزير في النتائج النهائية التي اعلنها ان روحاني الذي حظي بدعم المعسكرين المعتدل والاصلاحي حصل على 50,68 في المئة من اصوات الناخبين في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين.

سيرة روحاني                             
لم يكن لدى رجل الدين المعتدل حسن روحاني، المفاوض الايراني الرئيسي السابق في الملف النووي، امال كبيرة قبل فتح صناديق الاقتراع بتصدر سباق الرئاسة الايرانية الذي كانت تبدو نتيجته تميل لمصلحة المحافظين. لكن بعد ظهر السبت، اعطت نتائج جزئية روحاني نسبة 51% من الاصوات، متقدما بفارق كبير على المرشحين الثلاثة المحافظين.            
روحاني البالغ 64 عاما، اصبح المرشح الوحيد للاصلاحيين والمعتدلين بعد انسحاب المرشح الاصلاحي محمد رضا عارف، في حين ان ثلاثة من منافسيه الرئيسيين، وجميعهم مقربون من المرشد الاعلى علي خامنئي، لم يتوصلوا الى اتفاق في ما بينهم.            
وبشكل خاص، دعا الرئيسان السابقان الاصلاحي محمد خاتمي والمعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني الى التصويت لصالحه. وخلال ايام قليلة، قام هذا الائتلاف من الاصلاحيين والمعتدلين بتعبئة جزء كبير من الناخبين المعتدلين الذين كانوا يعتزمون مقاطعة الانتخابات بعد الجدل والتظاهرات التي تم قمعها في العام 2009.            
وتولى روحاني، المقرب من رفسنجاني، خلال مسيرته الطويلة منصب نائب رئيس مجلس الشورى الايراني كما كان كبيرا للمفاوضين الايرانيين في الملف النووي بين عامي 2003 و2005. وفي هذه الفترة حاز على لقب “الشيخ الدبلوماسي”.            
وفي العام 2003، خلال محادثات مع باريس ولندن وبرلين، وافق روحاني على تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية للسماح بعمليات تفتيش غير معلنة مسبقا للمنشآت النووية الايرانية.            
وخلال الحملة الانتخابية، كرر روحاني تأييده اعتماد سياسة اكثر مرونة تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة على ايران والتي تغرق البلاد في ازمة اقتصادية خطيرة.     

شعار الحملة      
روحاني اختار شعارا لحملته مفتاحا يرمز لفتح باب الحلول لمشاكل البلاد، واللون البنفسجي لكونه من الالوان الرائجة.            
وقال في احد تصريحاته “حكومتي لن تكون حكومة تسوية واستسلام (في الملف النووي) لكننا لن نكون كذلك مغامرين”، مضيفا الى انه سيكون “مكملا (لسياسات) رفسنجاني وخاتمي”. ولم يستبعد اجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، العدو التاريخي للجمهورية الاسلامية، لايجاد حل للازمة النووية، على رغم وصف هذه الخطوة ب”الصعبة”. وفي رصيد روحاني مراحل طويلة من العمل السياسي. فبعد مسيرة نيابية بين عامي 1980 و2000، انتقل لعضوية مجلس خبراء القيادة، الهيئة المكلفة الاشراف على عمل المرشد الاعلى علي خامنئي.
            
ولا يزال ممثلا للمرشد علي خامنئي في المجلس الاعلى للامن القومي، مثل سعيد جليلي المدعوم من الجناح المتشدد في النظام.          
الا انه ترك منصبه كامين عام لهذا المجلس بعد انتخاب احمدي نجاد في العام 2005. وبعد فترة وجيزة، اعادت ايران اطلاق برنامجها لتخصيب اليورانيوم ما استدعى زيادة العقوبات عليها من جانب الامم المتحدة والقوى الكبرى التي فرضت عقوبات اقتصادية.           
كما انه عضو في مجمع علماء الدين المجاهدين الذي يضم رجال دين محافظين.            
ولا تزال طهران متهمة بالسعي الى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، وقد فرضت عليها الامم المتحدة رزمة عقوبات تم تشديدها من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عبر حظر مصرفي ونفطي اغرق البلاد في ازمة اقتصادية.           
ووجه روحاني انتقادا شديدا الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي لا يحق له الترشح للانتخابات الرئاسية بعد ولايتين متتاليتين.
           
ويتحدر روحاني من منطقة سرخه بمحافظة سمنان جنوب شرق طهران. وهو حائز شهادة دكتوراه من جامعة غلاسكو، متزوج وله اربعة اولاد.