على مقربة من السواحل الإيرانية، تتنامى مشكلة نفطية كبيرة. فمع استمرار وطأة العقوبات الدولية على إيران، باتت طهران تخسر عملاءها من مستوردي النفط؛ ما أدى إلى وجود ملايين البراميل من النفط الخام غير المباع مُخزن في ناقلات نفط ضخمة. هذه حقيقة تنكرها طهران.
خسرت إيران نصف ريعها من النفط منذ فرض العقوبات الدولية العام الماضي ما أضر مباشرة بالاقتصاد والمواطنين. مشترو النفط هجروا إيران وتركوا البلد مخلفين وراءهم مشكلة جديدة: ماذا يفعلون بالنفط الخام غير المباع؟

المعلومات من الشركات البحرية الدولية تشير إلى أن عشراً على الأقل من ناقلات إيران العملاقة، التي تتسع كل منها لمليوني برميل من الخام، استُخدمت لتخزين النفط. المحللون يقدرون أن هذه السفن تحمل في مخازنها خمسة وعشرين مليون برميل.
وقد تردد في أسواق النفط أن إيران قد تضطر إلى التخلص من هذا النفط بمنح خصومات عالية لعدم قدرتها البيع بسعر السوق.
المدير التنفيذي لشركة الموانىء النفطية الإيرانية نفى هذه التقارير نفيا قاطعا. وهذا أمر لا غرابة فيه إذ أن مثل هذه المخزونات تعني فشلا ذريعا وإخفاقا في الأداء الإيراني.
فإيران تواصل ضخ النفط الخام لتُبقي على البنية التحتية لعملية الإنتاج. فهي لا تستطيع إغلاق آبار النفط لأن ذلك يعني خسارة المعدات والآبار، لذلك فلا بد من مواصلة عملية الضخ على بعض المستويات، حتى لو لم يكن ثمة عملاء يشتروا النفط.
وهذا كله يعني تراكما في الكلفة تزداد بمرور الوقت.
قادة إيران يأملون أن يأتي يوم تلين فيه العقوبات الدولية؛ لكن وحتى يلتزم هؤلاء القادة بالمعايير الدولية الخاصة ببرنامجها النووي، ستظل إيران تدير أسطولا لتخزين النفط يقبع في حالة من السبات قبالة شواطئها.