تشرنوبل .. هذه الكارثة النووية الأليمة التي هزت العالم ولا تزال تبعاتها الضارة حتى يومنا هذا، خاصة أن ضحاياها وصلت تقديراتهم إلى نحو مئة ألف قتيل. فهل تتكرر هذه الكارثة لكن في مكان أخر من العالم.؟

كارثة تشرنوبل النووية تصنف عالمياً كأسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي حتى الآن.
وقعت الكارثة في السادس من أبريل/نيسان عام 1986 بمفاعل محطة تشرنوبل في أوكرانيا التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. سبب الكارثة كان نتيجة خطأ في تشغيل المحطة وهذا أدى إلى إنصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث عدة إنفجارات. سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية تشكلت بسبب هذه الإنفجارات والحرائق التي إندلعت في المفاعل وإنتشرت هذه السحابة في أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا، ثم ساعدت الريح على نشرها في بولندا والدول الإسكندنافية والتشيك وألمانيا فضلاً عن رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.

أدى الإنفجار فور وقوعه إلى قتل واحد وثلاثين شخصاً من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع. أما التقديرات بشأن العدد الحقيقي لضحايا الكارثة فقد تباينت، فقد قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى بأربعة آلاف شخص، أما السلطات الأوكرانية فقدرتهم بثمانية آلاف شخص. لكن منظمات دولية أخرى شككت في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت.

منظمة السلام الأخضر من جهتها توقعت وفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات. المنظمة الطبية الألمانية ذكرت أن المنطقة المحيطة بمفاعل تشرنوبل شهدت تصاعدا كبيرا في معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أكثر من أي أنواع أخرى من السرطان ولا سيما بين من كانوا في سن 18 عاما وقت وقوع الكارثة.
إحصائية رسمية لوزارة الصحة الأوكرانية أشارت إلى أن 2.3 مليون من سكان البلاد ما زالوا يعانون حتى الآن بأشكال متفاوتة من الكارثة، فضلاً عن تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وروسيا البيضاء بالإشعاعات. الخشية من تكرار هذا الكارثة في مناطق أخرى من العالم يبقى هاجساً عند كثيرين. خاصة من توأم مفاعل تشرنوبل الذي يبنى بالقرب من بلاد العرب حيث الشواطىء الإيرانية من الخليج العربي. مفاعل بوشهر الإيراني نسخة طبق الأصل في التصميم والبناء والتقنية المستخدمة عن مفاعل تشرنوبل. وهو يضاعف خشية حدوث كارثة نووية في المنطقة شبيهة بتشرنوبل. يمضي الإيرانيون بمشروعهم النووي غير أبهين بأخطاره على المنطقة، ألم يُقل إن الشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره