وحسب البيان تعيش النساء مدّة أطول مقارنة بالرجال، حيث إنّ أعمارهنّ المتوقّعة عند الولادة في سنة 2010 تبلغ حوالى 76 سنة (مقابل 66,4 سنة 1987)، أي بـ 1,8 سنة أكثر من الرجال. ويُعزى ذلك إلى تحسّن ظروف المعيشة التي تتجلّى في انخفاض معدّل الوفيّات، خصوصاً وفيّات الرضّع، وكذا التراجع المتواصل للخصوبة.
وهكذا انخفض معدل وفيّات الرضّع من 70‰ إلى 27‰ لدى الإناث ومن 81‰ إلى 33‰ لدى الذكور، خلال الفترة 1987-2010.

أما بخصوص الخصوبة، فقد انخفض مؤشّرها من 4,5 أطفال لكلّ امرأة، في سنة 1987، إلى ما يقرب من طفلين في سنة 2010. وقد كان هذا الانخفاض أقوى في الوسط القرويّ، حيث تراجع معدّل الخصوبة من 5,8 أطفال إلى 2,7 (مقابل 2,8 إلى 1,8 في الوسط الحضريّ) خلال نفس الفترة.
من بين العوامل الكامنة وراء هذا التراجع في الخصوبة، الارتفاع الذي سجّله السنّ عند الزواج الأوّل لدى النّساء، إذ تراجعت نسبة المتزوّجات البالغات من العمر 15 إلى 19 سنة من 20٪ سنة 1982 إلى 9٪ سنة 2010. أمّا بالنسبة للّواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 20 إلى 24 سنة، فقد تراجعت نسبة المتزوّجات في صفوفهنّ من حوالى 60٪ إلى 38٪. وبصفة عامّة، ارتفع متوسّط عمر المرأة عند الزواج الأوّل من 22,2 سنة إلى 26,6 سنة خلال نفس الفترة.
هذا المنحنى ليس بغريب على التطوّر في دخول المدارس ومحاربة الأميّة عند الإناث. فخلال العقد الماضي، ارتفع معدّل دخول المدارس لدى الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ من 6 سنوات إلى 11 سنة في الوسط القرويّ من 70٪ إلى 92٪، وتضاعف معدّل معرفة القراءة والكتابة لدى المرأة بنفس الوسط، برغم استمرار ضعفه، بحوالى ثلاث مرات تقريباً بين سنتي 1994 و 2009، منتقلاً، على التوالي، من 10,9٪ إلى 31٪.
وعلى الرّغم من هذا التقدّم، فإنّ وضع المرأة لا يزال هشّاً. فعلاوة على الأميّة، فإنّ الولوج إلى سوق الشّغل لا يزال محدوداً حيث لا تُشكّل النّساء إلا ما يزيد قليلاً على ربع السكّان النشطين. كما أنّ معدّل البطالة لديهنّ يفوق مثيله لدى الرجال (9,9٪ مقابل 8,7٪ في 2012).
ومن جهة أخرى، نجد أنّ طول عمر النساء مقارنة بالرجال، بالإضافة إلى فارق السنّ عند الزواج بينهم، يؤدّي بهنّ أحياناً إلى العيش وحيدات في سنّ متقدّمة، والتكفّل برعاية أسرهنّ. ففي سنة 2011، شكّلت النساء ربّات الأسر خمس أرباب الأسر، مقابل 15٪ في سنة 1994. ويوجد من بينهن حوالى 22٪ يعشن لوحدهنّ، و54٪ أرامل و74٪ غير نشيطات.

سيدتي